المجلس العسكري: إذا ما عملوها الكبار حيعملوها الصغار بقلم عبد الله علي إبراهيم

المجلس العسكري: إذا ما عملوها الكبار حيعملوها الصغار بقلم عبد الله علي إبراهيم


05-16-2019, 12:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1558005372&rn=2


Post: #1
Title: المجلس العسكري: إذا ما عملوها الكبار حيعملوها الصغار بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 05-16-2019, 12:16 PM
Parent: #0

12:16 PM May, 16 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر






ينسب كثير منا في الحراك وخاصة من خصومه مثل الطيب مصطفى إلى المجلس العسكري فضل إزاحة البشير. فالحراك، في قوله، لن يزحزح البشير شبراً لو صبها لقرن أو يزيد. ولربما أسرفنا في نسبة الفضل إلي هذا المجلس. وعندي أن كبار الضباط اضطروا إلى نزع البشير محروق الكرت من السلطة لأنهم خشوا إن لم يفعلوها ندموا بسبق صغار الضباط إلى الانقلاب. ومظاهر هذا الاستباق ليس في امتناع جماعة من صغار الضباط عن تنفيذ الأمر بضرب المتظاهرين فحسب بل في حمايتهم لهم لحد انتهار من أراد بهم شراً بالرصاص.
وحدثت مثل هذه المنافسة على الانقلاب في جيشنا من قبل وقبيل انقلاب الفريق إبراهيم عبود في 17 نوفمبر 1958. وهي حقيقة غابت عن المدنيين في تنابذهم بالانقلاب اتهاماً للأطراف بالتحريض عليه للكسب السياسي. فالجيش نفسه حالة سياسية مفتوحة للانقلاب. وسنعجز عن تفسير الانقلاب على الانقلاب (حسن حسين مثلاً في 1975 على النميري) إذا اعتقدنا أن الانقلاب مما يهجس به السياسيون المدنيون للعسكريين. وأكثر ما يخشاه الجيش الرسمي أن يقوم صغار الرتب فيه بالانقلاب. وكان ذلك هاجس الضباط العظام قبيل انقلابهم في 1958. وغابت عنا هذه الحقيقة في حمى اتهام حزب الأمة أو عبد الله خليل البيه، أقله، بتدبيره. فاتفقت أقوال قادة الانقلاب من الضباط العظام في التحقيق الذي جرى معهم بعد ثورة أكتوبر 1964 أنهم، وفي مناخ استبدت فكرة الانقلاب بالجيش، أحق بالانقلاب من صغارهم. ولاحت نذر طموح أولئك الصغار الانقلابية بمحاولة الرائد يعقوب كبيدة الفاشلة لقلب الحكومة في 1957. وهي المحاولة التي أحيل فيها الضابط جعفر نميري للاستيداع حتى توسط له المتوسطون وأعادوه للخدمة.
ليس بطرفي صورة دقيقة ل"تمرد" صغار الضباط خلال الحراك وبعد الاعتصام عند قيادة القوات المسلحة في 6 إبريل. ولكن غير خاف بما توافر لي من مادة عن الأمر أن صغار الضباط كانوا في حلة "تمرد" في تعاطفهم مع الحراك وجراءتهم في حمايته. فالراوية عن النقيب حامد عثمان حامد، التي جئنا بها في مقال الأمس، والرائد محمد المدني عنوانان ظاهران لمزاج صغار الضباط المتمرد على طاعة الكبار علاوة على قائمة الاعتقالات غير الهينة وسطهم لمخالفة الأمر بضرب التظاهرة أو غيرها.

