ما بخلونا !! بقلم أحمد محمود كانم

ما بخلونا !! بقلم أحمد محمود كانم


05-28-2019, 05:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1559016420&rn=0


Post: #1
Title: ما بخلونا !! بقلم أحمد محمود كانم
Author: أحمد كانم
Date: 05-28-2019, 05:07 AM

05:07 AM May, 27 2019

سودانيز اون لاين
أحمد كانم-UK
مكتبتى
رابط مختصر



غالبا ما يتسامي قلمي استنكافا عن الكتابة حول ممن صنعهم نظام لطالما تطاولت في ظله أعناق و أبنية رعاة الشاة ، حتي صاروا ينعتون بألقاب كبيرة كالفريق ، واللواء وما الي ذلك ، لا لشئ سوي إتقانهم طرق وأساليب سلب واغتصاب وقتل المواطن السوداني الأعزل ، فأضحوا بذلك في القمة بدل القمامة ، بعد أن كانوا ولا زالوا لا يجيدون سوي (الهمبتة ) والسرقة وبذيئ الأقوال والأفعال .
إلا أن ما أرغمني علي إرغام اليراع للتقيئ مدرارا حولهم ، هو تطاول بعض أولئك المذكورين آنفا علي إرادة الشعب السوداني الصامد ومحاولتهم نهب ثورته علي غرار ما اعتادوا علي نهبه من الإبل والغنم وسرج الحمير .
* في حديثه أمام ثلة من قوات الشرطة الشعبية مساء الاثنين قال حميدتي متحدثا عن قوي اعلان الحرية والتغيير بعد أن كان بالامس القريب يتغزل فيها كحسناء بني عبس : ( قوي اعلان الحرية والتغيير لا تمثل سوي جزء قليل من الناس ومعروفين بالإسم فلان .. وفلان ، ونحنا أكثر شعبية منهم.. وأنهم يتلقون دعما خارجياً بالدولار ) ، وتحدي الثوار بأن( يركبوا أعلي ما في خيلهم) ، و أضاف : ( الناس ديل دايريننا نرجع ثكناتنا .. وحتي لو رجعنا ما بخلونا .. ويادوب أظهروا نواياهم... ) وغيرها من التصريحات الهوجاء التي إن دلت فإنما تدل علي نفاد قريحة المجلس العسكري من الحيل واللف والدوران أمام عبقرية الثوار وصمودهم الاسطوري الذي يستحيل معهما استغفالهم والضحك عليهم .
* بغض النظر عن صحة ما يدعيه حميدتي من عدمه ، فإن قوي اعلان الحرية والتغيير ليست قبيلة أو حزب أو طائفة دينية حتي يحاول هذا الأمي مقارنتها بغيرها من المكونات السياسية الوهمية التي تكتظ بها الساحة السودانية مع علمه أن جل تلك الأجسام المضادة هي محض صناعة نظام المؤتمر الوطني الذي بدأ يطل علينا عبر أناس لا يجيدون حتي التمثيل والتمويه والتهديد .
فلم تكن تهديدات نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق الFalse copy محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي حاول من خلالها (هرش) الثوار لإثناءهم عن خطوة الاضراب العام بعد أن فشلت جولتا التفاوض بينهم وقوي إعلان الحرية والتغيير إلا كمن يحاول تغطية النار الملتهبة بالعويش بغية إطفائها .
إذ كيف لشعب قاوم وأسقط أكبر دكتاتور في القرن الواحد والعشرين رغم امتلاكه كل آليات القمع والتنكيل وتوظيف أكثر من 70٪ من ميزانية البلاد لحمايته أن ينصاع لمثل هذه المحاولات الخرقاء ؟!
مع أن جوكية الدم والموت قبله _ البشير وقوش ونافع وطه و احمد هارون_ وغيرهم قد جربوا هذه الأساليب العنيفة ، وصنعوا حميدتي نفسه لذات الغرض الا أنهم فشلوا في ترويع الشعب ووأد إرادته الحرة المتعطشة​ لحكومة مدنية لا يعلوا علي قانونها سوي الحرية والسلام والعدالة ، فكيف​ بك أنت أيها الآلة المصنوع !؟
* كما أن ركوب الخيل الذي تدعوا عليه الآخرين ، وإن كان مجرد مثل يحمل دلالة التحدي ، فإنه من الأساليب التي عفا عنها الدهر و لا يشبه عقول هؤلاء الثوار بقدرما يشبهك أنت وجنجويديك المدمنين علي إمتطاء تلك الحيوانات المسكينة لارتكاب الفظائع بحق الشعب السوداني.. فهؤلاء الثوار يركبون الرأس فقط ، و مثلك من لا يعرف ركوب الرأس يهرع عادة الي ركوب الخيل والجمال والتاتشرات .
فإن كنت ذو عقل ورأس فأركبهما واستخدم ذات السلاح الذي يستخدمه الثوار ، إذ أنه​ من الجبن بمكان أن تستخدم الزخيرة مقابل كلمات وهتافات !
وبما أن (كل إناء بما فيه ينضح) فقد أفلت لسانك ما تخفيه أنت وأعضاء المجلس من هلع تجاه السلطة المدنية حين قلت (حتي لو رجعنا ثكناتنا ما بخلونا...) مما يوضح أن السبب الرئيسي وراء كنكشتكم في السلطة وعدم استعدادكم لتسليمها الي الشعب السوداني هو ذات السبب الذي دفع الرئيس المخلوع عمر البشير علي الإحتماء بالكرسي من ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية !
أما مسألة الدولار الذي تفضلت بذكره فإن وجد فهو من حر مال الثوار السودانيين بدول المهجر ، ولكن ماذا عن ريالات ودراهم أسيادك ذوو ( العقالات والطرح البيضاء و الحمراء ) ؟
* في الختام ليس من الحكمة أن تستعدي الشعب السوداني وأنت تعرف أن معدنه لا يماثل غيره من الأمم ، وما شكرك للمتخاذلين من أصحاب العقول القديمة التي لا تؤمن بالتغيير إلا شهادة بنجاح سلاح الإضراب الذي سوف يسحق كل من يحاول اعتراض نجاح الثورة السودانية أو إبتلاعها .



أحمد محمود كانم