الى من يهمه الأمر (2

الى من يهمه الأمر (2


04-28-2019, 11:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1556445755&rn=0


Post: #1
Title: الى من يهمه الأمر (2
Author: سليمان محمد
Date: 04-28-2019, 11:02 AM

(عندما اندلعت ثورة 19 ديسمبر,كانت الازمه الاقتصاديه والمعيشيه والسياسيه قد استحالت الي ازمه وطنيه شامله وبامتياز.
-كان جليا انسداد الأفق أمام البشير، فلم يترك الرجل حيلة ولا كذبة ولا مناوره -داخليا واقليميا وعالميا - إلا واستعملها وأصبح كمن يرقص خارج الزمن مستثيرا للضحك والحزن والغضب في ان واحد. وقتها كانت العلاقه بينه وبين الحركه الإسلاميه قد وصلت إلى أدنى مستوياتها، حتى أصبحت دمية بين يديه - فاستغنى عن دورها هي وواجهتها المؤتمر الوطني في اتخاذ قراراته -وكانت مباركة التنظيمين لكل قراراته مضمونه سلفا- وتفادت الحركه مواجهته وبدات في حربها السريه عليه ووضع العراقيل امامه، خصوصا في سحب الأموال من البنوك واخفاءها خارجها والمضاربة بها في السوق الأسود حتى قارب سعر الدولار المئة جنيه مع شح السيوله.
-استعجلت المعارضة اللحاق بالانتفاضه -ورفدتها بالقيادة والخبرات التنظيميه فاتسعت دوائر التظاهرات وأصبحت أكثر قوة وجساره .
-البشير كان مستعدا لمواجهة الثوره بالعنف والمزيد من العنف كحل وحيد وواحد وفي ذات الوقت كان يفكر في التضحيه - بالثورالكبير- كأن یقوم بحل الحركه الاسلاميه وتحميلها كامل المسؤوليه في الفشل في إدارة شؤون البلاد -ضربة يمتص بها غضب الشارع ويرضى بها حلفاءه الاقليميين.
- في معسكر الحركه الإسلاميه كان التفكير انه إذا أسقطت الثوره البشير فإنها (الحركه )ستدفع الثمن وجودها نفسه بمشروعها ومؤسساتها المعلنه والعميقه ومصالحها الحزبيه والشخصية التي بنتها خلال ثلاثين عاما -وبالتالي ومع تزايد زخم الثوره- عليها القيام بتنحية البشير والتضحيه ببعض رموزها الذين اشتهروا بالفساد والإجرام أكثر من غيرهم مع القيام ببعض الاصلاحات مع الحفاظ على مؤسساتها وهياكلها المعلنه والعميقه -على ان تقدم هذه القرابين بشكل مؤقت ينخفض خلاله الاحتقان الثوري تمهيدا للانقضاض على النشطاء وتصفية الثوره بشكل كامل في خطوه تاليه.
-ومع تصاعد المد الثوري وتهديده للنظام بجناحيه أوائل أبريل، لم تستمر حالة التربص بين الجناحين طويلا، فأعطت الحركه إشارة البدء لفريقها العسكري في اللجنه الامنيه العليا، والتي كونها البشير ليضرب بها ثورة الشعب.
-الخطوه كانت معده سلفا، وسيناريو إزاحة البشير وتعيين ابنعوف ثم ازاحته وتعيين البرهان - في حالة تصاعد ضغط الثوره - لم يكلف مركز التآمر نفسه أكثر من حركه بهلوانيه واحده، قفزت باللجنه الامنيه العليا لتصبح المجلس العسكري الانتقالي، فارضا نفسه بالامر الواقع كقياده سياسية عليا للبلاد -رغم تزمر الرتب الصغيره من الضباط وضباط الصف والجنود.
-وكان مؤكدا أن  الكوادر العسكريه للحركه الإسلاميه ستنفز ذات المخطط صرف النظر عن فكرة لجوء الثوار للقياده العامه وطلب الحمايه من غدر ميليشيات الحركه او لا.
