طيور الظلام هي التي قتلت شهدائنا في ميدان الاعتصام بقلم أحمد الملك

طيور الظلام هي التي قتلت شهدائنا في ميدان الاعتصام بقلم أحمد الملك


06-12-2019, 01:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1560342501&rn=0


Post: #1
Title: طيور الظلام هي التي قتلت شهدائنا في ميدان الاعتصام بقلم أحمد الملك
Author: أحمد الملك
Date: 06-12-2019, 01:28 PM

01:28 PM June, 12 2019

سودانيز اون لاين
أحمد الملك-هولندا
مكتبتى
رابط مختصر






ساءهم ان تذدهر الحرية،
ساءهم أن يستعيد الناس كرامتهم ويحتفلون بانعتاقهم من عهد الذل والموت والخراب.
ساءهم أن تذدهر الفنون، أن يذدهر الكرم والايثار والمحبة.
ساءهم أن تذدهر الحياة.
ساءهم ان تقود الكنداكات المسيرة وتمتلئ الدنيا اعجابا بهن وبصورهن واسهاماتهن.
ساءهم أن تلتئم جراح الوطن، على يد شباب مؤمن بوطنه وقضاياه، شباب يتمثّل
في سلوكه النبيل كل قيم وطننا التي شنّ التتار عليها حربا شعواء منذ
انقلاب الشؤم الذي أتي بهم الى السلطة، فأشبعوا وطننا قتلا وتدميرا ونهبا
لموارده دون حياء أو اعتبار للوطن ومعاناة شعبه المفضال الكريم الذي ذاق
الأمرين جراء ظلمهم و فسادهم وتجبرهم وسياساتهم الآثمة.
يكذب مجلس الساقطين الانتقالي ويزعم انهم ضلوا الطريق الى ميدان الاعتصام
وهم في طريقهم للقضاء على كولومبيا! أهل كولومبيا أكثر وعيا من المجلس
الانتقامي، على الأقل لا يكذبون وليس لديهم ناطق رسمي للكذب.
نجح مجلس الكذب في إيجاد الحلول العبقرية لكل مشاكل الوطن، أعاد لنا
الحرية والديمقراطية، وحاسب رموز النظام الخائن على كل مليم سرقوه وعلى
كل روح ازهقوها، على كل قيمة اهدروها، على كل طفل اضاعوا مستقبله، على
وطن اضاعوه، عالج المجلس الانتقامي مسببات الحروب وأعاد النازحين لقراهم،
والمفقودين لذويهم، ولم يبق سوى كولمبيا فقرر المجلس العظيم (الحمش) ان
لا يسمح بهذا التفُلت (يحب المجلس الانتقامي ان يتحدث دائما وكأنه مهموم
بمعاش الناس، فيتحدث عن إزالة المتاريس لتسهيل حياة الناس! وكأن الذين
يطلق عليهم الرصاص يوميا بالعشرات ليسوا بشرا!) قرّر المجلس الموقر انه
لم يتبق من مشكلة في الوطن تعيق انسياب حياة الناس وموادهم البترولية سوى
كولومبيا، فأرسل الجنجويد وكتائب الظل لفض كولمبيا، لكن كتائب الظل لأنها
(مأمورة) من هارون وعلي عثمان، فقد اتجهت دون وعي الى ميدان الاعتصام!
ولأنّ كتائب الظل يتبعهم الجنجويد، فقد تبعهم الجنجويد. كتائب الظل تتكون
من طيور الموت والظلام ، من مصاصي الدماء، لا تسكرهم سوى رائحة الدم،
ساحة الاعتصام نظروا لها بإعتبارها إحدى ساحات الفداء، فأعلنوا الجهاد!
والجنجويد متخصصين في الحرق والاغتصاب، لا وقت لديهم لقتل الناس فردا،
فردا، يحبون الموت بالجملة، يشعلون النار في البيوت أو الخيام، .ينعشهم
الموت الجماعي السريع وتسكرهم رائحة الشواء الادمي.
يقتلون العصافير التي تغرد في ميدان القيادة ويتركون بوم الخراب ينعق في
سماء الوطن، يُقتل زهرة شبابنا بدم بارد وهم نيام، من تحالف الغدر والخسة
والخيانة، وترتفع أصوات دعاة القتل والفتنة والخراب: الطيب مصطفى والهندي
، يحثان ولي أمرهما الجماعي الجديد على تنظيف بؤر الجريمة! من كولمبيا
الى ميدان الاعتصام.
يتناسى الطيب والهندي انهما خريجا التنظيم الاسلاموي: وكر الجريمة
المنظمة، هل نسيا ان الوطن كله في عهد المخلوع كان على وشك ان يصبح
كولمبيا الأخرى؟، هل نسيا ام تناسيا المخدرات التي كانت تجلب بالحاويات،
عينك يا تاجر. والفساد الذي استشرى في كل شيء، هل نسيا إغتصاب الأطفال
والحرائر؟ هل نسيا القتل اليومي للابرياء والانتينوف التي كانت تدك القرى
فوق رؤوس ساكنيها؟ هل نسيا انّ العصابة الاسلاموية عرضت كل شيء في الوطن
للبيع السريع، الأرض والعرض وجواز السفر والجنود! ويتحدث الطيب عن الأمان
في عهد المخلوع! نسي بسرعة اغتيال الطلاب في الشوارع واغتيال المصلين في
المساجد واغتصاب النساء والأطفال ونهب وطن بأكمله وبيعه! نسي الأطفال
الجياع بسس الفساد وسياسات ابن اخته، نسي الأطفال الجياع الذين كانوا
يبقون في المدرسة في فسحة الفطور، ولا يذهبون الى البيوت لأنه لا يوجد في
البيوت شيء صالح للأكل! وهل من أمان مع الجوع! (الذي أطعمهم من جوع
وآمنهم من خوف)
طيور الظلام هي من قتل المعتصمين، كتائب ظل المجرم علي عثمان وأمنه
الشعبي، متعطشون للدماء، لم يبق لهم من الشعارات القديمة سوى الشعار
الدموي الخالد: فلتسل كل الدماء، يهتدون بدستورهم الدائم، وصايا كبارهم
الذين علموهم القتل وامتهان كرامة الانسان: علي عثمان اضرب لتقتل وهارون:
أمسح أكسح قشو ما تجيبو حي!
وحين تنضاف لكتائب ظل علي عثمان وهارون، قوة الجنجويد الضاربة بكل ارثها
العظيم في القتل والحرق والسبي والاغتصاب، تكتمل الصورة: صورة الوحوش
التي قفزت الى ميدان الاعتصام من مجاهل التاريخ، لا تحمل سوى حقدا ازليا
على البشر ومدافع الدوشكا والكلاشنكوف، حقدا على الفن والحياة، تحمل عداء
مستحكما ضد طموح الناس في العدالة والحرية والكرامة. الناس خلقت في نظرهم
فقط لتؤدي فروض الولاء والطاعة، وعبد الحي جاهز لتفصيل الفتاوي ليثبت
للناس حرمة الخروج على الحاكم! وجواز فض الاعتصام وقتل الشباب الذي يثلج
قلبه المؤمن!