سيناريو التطبيل المُعلن ..!! - - بقلم هيثم الفضل

سيناريو التطبيل المُعلن ..!! - - بقلم هيثم الفضل


06-18-2019, 05:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1560831678&rn=0


Post: #1
Title: سيناريو التطبيل المُعلن ..!! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 06-18-2019, 05:21 AM

05:21 AM June, 17 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



هل يستطيع أن يُراهن أحد على أن أولئك الشباب االذين جادوا بالأنفس وتحمَّلوا الجراح ورابطوا بالمثابرة والإصرار على النضال من أجل تحقيق ما يأملون ، قابلون للولوج إلى مستنقع الإحباط والتراجع ؟ ، على المستوى الشخصي لا يمكنني تصديق ذلك بعد ما رأيته من مثابرة وثقة في النفس في أعينهم المتطلَّعة لغدٍ جديد ، طالما أدهشني رسوخ هذه القيَّم في هذا الجيل الذي كنا نظن أن عقوله خاوية من الفكر والإرادة والوطنية ، لأننا بكل بساطة كنا ننظر إليهم عبر المظهر ونأنف تكَّبُراً أن نلج إلى دواخلهم ومضامينهم الوضيئة .

وكنتُ أظن أن عهد الحرية القادم ، سيُجبر الجميع وخصوصاً الذين ما زالوا يتمتَّعون بخصلة الحياء ، أن يتواثقوا على أنه سيكون عهداً خالصاً للشباب ، لأنهم يستحقون ولأن بلادنا أيضاً تستحق أن تحظى بعقلياتٍ جديدة ومواكبة لإحتياجات وتطلعات شعبها الذي هو في الحقيقة أغلبه من فئة الشباب ، هم الذين أشعلوا وهج الثورة الأول وهم الذين أعادوا إلى قلوبنا ونفوسنا شيِّم الشجاعة والرغبة في التغيير والإيمان بأن المستحيل قابل لأن يكون واقعاً إذا كنا قادرين على أداء ثمنه بالتضحيات .

وآلمني ما شاهدته عبر وسائل الإعلام السودانية التي لم تعُد هذه الأيام تتورَّع عن نعي ثورة الشباب السوداني ، ووصمها بكل ماهو ليس فيها من مظاهر الوضاعة والخلاعة وإنحدار الأخلاق ، حين تركِّز أخبارها الرئيسية االمسترسلة على مدار ساعات بثها المتواصل على تكوين حزب أو أحزاب جديدة في السودان ، لا تدعي أنها تضيف شيئاَ جديداً إلى باكورة الإنتاج الفكري والآيدلوجي والسياسي في السودان ، بقدر ما تبدو أهدافها سائرة في نفس الدروب التي سارت فيها أحزاب منفعية لا نصير لها في عهد نظام الإنقاذ المدحور ، والذي أصبحت وعلى المستوى الشخصي من المتشككين في إندحاره ، أحزاب المنفعة الشخصية واللحظية جاءت من جديد لترفع راية التطبيل والتزمير والهُتاف ، متحفِّزة ليرقص قادتها ومُداهنوها على أجساد الغلابة من جديد ، جمعٌ من العمائم التي طُويت على رؤوسٍ فارغة إلا من أنانية وحبٍ للذات لا ينقطع ولا يتوانى عن دهس و تجاوز المصلحة العامة و آمال الشرفاء في الحصول على عهدٍ جديد .

جميع أولئك الذين شاهدتهم في ساحة تدشين ذلك الحزب االجديد كانواا من فئة عمرية تجاوزت االستين و فااق بعضهم السبعين عاماً ، لم ييأسوا بعد من عاهة اللهث ورااء هذه الدنيا الفانية ، و يتعاهدون على وأد أحلام الشبااب و إفشال ثورتهم المجيدة التي كاانت على وشك تتويج سابقة تاريخية في السجل االسياسي لهذا الوطن كنهها تولي الشباب االمؤهلين قيادة بلادهم و توجيه دفتها نحو بر الأماان ، و لكن لا مناص أن ينبلج نور الحق و يُدحر في سوداننا الحبيب ظلام الباطل و لو بعد حين ، إعتقوا مستقبل الشباب و الجيل االقادم الذي سيشيِّد مستقبل هذه البلاد من رجعيتكم و أنانيتكم و لهثكم وراء مصالحكم الذي و على ماا يبدو سيرافقكم إدمانه و أنتم على حافة القبور .. اللهم أنصر شباب الثورة.