مسيرة ٣٠ يونيو لاستعادة زخم الثورة بقلم د. الصادق محمد سلمان

مسيرة ٣٠ يونيو لاستعادة زخم الثورة بقلم د. الصادق محمد سلمان


06-29-2019, 05:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1561824992&rn=0


Post: #1
Title: مسيرة ٣٠ يونيو لاستعادة زخم الثورة بقلم د. الصادق محمد سلمان
Author: د.الصادق محمد سلمان
Date: 06-29-2019, 05:16 PM

05:16 PM June, 29 2019

سودانيز اون لاين
د.الصادق محمد سلمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم


كانوا على اتفاق بما سيفعلونه في مقبل الايام اذا استمرت الثورة، مخططهم كان جاهزا.... لديهم نماذح ما يعرف بالربيع العربي، حيث تتحول الثورات الي حروب بين النظام ومليشياته وجيشه والثوار الذين يتم تحويلهم الي مقاتلين على النموذج الداعشي والجماعات الإسلامية المتشددة. لذلك كانوا يصرحون ان هذه ليس ثورة وانهم مجرد مخربين وانهم سيحولون البلاد الي دمار مثل ما حدث في سوريا وليبيا واليمن، وكان الرد يأتي من كل من كان يؤمن بالتغيير ان الشعب السوداني اوعي من أن يسعى لخراب بلده ، وأن الذين خرجوا للشارع ليس لهم مطلب غير المحافظة على ما تبقى من وطنهم المستباح من النظام ، وأن هدفهم هو استعادة كرامتهم التي سلبها النظام ، ولطيبة هذا الشعب كانت مطالبه بسيطة وعامة، وردا على ما كانوا يهددون به بأن يتحول الوطن الي ساحة حرب مثلما حدث في دول الربيع العربي تمسك الثوار بالسلمية التي كانت شعارا للثورة حيث التزم الناس ان يبتعدوا عن التخريب للمنشآت العامة والخاصة، فلم تكن فكرة العنف من تقاليد الثورات التي قامت من قبل، لأن الشعب السوداني مسالم بطبعه، لكن لم يدر في خلد احد أن التحول من الثورة الي للحرب عملية تدبر تدبيرا وان مثل هذه الأنظمة العميلة اقامت في فترة حكمها الاحادي شبكة علاقات واتفاقات مع منظمات المافيا وعملاء الاستخبارات في عدد من الدول يتم بموجبها حماية النظام مقابل تنازلات عن ثروات وموارد البلاد ولم يكن احدا يتصور ان هناك من ينتمي للوطن يفكر في بيع وطنه ويحرم الشعب من خيرات وطنه لينعم هو بالعيش الذليل وليس الكريم ذلك أن تكلفة هذا العيش هو الخيانة التي ارتكبوها. نوع المخططات التي تحاك وهي لا تخفي على احد، تتمثل في الممارسات الاستفزازية للناس في الشوارع والبيوت لجر الثوار الي العنف ومن ثم يسهل تحويلهم الي جماعات مسلحة حتى تعم الفوضى وهذا ما يريدونه، ولكن وعي الشعب كان أكبر .
ورغم أن الثورة قاربت ان تكمل شهرها السابع، ولم تضع مولودها بعد، كانت المؤامرات تحاك وكل شيء يتأخر عن موعده تكوين الحكومة المدنية، الاتفاق على تركيبة مجلس السيادة، عضوية المجلس التشريعي، وكل ذلك على حساب مطالب الشعب التي ظل ينتظرها طويلا، لأن هذا التأخير يصب في خانة ان تبقى الأوضاع على ما هي عليه من غلاء وتمكين وفساد ورموز لازالت تدير امر البلاد وهناك من يحاول المجلس العسكري الاستقواء بهم من بقايا النظام ومعهم الذين تخلفوا عن ركب الثورة الذين تدفعهم اوهامهم المريضة للبحث عن المناصب حتى ولو على أشلاء الوطن.