وجاء أول تمرد لصالح الحراك في وقت باكر من يوم 6 إبريل. فاتجهت في بعد ظهر ذلك اليوم جماعات قليلة لا تعدو المائة وخمسين إلى القيادة لتواجه بعسكريين راكزين في تاتشراتهم شاكي السلاح. وكان بوسعهم تفريق الجمع في لمحة بصر بالضرب في المليان لولا تدخل الرائد محمد المدني. فقد أسرع إلى التاتشر، وانتهر من فيها، وأمرهم بالانصراف. ولم تنفع ملاواتهم له، فأدبروا وشهم يلعن قفاهم. وكان تقدير من شهد الواقعة أن الاعتصام ربما لم يكن لولا تدخل الرائد المدني. وتكرر الأمر نفسه أمام بوابة القيادة العامة فجر 7 إبريل حين خاض النقيب حامد عثمان حامد معركة ضد الكجر اصابته في يده. ولولاه لنجح الكجر في تفريق العدد القليل ممن باتوا في الاعتصام. وفي وقت غير معلوم اعترض العقيد صلاح الكودة قوات الأمن دون ضرب الثوار وتم فصله بواسطة البشير نفسه.
وكان لصغار الضباط من الدفاع الجوي دور جماعي مشهود. ومنهم المقدم ركن طيار خالد البدوي الذي كان ضمن من حموا الثوار أمام بوابة القوات الجوية. وبدا أنه كان لخالد تحركات لحمل الضباط لعدم التعرض للثوار قبل انقلاب 11 إبريل. فجرى اعتقاله ثم أطلق سراحه بعد ذلك. ومنهم كذلك ملازم طيار محمد حسن فضل المولى الذي اعتقل يوم 8 إبريل بمباني الأمن الإيجابي بالاستخبارات العسكرية. وكان من فتح بوابة القوات الجوية هو الملازم طيار عمر الفاروق لإيواء المعتصمين. ولحقه الاعتقال.
وسجنت السلطات الضباط العصاة الآتية أسماؤهم:
نقيب /طيار حمد
ملازم أول /ابراهيم عبد الغفور
وملازم أول/ طيار مصطفى شرف الدين.
نقيب مهندس/ وليد مصطفى سليمان محمد
نقيب مهندس / فضل الله عبد الله الشفيع
نقيب مهندس / منصف حميدة
رائد مهندس/ طه المبارك.
ووردت أسماء ضباط صغار قاموا بأدوار لم أجد لها تفصيلاً. فقد جرى اعتقال النقيب مهندس ضياء الدين خضر قيل من بين 30 ضابطاً. وكذلك الملازم صيدلي مظفر محمد الإمام. ثم ورد اسم الأسيد بغير رتبة ولا تثليث. وهو أيضاً رفض إطلاق النار على المتظاهرين يوم 6 ابريل.
وأخيراً وليس آخرا ورد اعتقال عدد فاق المائة من أبناء جنوب كردفان بالقوات المسلحة لمخالفتهم تعليمات ضد الحراك وأودعوا السجن الحربي,
كل ما ورد آنفاً نذر لم تخطيء قيادة الجيش قراءتها كعصيان لربما كان له ما بعده. وكما جاء على لسان انقلابيي 1958 في التحقيق معهم أن انقلابهم كان على بينة إذا الكبار ما عملوها حيعملوها الصغار. وسنفهم بصورة أفضل دور المجلس العسكري في التطورات الأخيرة متى توافرت لنا المعلومة وتوسعت عن سياسات هذه الجماعة من صغار الضباط وممارستهم. فالقول بأن انقلاب الضباط العظام منة منهم على الشعب كما يصورها البعض ربما ليس صحيحاً تماماً

صورة الرائد محمد المدني

Post: #2
Title: Re: المجلس العسكري: إذا ما عملوها الكبار حيعم�
Author: شوقي ابراهيم عثمان
Date: 05-16-2019, 09:35 PM
Parent: #1

شكرا دكتور.. مقالة مهمة...

مفروض على الثوار تداول هذه الأسماء .. وعلى تجمع المهنيين أن يسأل كيف وضعهم...
كدي وف الفيديو ده..



شوقي

Post: #3
Title: Re: المجلس العسكري: إذا ما عملوها الكبار حيعم�
Author: محمد أبوجودة
Date: 05-26-2019, 00:33 AM
Parent: #1


تحية واحتراما
أخانا الدكتور عبدالله،

مقال موحي ومنوِّه بحقّ لمكرمة الضباط من ذوي الرتب الوسيطة، و مزلزل في ذات الآن في كامل أحقّية قيادة الرتب الكبيرة في قواتنا المسلحة، والذين أضحوا بين عشية وضحاها كــ مَنْ غيّر الأحصنة حينما ألمّ بدورِه..! فاختُصــّوا خصِّيصاً ب جهاد ذوي الرتب الوسيطة من مرؤوسهم، وإن كانوا لا يقرّونهم عليه..! لكأنما هذا الدور الفروسي الذي حان شيءٌ من: وما رميتَم إذ رميتم ولكنّ "العتادة" لنا. ثم إنّ توثيقك لإيجابية حُجّة العسكر الانتقالي، بما جرى 1957 و 1958 وحتى 1964م، يجرّ القارئ لمقالك، لكأنما إن حُسمتْ أحقّية وإيجابية حِراك القادة ولو في الساعة ال25، ستكون العاقبة برجوعهم القانع لثكناتهم ضربة لازب! علاوةً على ذلك، ففي الاعتماد الكلي، بل قل: والحصري! على فحص وتثبيت "إيجابية"/ "سلبية" حِراك الانتقاليين، نجاءٌ ممّا نحن فيه نلوص؛ وفي مثل هذا التحليل، إلقاءٌ لكثيرٍ من "حيويّات الدّواعي" التي تسند وبلا ركيز سِناد، هذه الهيصة التي تعُمُّ الجميع.

وَ هنا، فلأتناول مقال الطيب مصطفى، و حجّته الواهنة في نظر أكثر أهل الثورة والحِراك؛ وإنّي لسائلُك: هل ترى في "دعوى" الطيب، بُرهانا ..؟! أم يا تُراك تراها ذات القشعمة الشنشنة القديمة تعرفها ونعرفها منذ أخزم..؟ فالطيب ورهط الطيب من أهل النظام البائد، أراهم إلّا مُتمسّكين بالStraw تلك القَشّة التي قصمت ظهر الفساس.

والحل ..؟!

ليس فقط بــ البَلْ، وإنما تكاتف رماح الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة، حتى يكون:

تأبى الرماحُ إذا اجتمعنَ تكســـّراً ،،، وإذا افترقنَ تكســـّرت آحادا

ومن آخر الأُخيبارات من حكيميات "بيت الطاعة" لعلها، أرى أن إخواننا في " قوى الحرية والتغيير" يرومون - وُ يا دوووب!- إجراء هيكلة قيادية حتى يكون "قرارهم" واحد، وأخشى ألا يظفروا بالواحد إلّا في " شعبٌ واحد .. جيشٌ واحد" ..



ـــــــــــــــــــ
مع وافر التحايا