شركاء ..!! بقلم الطاهر ساتي

شركاء ..!! بقلم الطاهر ساتي


05-01-2019, 02:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1556716239&rn=0


Post: #1
Title: شركاء ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 05-01-2019, 02:10 PM

02:10 PM May, 01 2019

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




:: مزبد المدني، من ظرفاء العهد العباسي.. إختبر ذكاء زوجته ذات يوم، إذ رآها وهي تصعد سلماُ، فأقسم عليها : ( أنت طالق إن صعدت، وطالق إن وقفت، وطالق إن نزلت)، ثم إنتظر رد الفعل .. ولأن الزوجة كانت ذكية، رمت نفسها من السلم وإرتطمت بالأرض.. فأصبح الحدث وقوعاً، وليس الصعود أو النزول أو الوقوف ، وهكذا أبرت الزوجة بقسم زوجها..فجرى إليها مزبد فرحاً : ( فداك أبي وأمي، فو الله لو مات مالك بن أنس احتاج الناس إليك في أحكامهم ..!!

:: ومغزى الحكاية في متاريس المأزق التي وضعها المدني أمام زوجته (ممنوع الصعود، ممنوع النزول، ممنوع الوقوف)، ثم نافذة (الحل ) التي فتحتها عبقرية الزوجة ، ليخرجا من مأزق القسم .. وهكذا الحياة، عامة كانت أو خاصة، إذ دائما هناك حلول ، ودائماُ هناك طريق ثالث..ولكن للأسف، أكثر الناس لايطلقون عنان التفكير للعقول بحيث تجد الحلول والطريق الثالث، ولذلك تتراكم الأزمات ..!!

:: كما ذكرت سابقاٌ، مايحدث بين المجلس العسكري و تجمع المهنيين و قوى الحرية والتغيير تمرين ديمقراطي ، وما هي بأزمة، ما لم تكن العقول الشمولية تريدها أن تكون أو ربما ثعالب الدولة العميقة تريد لهذا التمرين الديمقراطي بأن تكون أزمة .. فالأزمة التي قد تعيدنا إلى المربع الأول هي أن تختلف الأطراف حول (أهداف الثورة)، وليس الوسائل المؤدية إلى الأهداف.. اختلاف الوسائل - لتحقيق الغايات المتفق عليها- دليل عافية في بلاد كاد مواطنها لا يفتح فمه حتى لطبيب الأسنان إلا بتصديق من السلطات الشمولية ..!!

:: و حتى الآن، لاخلاف بين الطرفين حول (أهداف الثورة)، أي تفكيك دولة الحزب البائد ثم التحول إلى (دولة مدنية) تقف على مسافة واحدة من كل الأديان والأحزاب.. و لكن المؤسف،هناك أزمة ثقة بين تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري .. والخلاف حول المجلس السيادي دليل على أزمة الثقة، فالتجمع وقوى التحرية والتغيير يريدونه (مجلساً مدنياُ بتمثيل عسكري)، بيد أن المجلس العسكري كان يريده مجلساُ عسكرياُ بلا أي تمثيل للمدنين ..!!

:: ثم تراجع المجلس العسكري عن موقفه، وذلك بأن يكون بالمجلس السيادي تمثيلاُ مدنياً، وما تنازل إلا لبناء الثقة بينه والطرف الآخر .. ومع ذلك لم يحظى المجلس العسكري بثقة تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، بحيث أنهم يطالبون بأن يكون المجلس السيادي ( مجلساُ مدنياً مع تمثيل عسكري)، وهذا ما لن يوافق عليه المجلس العسكري الذي يقدم نفسه بأنه (شريك في التغيير)، وليس مجرد أجير يكتفى بأجر المناولة ..!!

:: المجلس العسكري يجب أن يكون شريكاُ في التغيير وليس عدواُ للتغير أو متغولاُ على ثورة الشباب وتضحياتهم .. ثم أن المجلس العسكري يمثل القوات المسلحة التي وفرت الحماية للثوار، ويمثل قوات الدعم السريع التي رفضت ضرب الثوار، وكذلك يمثل الشرطة وجهاز الأمن في المرحلة الانتقالية .. ومن الخطأ أن تتخذ القوى الديمقراطية مجلساُ يمثل هذه المؤسسات (عدواُ).. وفي الخاطر، ما أن أبدت القوى الديمقراطية عدم ثقتها في ثلاثة من أعظاء المجلس العسكري، أعلن المجلس عن تقديمهم لاستقالاتهم، ثم قبولها للاستقالات..!!

:: وبالتأكيد مثل هذه التنازلات تحظى بتقدير القوى الديمقراطية، ولكنها يجب تكون حافزاً للمزيد من الحوار الإيجابي.. فالسياسة هي فن الممكن، وهي أن تأخذ المكاسب المتاحة ثم تحاور من أجل المزيد.. ومع الابقاء على الاعتصام، فالحل في الحوار وليس ( الحل في البل)، أو كما كان يهتف الثوار في أواخر أيام الرئيس المخلوع .. أكرر، ليست من الحكمة السياسية أن تتخذ قوى الحرية والتغيير المجلس العسكري (عدواُ)، أو كما تشتهي فلول النظام المخلوع .. تحويل المجلس العسكري إلى عدو يعني تقوية (الثورة المضادة)..!!


fb