ليس بعد الآن .. !! - بقلم هيثم الفضل

ليس بعد الآن .. !! - بقلم هيثم الفضل


05-19-2019, 05:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1558281927&rn=0


Post: #1
Title: ليس بعد الآن .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 05-19-2019, 05:05 PM

05:05 PM May, 19 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر





سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



ليس بعد الآن يا عبد الحي وأتباعه من أنصار ومُبتدعي (صفويه الحارسين لدين الله) ، فهذا الشعب وخصوصاً جيل الشباب الثائر قد (قرَّر) أن الدين للجميع ، وليس لأحدٍ بعد الثورة أن يتبنَّى عن (الأمة الإسلامية السودانية) غيرتها على الإسلام أو حرصها على تطبيق الشريعة الإسلامية ، صدقوني بعد (خبرته) الطويلة في مجال التعامل مع علماء السلطان ودرايته لدورهم الإستراتيجي في تغييب حقوق البلاد والعباد ، لن تجدوا ضالتكم فيه مرةً أخرى ، ما من سبيل يا شيخ عبد الحي وتياره (السياسي) لتحقيق طموحاتكم الشخصية والسياسية والإقتصادية في دولة القانون والمؤسسات القادمة ، سوى إلتزام (طريق السياسية النزيهة) الخالية من الشعارات الفضفاضة والإيحائية التي كنتم تتوقعون أن ينساق وراءها الناس كما كانوا في زمانٍ مضى ، لكن هيهات فقد تحصَّنوا وإكتسبوا مناعة (ربانية) ضد فيروسكم الإنتهازي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة وسيتعافى منه جسد الأمة السودانية في القريب العاجل .

كتب الكثيرون يُذكِّرون عبد الحي ومن سار خلفه دعوته المُستهدفة للفتنة ، وسألوه عن دوره وتطبيقه لشرع الله في نفسه حينما كان يتغافل هو وثُلة من علماء الجاه والسلطان عن ما يصدر من السلطة وأصحاب النفوذ من جورٍ وتجاوزات ومخالفات بائنة لشرع الله في شتى المجالات والإتجاهات ، وأقول لكم أنا أنتم لا تحسنون في باب بناء وتطبيق وحماية الشريعة الإسلامية سوى (العويل) و(الإدعاء) و(رفع الشعارات الوهمية) ، فإذا حصلتم على ضالتكم المتمثلة في إلتفاف الناس حولكم و لو بقدر ضئيل ثم (إحتضان) السلطة لكم ولإدعاءاتكم وتقريبها إياكم لتضمنوا لأنفسكم رغداً من العيش وإنبساطاً في نماء مشاريعكم المالية والفكرية و( الإقليمية والدولية ) ، أجزتم لأنفسكم وغيركم الإستكانة والتراخي وتركتم شريعة الله تنضج على نار هادئة على موقد (السياسة) و(الحكمة) و(المجاراة) لسلطان جائر لا يجوز الخروج عليه ، أنتم يا عبد الحي أهل سياسة ومصالح ولستم رجال دين ولا دعوة وأنا على ثقةٍ لا يساورها شك أن هناك من هم أكثر منكم غيرةً وهماً على الدين والشريعة يسعون في أرض الإعتصام بين الناس بلا شعارات ولا هتاف ولا (مسرحيات) ، أولئك هم (أهلها) إذا ما آن أوان المقارعات الآيدلوجية وحان أوان نصرة الدين والشريعة .

من أجمل ما سمعت الإسبوع المنصرم من أخبار ، قبول النائب العام الدعوى أو البلاغ المرفوع بواسطة مجموعة من المحاميين والقانونيين السودانيين الشرفاء بقيادة الأستاذ / علي محمود حسنين ، والذي يُطالب بمحاسبة ومحاكمة القائمين تخطيطاً وتنفيذاً لإنقلاب يونيو 89 المشئوم تحت مادة تقويض النظام الديمقراطي ، وتعريض الأمن القومي للخطر ، ومخالفة الدستور ، لماذا يسعدني ذلك ؟ طبعاً ليس التشفي ولا الإنتقام لكن لأن ذلك يضعنا في الإتجاه الصحيح للبدايات ، ولأن ذلك يجعلنا على ثقةٍ وتأكيد بأن مبدأ (عفا الله عن ما سلف) لن يسود كم ساد في الماضي حتى إمتلأت الأرض تحت كنفه بالجور والفساد والإستعلاء والإستبداد .