الإسلام ما بعد الحداثة { 3-4 } بقلم ممدوح محمد يعقوب رزق

الإسلام ما بعد الحداثة { 3-4 } بقلم ممدوح محمد يعقوب رزق


05-11-2019, 02:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1557582699&rn=0


Post: #1
Title: الإسلام ما بعد الحداثة { 3-4 } بقلم ممدوح محمد يعقوب رزق
Author: ممدوح محمد يعقوب
Date: 05-11-2019, 02:51 PM

02:51 PM May, 11 2019

سودانيز اون لاين
ممدوح محمد يعقوب-
مكتبتى
رابط مختصر





ما نراه اليوم من المنجزات المادية التي سهلت لنا سبل الحياة ، وساعدت في التواصل مع مختلف شعوب العالم ، والتعرف على ثقافاتهم
هذه الإسهامات العلمية التي نراها توصل له العقل البشري بعد صراعاً طويلاً مع الكنيسة من جهة ورجال الدين المسيحي من جهة أخرى ، فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت رأي الكنيسة فيما ابتكره العالم يوهان غوتنبرغ يعد خروجاً عن تعاليم الدين وترى الكنيسة بأن ما قام به لم يرد في الإنجيل ، كانت وصف الكنيسة له بأنه ملحداً ، لقد استفادت المجتمعات البشرية في توثيق أفكارهم وأبحاثهم وتجاربهم منذ أن إخترع يوهان غوتنبرغ المطبعة فطُبِع الإنجيل بذات المطبعة التي اختراعها ذاك الذي وصفته الكنيسة بأنه ملحداً ، فيرجع الفضل الأعظم ليوهان في إختراع المطبعة ، أحدثت النظرية الماركسية إنقلاباً كبيراً على الصعيد الفكري والسياسي ، والإقتصادي والإجتماعي ، بعد ظهور الفكر الماركسي على يد العالم كارل ماكس الذي دعا للإشتراكية وكان رؤيته تكمن في إنهاء مسألة الصراع الطبقي التي أنتجتها الرأسمالية ، كان يرى بأن النظام الرأسمالي هو السبب الرئيسي في الفوارق الطبقية وعدم المساواة بين البشر، وكان ماركس من أكثر المدافعين عن الفقراء والعمال من سيطرة البرجوازية التي تستغل الطبقة العاملة ، داعياً للإشتراكية لتحقيق العدالة الإجتماعية ، فعلى صعيد الوطن العربي والبلدان الإسلامية تبني بعض العرب والمسلمون أفكار ماركس وصاروا يدعو لها ، إلا أن رجال الدين الإسلامي وبعض المنظرين أشد إعتراضاً لهم ، ووصفهم لتلك الفكرة بأنها دخيلة على المجتمع العربي المسلم الذي ظل منذ عهد الجاهلية متمسك بعاداته وتقاليده وموروثاته ، فأصبح الإبداع في أي حقلاً من الحقول يعد خروجاً عن الدين ، ما ورد في كتاب بعنوان : الإسلام في ميزان الحداثة للكاتب : د. عوض محمد القرني ، ما ورد في هذا الكتاب بأن الحداثة أياً كانت مرفوضاً فهذه العبارات التي وردت في تلك الكتاب ( من هذه الأفكار التي ابتليت بها الأمة وبدأ خطرها في ساحتنا مذهب فكري جديد يسعى لهدم كل موروث والقضاء على كل قديم ، والتمرد على الأخلاق والمعتقدات ، وهذا المذهب أطلق عليه كهانه وسدنة اصنامه أسم ( الحداثة ) ، فالمعارك الفكرية ما زالت قائمة بين التجديديين والتقليديين ، فكثير من المجتمعات الإسلامية تتمسك بالدين باعتباره المصدر الكلي للمعرفة الكونية فهؤلاء القوم لم يستنهض عقولهم للتفكير والتأمل حيث التفكير عندهم هو التفكير في صفات الله ومخلوقاته ، وبالتالي العديد من مجتمعاتنا الإسلامية لا تستطيع التمييز بين علم الله وعلم البشر ، أعطى الله الإنسان العقل كيما يفكر به فالجمود العقلي والفكري جعل المجتمعات الإسلامية حبيسة وأسيرة للماضي ، لم تقدم أي إبداع في مجالات التكنلوجية .