ورطة المجلس العسكري الانتقالي بقلم الطيب الزين

ورطة المجلس العسكري الانتقالي بقلم الطيب الزين


06-09-2019, 03:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1560088927&rn=0


Post: #1
Title: ورطة المجلس العسكري الانتقالي بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 06-09-2019, 03:02 PM

03:02 PM June, 09 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




بعد المجزرة البشعة التي وقعت في صبيحة ٢٩/رمضان، الموافق ٢٠١٩/٦/٣ التي حدثت في مكان الإعتصام أمام مقر القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، التي راح جراءها المئات من الشهداء والجرحى والمصابين. جريمة إرهابية مكتملة الأركان، أدخلت الآم والأحزان لكل البيوت الشريفة والنفوس السوية ليس في السودان فحسب بل كل أرجاء المعمورة التي شهدت بشاعة الجرم وخراب نفوس الجهات التي خططت ورعت ونفذت تلك المجزرة البشعة.
هذه الجريمة النكراء بقدر ما أظهرت حجم الخراب والإنحطاط الذي خلفه النظام السابق الذي أسقطته ارادة الشعب ممثلة في ثورة الوعي التي تجلت نضالاً وصموداً وثباتاً لإستعادة حقه في العيش الكريم والتعبير السياسي والفكري والثقافي والفني والأدبي، حقه في تشكيل حاضره ومستقبله بالطريقة التي تحقق له طموحاته وتحفظ أمنه وتعمق وحدته وتصون سيادته بعيداً عن التبعية وسياسة المحاور التي حدت من دور السودان طوال سنوات حكم النظام البائد وطاغيته الذي ذهب إلى مزبلة التاريخ التي فتحت صدرها له وسيظل صدرها مفتوحاً للمزيد من طغاة المنطقة الذين كبلوا ارادة شعوبهم وعصفوا بأمالها المشروعة في الحَيَاة وجعلوا من أوطانهم جحيماً طارداً للشباب ومقبرة لأحلامهم . . !
ورطة المجلس العسكري الإنتقالي كشفت عزلته عن الواقع وإنفصاله عن الشارع والشعب وتطلعاته وكذبه وخيانته وغدره بالثورة والثوار بوقوفه عقبة كأداء أمام تحول الحكم للمدنيين.
مماطلة المجلس العسكري الانتقالي، أسبابها ليست خافية على أحد، أولها خوفه من الملاحقة والمحاسبة نتيجة تورط بعض أعضائه في جرائم موثقة بالصوت والصورة ضد المدنيين في دارفور إبان عمل قيادته الحالية تحت أمرة الطاغية عمر البشير المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية. هذا بجانب تغول بعض أعضائه وإستثارهم بثروات البلاد على حساب الشعب والوطن، وفوق هذا قيامهم بدور الخيانة والعمالة لبعض الدول في محيطنا الإقليمي وتفريطه في أمن الوطن وسيادته.
تفاقمت ورطة المجلس العسكري الإنتقالي بعد مجزرة القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وإتسعت لتشمل الدول التي وقفت ورائه ودعمته، إذ شوهت صورتها في نظر العالم كونها دول تدعم القهر والفوضى وعدم الإستقرار .
إنكار الحقائق وإنتاج الأكاذيب منطق لم يعد يجدي ولن يخرج المجلس العسكري الانتقالي من ورطته، بل يفاقمها ويزيد من عزلته داخلياً وخارجياً ويظهره على حقيقته التي حاول إخفائها طوال الفترة الماضية.
كما يقولون : الطبع يغلب التطبع، والحية مهما غيرت جلدها، لن تحمل في فمها يوماً غصن الزيتون وتكون حمامة رمزاً للحب والسلام.
الإضراب السياسي والعصيان المدني المفتوح هو سلاح شعبنا المجرب لقهر الطغاة .
الطيب الزين