Post: #1
Title: ثورة خيال !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 05-16-2019, 12:09 PM
12:09 PM May, 16 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
> لا أتابع قنوات المحلية في رمضان.. > فأنا أحفظ ما تقدمه - منذ سنوات - عن ظهر (وجع) قلب... سيما بعد الإفطار.. > فإما تشويه لأغاني الكبار، بواسطة الصغار.. > وإما سخف كوميدي يحاول انتزاع الضحك من المشاهدين بحركات أشد سخفاً.. > وإما إعلانات مملة تفتقر إلى أبسط مقومات الجذب الدعائي..
> فأغلب ما يقدم عبر قنواتنا هذه يعوذه الخيال الخلاق.. > وهذا النوع من الخيال هو حلقة الوصل بين شذرات كلمتنا الرمضانية هذه.. > ولأن شاشاتنا تخلو من هذا الخيال فهي تدور في حلقات مفرغة.. > حلقات التقليد... والتكرار... والاجترار... والاستنساخ.. > حتى الضيوف يتنقلون بين شاشة وأخرى... استغلالاً لشهوة الظهور في دواخلهم.. > أو كما قال أحد الزملاء... يهرولون عند أول (رنة)..
> ولكني أتابع برنامجاً على شاشة مصرية اسمه (شيخ الحارة).. > فهو ينضح إبداعاً... وإدهاشاً... وخيالاً... وإيقاعاً متسارعاً للأسئلة والأجوبة.. > لا كما عندنا هنا، بطء حارق للأعصاب في كل شيء.. > في الأسئلة... في الأجوبة... في حركة الكاميرا... في الفواصل التي بطول السؤال.. > والأهم من ذلكم كله، الفقر المدقع في الخيال الخلاق.. > وكتاب أعيد قراءته للمرة الرابعة - في أمسيات رمضان - يجمع بين خيالين.. > الخيال الخلاق الذي يتجلى سلاسةً في رشاقة السرد.. > والخيال الذي قد يكون محض خيال مغرض، أو فيه شيء من الحقيقة.. > فهل المهدي - وقادته - كانوا يعيشون فعلاً حياة مزدوجة؟.. > هل كانوا يبدون زاهدين في العلن و شهوانيين في السر؟... هذا ما يقوله سلاطين.. > والكتاب – طبعاً - هو (السيف والنار في السودان).. > ويزعم أن المهدي كان ينتقي لنفسه أجمل السبايا... ومن بعده خليفته عبد الله.. > ثم يتدرج جمال السبايا من بعدهما - هبوطاً - حسب تدرج القادة.. > وتمتلئ البيوت بالزوجات... والسراري... والجواري...والسبايا، يقول سلاطين.. > كما تمتلئ بأطايب تُلتهم بعيداً عن أعين عامة الناس.. > وربما يكون خيال سلاطين قد شطح بعيداً - في هذه الجزئية - بدافع من الحقد.. > وربما حلق قريباً من الواقع بدافع من أمانة التوثيق، لا ندري.. > أما الخيال الخلاق الذي أبهرني فهو الذي تبثه قناة ناشيونال جيوغرافيك مساءً.. > تبثه في وقت تتمايل فيه قنواتنا - بسلامتها - طرباً.. > تبثه عبر سلسلة عن حياة أينشتاين - الخاصة والعامة - بعنوان (العبقري).. > فكل نظرياته التي أذهلت العالم تخلقت خيالاً في عقله.. > وللسبب هذا قال قولته الشهيرة (العلم الذي لا يقوده الخيال لا يتجاوز حدود المعقول).. > وفي رواية أخرى يقول (الخيال أهم من العلم).. > ولكن خياله الذي جلب له كل النجاح العلمي هذا لم يجلب له النجاح الأسري.. > فالفشل كان هو العنوان العريض لكل حياة زوجية عاشها.. > وربما السبب، افتقار زوجاته إلى الخيال.. > وليس افتقاراً للخيال من جانبنا أن نعيد الذي كتبناه هذا في رمضان الفائت ذاته.. > وإنما لأن الحال (ياهو نفس الحال)... رغم الثورة.. > فهل نحتاج إلى ثورة في الخيال؟!.
alintibaha
|
|