أليس فيكم عاقل رشيد (٣) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات

أليس فيكم عاقل رشيد (٣) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات


05-25-2019, 09:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1558773284&rn=0


Post: #1
Title: أليس فيكم عاقل رشيد (٣) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
Author: سيد عبد القادر قنات
Date: 05-25-2019, 09:34 AM

09:34 AM May, 25 2019

سودانيز اون لاين
سيد عبد القادر قنات-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر


عندما تنظر للوضع الحالي فيما تبقى من وطننا السودان بمنظار الحقيقة والصدق والأمانة الوطنية المجردة،ترى من على البعد صورة قاتمة رمادية لا تبدو على الافق ملامح لها، بل اختلطت ألوانها وشخوصها ومفرداتها، بل حتى قيمها ورؤيتها للمستقبل تختلف من شخص لاخر، ليس بسبب عمق الوطنية ولا التجرد ولا الإخلاص في العمل لما تبقى من هذا الوطن، بل هذه اللوحة الرمادية الداكنة والتي تزداد قتامة يوما بعد يوم كلما تطاولت ايام الاعتصامات، وتزداد اهتزازا حتى ليخيل الي الناظر ان هناك خلفها ليس عاصفة فقط، بل تسونامي يحركها دون وعي وعقل وتفكر وتدبر.القارئ للساحة السياسية من منظور وطني خالص يدرك ان الشعب السوداني ومنذ بواكير انقلاب الإنقاذ قد وقف ضده بكل ما يملك من قوة وفكر وصمود، وكانت هناك اكثر محاولة للاطاحة به عسكريا ولكن فشلت. ثم كانت الهبات والثورات والاضرابات والوقفات الاحتجاجية المتفرقة بين الحين والاخر، وللتاريخ كان للاطباء نصيبٌ مقدر في كل تلك الاحتجاجات لأنهم ضمير هذا الوطن وروحه وفكره الناضج بدأ من اضراب نهاية ١٩٨٩م ثم اضرابات متتالية وقفات احتجاجية في ٢٠٠٢ و٢٠٠٨ و٢٠١٠ و٢٠١٦والآن اللجنة المركزية لاطباء السودان ونقابة الأطباء الشرعية لهم القدح المعلي في ثورة ديسمبر ٢٠١٨م.هذه الثورة التي إلتف حولها كل قطاعات الشعب السوداني في مدنه وريفه رجالا ونساءا، بل كانت كنداكاته على قمة المسئولية الوطنية أثناء المظاهرات التي مهرنها بأرتال من الشهيدات. اخوان مهيرة إستشهد منهم في ثورة سبتمبر حوالي٢١٠ شهيد، والان شهداء ثورة ديسمبر اكثر من ١٠٠ شهيد. تجمع المهنيين وقوى التغيير وهم يقودون هذه الثورة الظافرة ووصلوا بها إلى ميدان الاعتصام أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة حيث انحاز الجيش للشعب وأطاح بالرئيس المخلوع فكان الفرح وزغرودته التي شقت عنان السماء لتعلن ان ثورة شباب السودان بسلميتها قد اذهلت كل العالم.أُقتيد الرئيس المخلوع الي مزبلة التاريخ في انتظار محاكمة الشعب على ما إقترفه في حق شعب السودان على مدى ثلاثين عاما كالحة السواد من تاريخ هذا الشعب الطيب.إمتزج فرح الانتصار بحذر من المستقبل ومفاوضات مكوكية بين قوى التغيير والمجلس العسكري ما زالت تراوح مكانها منذ أنطلاقتها والشعب واجمٌ في ساحات الاعتصام أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، ماذا دهاكم بربي؟فيم الخلاف والاختلاف؟أليس الوطن فوق حدقات العيون؟ مفاوضات مكوكية مثل حجوة ام ضبيبينة تبدأ لتنتهي دون أن تصل لشئ؟؟؟ ماذا بربكم انتم قائلون داخل تلك الصالات المغلقة المكندشة بعرق هذا الشعب الفضل؟ تجلسون لتتفاوضون على مستقبل امة ومصير وطن ونهضة شعب أنهكه الجوع وهده المرض وأسغبه الفقر واقعده الجهل؛ هل تدركون ذلك وانتم بعد كل إجتماع تأتوت لعدسات التلفزة لتحكوا ما قلتموه بالأمس وكأن وعيكَم غائب لاتتذكرون ذلك الأمس ؛ والشعب على امتداد الوطن وفي ساحات الاعتصام، يحلم بأن تخرجوا اليه بالكلام الشافي لتقول اعلموا لنحتفل بانتصارنا الأبدي ونضع كل خلافاتنا جانبا لنبدأ معركة البناء والعمران والتنمية والنهضة لانطلاقة سودان جديد واحدا موحدا كلنا جميعا متكاتفين؛ ايدينا متشابكة نابذين للعنف والفرقة والخلافات والحروب والنزاعات، نقول هيا الي العمل هيا الي العمل.هذا ما كان ينتظره الشعب السوداني ليضع حدا لمأساته ومعاناته وشقاوته وجهله ومرضه وفقره ومسغبته وفرقته وحروبه وشتاته في الدياسابورا لاجئا متسولا. شعب السودان كان يأمل في كل ماهو خير لما تبقى من الوطن، ولكن للأسف الشعب السوداني أحبط وأصيب في مقتل بعد كل لقاء مفاوضات بين المجلس العسكري وقوى التغيير يأتي اخونا شمس الدين الكباشي وممثل لقوى التغيير بنفس أسطوانة امس المشروخة؟؟؟؟طيب انتو ساعات وساعات فيماذا كنتم تتناقشون وتتفاوضون؟؟؟امر الوطن والمواطن؟ ام انكم خلف الغرف المغلقة تحاولون تقسيم كيكة الشعب السوداني التي أفنى زهرة شبابه ومهر صناعتها بدم الشهداء، وانتم لاهم لكم الا المحاصصة وذواتكم الفانية؟؟؟أليس فيكم عاقل رشيد؟؟؟؟