حذار حذار من المتربصين بمستقبل السودان بقلم جورج ديوب

حذار حذار من المتربصين بمستقبل السودان بقلم جورج ديوب


04-30-2019, 05:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1556597443&rn=0


Post: #1
Title: حذار حذار من المتربصين بمستقبل السودان بقلم جورج ديوب
Author: جورج ديوب
Date: 04-30-2019, 05:10 AM

05:10 AM April, 29 2019

سودانيز اون لاين
جورج ديوب-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر




لقد قطع السودانيون أشواطا بعيدة على طريق التحرر والتغيير لولوج عصر جديد يسوده العدل والقانون بواسطة إصرارهم وصمودهم الذي أدى إلى هذا الإنجاز العظيم بسقوط النظام الإستبدادي السابق وبداية بناء نظام عصري حديث تحترم فيه إرادة الشعب وطموحاته المشروعة
لقد اتصف السودانيون بوعي والتزام غير مسبوقين , مغايرا لنظرائهم العرب الآخرين الذين الذين رجحوا الخيار العسكري على الوسائل السلمية لإحداث التغيير , ما أدى إلى استشهاد مئات الآلاف من المواطنين وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية للوطن , كما أدى في الوقت نفسه إلى سقوطهم أنفسهم , فانحسرت معها على الآلام التي كانت معقودة عليهم , وسقطت محاولاتهم الفاشلة إلى أجل بعيد خبت على أثرها أحلام الجماهير وآمالهم ووقعوا مجددا تحت وطأة الحكومات التي كانت قائمة
صمود الجماهير السودانية وإصرارها على تحقيق مطالبها أدى بالمجلس العسكري إلى الرضوخ على تعديل المسار والقبول بتشكيل مجلس سياسي جديد بالإشتراك مع قوى الحرية والتغيير للإشراف على المرحلة الإنتقالية والإعداد لبناء حياة دستورية جديدة , أخذت المرحلة الإنتقالية إثر ذلك تسير على الطريق الصحيح , وقد تمثل ذلك بعقد الإجتماعات المتتالية بين كافة الأطراف الفاعلة لوضع الأسس والخطوات العملية السليمة للبناء الجديد
من أهم إنجازات انتفاضة الشعب السوداني لحد الآن رفض نظام الإسلام السياسي الذي قاده عمر البشير مدة ثلاثين سنة أفسد خلالها كل مؤسسات الدولة وأوصل الشعب حد المجاعة , في بلاد تختزن إمكانيات زراعية وحيوانية كافية لإطعام سكان الوطن العربي بكامله والتصدير للخارج , كانت الشعارات المرفوعة تؤكد رغبة الجماهير بإقامة نظام مدني دستوري حديث
لكن الإنتفاضة على الرغم من زخمها وقوتها وتلاحم الجماير معها , وعلى رغم ما حققته من إنجازات تقدمية تبقى هناك مخاطر جمة تحيط بها تتمثل في ثلاثة محاور أساسية , المحور الأول هو المجلس العسكري الذي انقلب على سلطة عمر البشير مدعيا انضمامه إلى الثوار والوقوف إلى جانبهم وتلبية طلباتهم المشروعة طمعا في مكاسب السلطة التي توفرها للمتنفذين فيها . لكن هذا سيبقى وهم لدى السلطة العسكرية أو بعض من أعضائها بسبب قوة الزخم الجماهيري الذي اكتسبته الإنتفاضة , وإمكانية سقوط كل تلك الرموز . أما الخطر الثاني تمثله أطراف إقليمية ودولية متربصة بمستقبل السودان . فأغلب الدول التي تحيط بالسودان أو قريبة منه تحكمها نظم ديكتاتورية فاسدة يضيرها وجود نظام مدني دستوري ديمقراطي على حدودها , يشكل حافزا لباقي شعوب تلك الدول للإنتفاض والثورة مما يزعزع عروش حكامها , وبناء عليه ستسعى تلك الأنظمة إلى احتواء الإنتفاضة بكل الوسائل . كما أن هناك دول أجنبية طامعة في خيرات السودان والإستثمار في بلد مازالت موارده غير مستثمرة على الوجه الأفضل لتحقيق مكاسب مادية كبيرة , ولضمان الحصول على تلك المكاسب هو التدخل وبالوسائل التي تراها مناسبة لإفساد العملية السياسية لتحقيق أغراضها . أما الخطر الثالث الأكثر خطورة يكمن في عدم تفاهم وتناغم قوى الحرية والتغيير نفسها على البرنامج المستقبلي للبلاد , بحيث تسعى بعض أطرافها إلى التشدد في مواقفها وعدم توافقها مع الأطراف الأخرى المنضوية تحت مظلة المجلس السيادي مما قد يعطل الوصول إلى حلول توافقي سعيا وراء مكاسب ذاتية حزبية ضيقة مغايرة أو متعارضة مع مصالح الجماهير , أو لاحتلال مواقع لها في السلطة , إضافة لضعفاء النفوس الذين يجرون وراء ربح غير مشروع , وهذا يسهل تسلل المتربصين بمستقبل السودان لشراء إرادة بعض من هؤلاء وتعطيل العملية السياسية الجديدة . وهنا ننبه ونحذر قوى الحرية والتغيير من الإنجرار لمثل هذه الإغراءات وعدم الوقوع في حبائلها لأنها كما أنها تضر بمستقبل العملية السياسية كذلك ستطيح بهم هم أنفسهم وتقضي على ما أنجزته الثورة
إن على قوى الحرية والتغيير أن تعي تلك المخاطر والألاعيب والتدخلات ووسائل عمل تلك الأطراف وتتصدى لها بكل حزم وعزيمة وألا تتهاون معها , لأن السودان يستحق كل خير وحياة حرة كريمة لجميع أبنائه , وهذا يستحق كل تضحية مهما بلغ ثمنها
للتواصل : 0434631501