إن العصور التي مرت بها أوروبا كان من الممكن أن يستفيد منه المسلمين ، العصر الذي يعيشه المسلمون اليوم شبيه بعصر ما قبل التاريخ في ظل وجود الحداثة والعولمة . الذين يسمونهم علماء عندنا ليس مثل آدم سميث ، نيوتن ، وجان جاك روسو ، بل العلماء عندنا مثل شيخ القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، فهو أحد العلماء الذين يفتون في الحلال والحرام ، لا علماء الذرة والفضاء ، علماء الإفتاء من وجهة نظر الدين تارةً ومن وجهة نظرهم تارةً أخرى ، في كل ما يطرأ من جديد ومبتكر ، نتطرق لأحدى فتاوى شيخ القرضاوي أفتى الدكتور يوسف القرضاوي فيما يسمونه الإسلاميين بالمحاولة الإنقلابية في مصر قائلاً : ( أن المشاركة في أي عمل من شأنه أن يقوى هذه السلطة الإنقلابية ، هو عمل مُحرم شرعاً ، وأن هذا كله باطل شرعاً ودستوراً وقانوناً ، وكل ما بُني على باطل فهو باطل ، وكل ما بُني على جهالة فهو عبث واستهانة بإرادة المصريين ) هذا ما يسمونه المعرفة العلمية والإبداع والإبتكار ، وليته يأتي لنا بشيءً جديد بدلاً من هذه العبارات التي مللنا من سماعها . تطور الغرب في مجالات عدة لا سيما الإقتصادية والسياسية والإجتماعية ، وفي مجالات العلوم الإنسانية الأخرى ، إذا نظرنا لواقعنا نحن المسلمين اليوم نرى عكس ذلك لم يكن هنالك تقدم ملحوظ ومشهود له في المجالات العلمية والتطبيقية ، بل نرى تقدم غير مسبوق في تاريخ العالم بظهور حركات جهادية ومنظومات إرهابية لا تمت للإسلام بصلة فهذه الحركات الجهادية تزعم بأنها ماضية لتنفيذ شرع الله في الأرض ، وترى في الحداثة والعولمة ماهي إلا مخطط صهيوني تهدف لتدمير أمة الإسلام والمسلمين ، وإستهداف الهُوية العربية الإسلامية ، وفي المصدر نفسه " في المجلة العربية العدد 115 الصفحة 61 ، نشرت مقابلة مع الكاتب عبد الله الجعفري ، وعندما سئل عن الحداثة قائلاً : إذ فإن هذا المصطلح أكثر من دعوة مبطنة إلي تخريب اللغة والعبث بالتراث والاعتداء على الدين والقيم . ومنهم من يرى بأن الصراع مع الحداثة صراع عقائدي ، لذا فقد ظلت الحركات الجهادية الإرهابية تقتل وتفجر باسم الإسلام والمسلمين والهُوية العربية ، ما يفعله هؤلاء الإرهابيين ينعكس سلباً على الإسلام والمسلمين ، كما يعطل عجلة التقدم والتطور لدى المجتمعات الإسلامية ، ويقف عائقاً نحو السلام العالمي مع شعوب العالم الأخرى . إن السياسة اليوم قابعاً في ثوب الدين ، فحركة الإصلاح الديني ضرورة لتحرير الدين الإسلامي من قبضت السياسيين والحركات الجهادية الإرهابية التي تقتل الأبرياء باسم الإسلام إن الثورة التي قامت في أوروبا هي ثورة إصلاحية للأخطاء والمجازر التي ترتكب باسم الدين من قبل الكنيسة فهذا ما ساعدت في تحرير المسيحية من هيمنة الكنيسة ، وبالتالي ظهر الإبداع والإبتكار والإكتشافات العلمية المذهلة ، إلا أننا كمسلمون بحاجة إلي ثورة إصلاحية ( ثورة الإصلاح الدين ) من داخل الدين الإسلامي لفك طلاسم الجمود التي صاحبت مجتمعاتنا الإسلامية والتي أصبحت تعيق حركة التقدم والتطور ، إن حركة الإصلاح الديني ضرورة حتى لا يستطيع رجال الدين أن يعقوا مسيرة التقدم والرقي لدى مجتمعاتنا ، فقتل المفكرين لا يعني نهاية حركة الإصلاح والتجديد ، بل ستفتح النوافذ والأبواب للتجديديين والإصلاحيين لمعرفة إشكالات الأمة التي لم تستيقظ من النفق المظلم ، فمجتمعاتنا الإسلامية ماهي إلا مجتمعات مستهلكة للإنتاج المادي الغربي.
نواصل.....
[email protected]