كان الاعتصام في ساحة القيادة العامة للجيش يمثل كابوسا وسيفا مسلطا على عنق المجلس العسكري ومن يقف وراءه، فقد كان هو مركز الإعصار الذي تنطلق منه دوامات الاحتجاجات، وأصبح المركز الذي تصنع فيه وتنطلق منه الاخبار للعالم حيث تمركزت القنوات الإخبارية ، ليس ذلك فحسب بل اتاح الفرصة لبعض ممثلي الدول الصديقة للتعرف على الشعب السوداني وعاداته وتقاليده في شهر رمضان المعظم، كذلك أصبح مكان الاعتصام ملتقى للكيانات السياسية والثقافية تنطلق منه مخاطبات التوعية السياسية بالثورة، ومتطلبات ما بعد الثورة، والمنتديات الثقافية التي تناقش قضايا الثورة الثقافية.
كل ذلك ازعج المجلس العسكري وفلول النظام، فقامت بحملات لتشويه الاعتصام ساعدهم في ذلك بعض المتفلتين والمتحمسين الذين قاموا بتوسيع منطقة الاعتصام الي شوارع رئيسة وأغلقوها بالمتاريس مما عطل للحركة الي مركز المدينة، ووجدها للمجلس العسكري ولجنته الامنية فرصة لإيجاد سبب لازالة المتاريس بدعوى انها عطلت مصالح الناس وتم فتح الطرق أمام حركة السير واخلاء المنطقة تحت الجسر التي اطلق عليها اسم كولومبيا تمخضت عن خسائر في الأرواح من الجانبين. ولتجريد قوي الحرية والثوار من اي مكتسبات تحققت بعد الثورة حيث اعتراف المجلس العسكري ان قوي الحرية هي من يحق لها تكوين الحكومة الانتقالية والتمثيل في المجلس السيادي وان تحصل على ثلثي مقاعد المجلس التشريعي، قام المجلس وبلا مقدمات وفي ليلة التسع والعشرين من رمضان بالهجوم على المعتصمين في ساحة القيادة العامة وكانت ذلك عملا لا يليق بجهة مسئولة عن أرواح مواطنيها، إذ بلغ عدد الضحايا في هذه المجزرة اكثر من مائة نفس، وكان رد قوي الحرية والتغيير على ذلك العمل غير الأخلاقي وقف التفاوض مع المجلس وإعلان الإضراب العام والعصيان المدني وقد حققا نجاحا كبيرا رغم محاولات المجلس العسكري تهديد العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة، بالفصل، وإمعانا في الانتقام قام المجلس العسكري بإنكار أحقية قوي الحرية والتغيير في أن تكون اللاعب الأساسي في الفترة الانتقالية، وأنه لابد من مشاركة الأحزاب والكيانات التي كانت مشاركة في النظام المتربص بالثورة، لمحاولة الضغط على قوي الحرية والتغيير ومحاولة استبدالهم ببقايا الادارات الأهلية ممن كانوا مؤيدين للنظام المختفي، وجدت عملية فض الاعتصام التي انتهت بتلك المذبحة استنكارا على كافة الاصعدة المحلية الإقليمية والدولية، وكان رد الفعل الدولي قويا ترتب عليه أن علق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان في الاتحاد وهددت الدول الغربية بفرض عقوبات ان لم يقم المجلس العسكري بتسليم السلطة للحكومة مدنية وقادت إثيوبيا نيابة عن منظمة الايقاد مبادرة للوساطة بين المجلس العسكري وقوي الحرية والتغيير واثمرت كل تلك الجهود بقبول الطرفين للعودة للمفاوضات بعد قبول المقترحات الواردة في المبادرة الإثيوبية، وبما أن المجلس لا يزال غير متحمس لمشاركة قوي الحرية والتغيير في الفترة الانتقالية نتيجة لضغوط يتعرض لها من قوي إقليمية لها تأثير على القرار في المجلس، دعت قوي الحرية والتغيير لهذه المسير المليونية من كافة قوي الثورة في كل أنحاء السودان، في اليوم الثلاثين من شهر يونيو وهو اليوم الذي حدث فيه انقلاب الإنقاذ المشئوم للتذكير بالشهداء الذين سقطوا منذ أن جاء هذا النظام الباطش، وحتى يوقن المجلس العسكري ان الثورة لا تزال حية في صدور ووجدان هذا الشعب الذي يحاول تركيعه واذلاله، وقد اثبت هذا المجلس انه ممن عميت قلوبهم مثل نظامهم المختفي من معرفة معدن هذا الشعب الذي لن توهنه الشدائد ولكنها تزيده اصرارا وقوة .