فيلم بدوي من إخراج حمدان دقلو (حميرتي).. ضبط طائرة خاصة محملة بالذهب.. بقلم عبد الغني بريش فيوف

06:57 AM May, 12 2019

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر

أعلنت قوات الدعم السريع أو "الجنجويد" في السودان الخميس 9 أبريل 2019، أنها تمكنت من ضبط طائرة خاصة تابعة لشركة أجنبية، أثناء شروعها في تهريب كميات كبيرة من الذهب بولاية نهر النيل.
وذكر مكتب الإعلام الإلكتروني التابع لقوات الدعم السريع أن تحقيقاً يجري بشأن الواقعة، فيما ينتظر أن تهبط الطائرة بمطار الخرطوم الدولي في غضون ساعات
وقالت القوات إن الضبطية جاءت "في إطار الدور الكبير الذي تقوم به قوات الدعم السريع في حماية الاقتصاد الوطني، وحفظ مكتسبات البلاد وثرواتها".
** وفي الأسبوع الماضي أعلنت ذات المليشيات أنها ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المختلفة ومتفجرات جاهزة وعبوات وأحزمة ناسفة وعدداً من البطاقات والعربات والمتحركات والأختام والأزياء العسكرية المختلفة وأجهزة اتصالات.
وقالت إنها تمكنت من إلقاء القبض على أكثر من عشرة من المتهمين بمنزل بحي الطائف في الخرطوم، وقال قائد القوة المنفذة للعملية المقدم ركن جدو عبد الرحمن بحسب صحيفة السوداني، أن الضبطية تمت بمعلومات استخباراتية دقيقة لقوات الدعم السريع، وأكد جاهزيتهم للقضاء على كل من تسول له نفسه المساس وسلامة الوطن والمواطنين.
** وقبل الأسبوع الماضي، قالت نفس المليشيات انها ضبطت عربات محملة بمختلف الأسلحة بالقرب من القيادة العامة.
** وقبل ثلاثة أسابيع، أظهرت وسائل إعلام محلية عددا من (الدفارات) محملة بكراتين قالت إنها "خمور" مستوردة ضبطتها مليشيات حمدان دقلو في المدنية الرياضية بالخرطوم.
** وبعد الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير بثلاثة أيام، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لجرارات قِيل إنها تحمل حاويات معبأة بعملات صعبة (دولارات، يورو، ريال، الخ) مملوكة لزوجة المخلوع وداد بابكر، ضُبطت حسب المصدر بواسطة قوات الدعم السريع (الجنجويد).
** وبالتأكيد سنسمع الكثير عن هذه المليشيات الجنجويدية لطالما السودان يعيش أياماً أشبه بأيام المهدية -أي أيام الفوضى والتضليل المنظم.
لكن هل هو صدفة ألا نسمع منذ سقوط عمر البشير في الحادي عشر من أبريل 2019 إلا بقوات الدعم السريع بالرغم من وجود للشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى في السودان، أم أن في الأمر دعاية سياسية رخيصة وتلميع لصورة الفريق أول مضروب حمدان دقلو (حميرتي)؟
كان يفترض أن يكون الحديث عن الثوار واستمرار الاعتصام في القيادة العامة بالرغم عن سقوط البشير وايداعه السجن ومعه رفاقه حسب المتحدث باسم المجلس العسكري. لكن للأسف الشديد تحول كل الحديث في السودان ليدور حول قوات الدعم السريع وقائدها المجرم حمدان دقلو. إنه دعاية سياسية مبتذلة لتلميع صورة هذه المليشيات الدموية الخربة التي ينتمي 90% من أفرادها إلى دولة تشاد والنيجر ومالي والكاميرون.
الكل يعرف في السودان من هم تجار الذهب.. يعرفون من الذي يسيطر على (جبل عامر) في دارفور ويتحكم في اليورانيوم المستخرج منه، وفي ذهبه واحجاره الكريمة وغير الكريمة وماءه وهواءه..
الكل يعرف من الذي تنتشر ميلشياته على الحدود السودانية الشمالية مع ليبيا بحجة حفظ الأمن ومنع الاتجار بالبشر.. والكل يعرف من الذي يمنح تصاريح التنقيب عن الذهب في ولاية (نهر النيل) وولايات دارفور المختلفة..
محمد حمدان دقلو (حميرتي) الملياردير البدوي هو من يُسأل عن الطائرة التي ادعت ميلشياته بضبطها أثناء شروعها في تهريب كميات كبيرة من الذهب بولاية نهر النيل، لأن الرجل لم يصبح مليارديرا إلا من خلال تنقيب الذهب وتهريبه من مواقع الإنتاج مباشرةً بطائرات عمودية إلى تشاد وأفريقيا الوسطى ومنهما إلى أبو ظبي بعلم النظام السابق. والذهب المضبوط إذن، إما ذهبه هو، أو أنه يعرف الجهة المهربة له لكنه يحاول استغفال السودانيين واستحمارهم، مفترضا فيهم الغباء.
عزيزي القارئ..
الرجل الذي حرق القرى والبوادي والمدن في دارفور ومارس فيه سياسة الاحلال والإبدال.. الرجل الذي اغتصبت ميلشياته نساء وأطفال دارفور أمام عيون العالم.. الرجل الذي بعد أن طهر دارفور من سكانه الأصليين وتحرك شمالاً بطلب من رئيس الإبادة المخلوع عمر وأدخل الخوف والرهبة في نفوس سكان الخرطوم ومناطق أخرى في شمال السودان. رجل بهذه الفظاعة والحقد والبغض لا يمكنه أن يقدم نفسه منقذا وبطلا للسودان ابدا.
السودانيون ثاروا ليس فقط من أجل اسقاط عمر البشير ونظامه، بل أيضا للتخلص من المليشيات والقوات غير النظامية التي كانت سببا في إطالة عمر المخلوع عمر البشير ونظامه، ولم تكتمل الثورة إلآ بتحقيق هذا الهدف وكل أهداف الثورة.
محمد حمدان دقلو (حميرتي)، كان جزءا أساسيا من نظام القتل والإبادة، ومن الغباء ان يعتقد بسذاجة بدوية صحراوية نسيان السودانيين لجرائمه التي تدخل ضمن الجرائم التي تختص بها محكمة الجنائية الدولية كونها جرائم شديدة الخطورة. السودانيون لم ينسوا جرائم هذا الجنجويدي الوقح الذي صنعه البشير ومكانه ليس المجلس العسكري الانتقالي بل زنازين السجون.
على المجلس العسكري الانتقالي الذي يكنكش في السلطة أن يسلمها للمدنيين فورا ودون قيد أو شرط حتى يقوموا بملاحقة كل من أجرم في حق السودانيين أفرادا وجماعات في زمن المخلوع ونظامه.

حتي في أسوأ كوابيسي
لم اتخيل ان اشهد اليوم
وحمدتي يخاطب مناديب الدول الكبري
ويقعد ينظر ويمنطق في ضباط سلاح المدرعات
وهم يكبرو ويهللو زي الشفع المهلوسين
لا حولة