الخازوق بقلم د.أمل الكردفاني

05:34 PM May, 01 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

إن أسوا فيديو شاهدته هو ذلك الرياضي الذي حاول القفز بالزانة لكنه فشل. في الواقع لم يفشل فقط..ويمكنكم تخيل بقية المشهد المضحك المبكي.
الشعب السوداني المتهافت على أي مخرج قد يفضي الى النجاة لينجر وراء كل من يطلق عليه صرخات مرعبة وآمرة حاول القفز بالزانة التي تآمروا عليه فوضوعوا فيها الكادوك لكي لا يستطيع الفكاك منها وليتوقف فوق السماء قليلا ثم يشاهد سقوطه فوق رأس الزانة لتنحشر فيه وينحشر فيها.
الخازوق الذي جاء نتيجة التهافت وعدم الاعتراف بالآخر كشريك في الثورة مما أفضي الى وقوف الكثير من العقلاء موقف المتفرج لأنهم إن تحدثوا بقبق القراد الرقمي في وجوههم بالكلمة التي تكشف عن خواء الغوغاء ..(كاااك) ففضل الآخرون التزام الصمت.
دعونا نسأل هؤلاء الذين يطالبون المجلس العسكري بتسليمهم السلطة؟ (وليكن تسليمهم هم وحدهم فنحن لا نطمح لحكم البالوعات). دعونا نسألهم:
- لماذا ذهبتم الى الجيش أصلا؟
هناك احد اجابتين:
الاجابة الاولى: فقط من أجل الحماية.
والاجابة المحتملة الثانية: لنعطه السلطة.
والاجابتان تكشفان عن حمق وضلالة وتوهان وضياع شديد عند هؤلاء:
فلو سلمته السلطة فأنت اذا من تسبب في حشر الخازوق في مؤخرة الشعب وتقول القاعدة الأصولية:
(من سعى لنقض ما تم على يديه فسعيه مردود عليه).
ولو قلت لجأنا للجيش للحماية فقط ؛ فلماذا تفاوض من لا سلطة له ليمنحك سلطة هو أساسا لا يملكها؟
هل أدرك الشعب أنه لو استمر على هذه الجهالة فسوف تنحشر فيه الخوازيق يوما وراء آخر بيده لا بيد عمرو.
لماذا منحت لمن يملك القوة والعنف شرعية استخدامهما؟
ليس هذا فحسب فالشعب الذي (يشعل دماغك بمهل البراكين) ، هلل وكبر وهو يرى ويسمع تعطيل الدستور الذي يحمي حقوقه ويضمن له مساءلة من يملك القوة والعنف على اساءة استغلال هذه القوة.
الشعب صاح بفرح الطفل الذي يقفز من الطاولة ليقلد سوبرمان: سقطت سقطت...
وهو لا يدري أن الجهالة اسقطته هو حينما ترك اللجوء لفقهاء القانون واتبع الوهميين وانساق بلا وعي وراء العاطفة العمياء التي يتم تجييشها عبر الفيس بوك وتويتر.
حشر الشعب الخازوق فيه وهاهو اليوم يطالب الجيش بمنح (مجموعة شبحية) السلطة... يضع الشعب الخازوق ويتشاكى ويتباكى مدعيا زورا وكذبا بأن أعداء الثورة هم من خوزقوه.
لا يا سادة..
لا ..
لم يحشر هذا الخازوق سواكم..
وكما قال الله تعالى:(إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون).
ولقد ظلمتم انفسكم وأنتم تصيحون بغوغائية ضد كل خطاب عقلاني صرخات الزومبي: (كااااك)...
فخموا وصروا والقادم أدهى وأمر...
ما يحدث الآن ليس أكثر من فوضى (إن صدقتم مع أنفسكم أو كذبتم عليها)...ومن يضلل الله فلا هادي له.
اليوم البلد أصبحت كالكرخانة المستباحة ؛ كل دول العالم تضع خنصرها فيها وتتصارع لهدمها أو حتى تحجيمها والسيطرة عليها لحساب مصالحها ومصالح الامبريالية.
والسودان هو أكثر دولة لدى الكثير من مواطنيها قابلية أن يكونوا عملاء لمن يدفع أكثر فيكون مستقبلها مفتوحا على جميع الاحتمالات.
ومع ذلك:
#تسقط_بس