-رغم ذلك كانت خطوة اللجوء للاعتصام أمام القياده، خطوة ذكيه وجريئه، إذ شكلت درعا للثوار من تفلت وغدر هذه المليشيات -ويشهد على ذلك تكرار محاولات اقتحام وفض الاعتصام بالقوة من قبل هذه المليشيات التي تصدى لها صغار الضباط والجنود ببساله.
-وهذا المخطط يفسر تباطؤ ومراوغات المجلس العسكري في الاستجابه لمطالب الثوره وعلى رأسها تسليم السلطه لسلطه مدنيه وفق رؤبة قوى إعلان االحريه والتغيير –مستهدفا إفشال الثوره؛ فافسح المجال في اجتماعاته لقيادات احزاب كانت تتشارك الحكم مع المؤتمر الوطني حتى ساعة سقوطه(غازي /علي الحاج )- واجتمع بائمة المساجد ليستطلعهم رأيهم في شكل الحكم وقضايا الساعه وأنكر على تجمع المهنيين السودانيين وقوى إعلان الحريه والتغيير حقهم في التحدث نيابة عن الثورة والثوار -مدعيا انه (من فرط عدالته  )يريد أن يعطي الجميع الفرصه المتساويه لإبداء الراي وعرض التصور في شكل وأسلوب  وبرنامج الحكم-حتى انه صرح بأنه جمع مئة تصور وحسب رايه  ان قوى إعلان الحريه والتغيير واحد من هذه المئة.
-وحاول تفتيت قوى الثوره ووجه الدعوه للأحزاب الموقعه على إعلان الحريه والتغيير للاجتماع به حزبا حزبا وكذلك فعل مع النقابات المنضويه في تجمع المهنيين.
-صحيح ان المجلس العسكري لم يكن يهمه الاستماع لتصورات من دعاهم ليجتمعوا معه؛ بقدر ما كان يهمه الالتفاف على مطلب الثوره الرئيسي والمتمثل في تسليم السلطه لسلطه مدنيه وفق تصور قوى إعلان الحريه والتغيير وفي النهايه فرض تصوره المعد سلفا من قبل قيادة الحركه الاسلاميه.
-لقد نجح المجلس العسكري - اللجنه الامنيه العليا سابقا في وضع نفسه في الجانب الآخر المضاد للثوره وبذلك أفقد نفسه الاهليه والشرعيه وأعلن عن نفسه كممثل رسمي للحركه الاسلاميه المهزومه.
-ولكونه مراة لخطوات وخطط الحركه الإسلاميه فإن مراقبة سلوك المجلس العسكري الانتقالي في هذه اللحظات تكون ذات أهميه قصوى-فمماطلته وتسويفه ليس بسبب السزاجه والبراءة السياسيه مثلا ولكن المقصود منها اشاعة اليأس في نفوس الثوار وإضعاف ثقتهم في قيادتهم - تجمع قوى الحريه والتغيير -وإدخال البلاد في حالة فراغ سياسي يمهد الأرض لانقضاض الحركه على الثوره ومكتسباتها -انقلابا جديدا يبدو في ظاهره وكأنه رافض لتسويف ومماطلة المجلس العسكري؛ انقلابا يخرج من رحم الحركه نفسها وامتدادا طبيعيا لمجلسها الحالي، يعلن انحيازه لحلف قطر /تركيا، ويتم بموجبه تنحية السيد برهان وتسليم السلطه لقيادة عسكريه جديده لا يعرف الشارع شئ عن تاريخها الحزبي والاجرامي؛  تدعي المهنيه واللا حزبيه -تماما وتكرارا لسيناريو يونيو 1989.

الباحث/ سليمان محمد

Post: #2
Title: Re: الى من يهمه الأمر (2
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-28-2019, 03:44 PM
Parent: #1


استاذنا سليمان محمد
تحية طيبة

تم احباط السيناريو بالوعي الثوري الجماهيري الذي ادهشنا جميعا .. وهو مدهش للحد البعيد.

هناك متغيرات ما بعد ابنعوف لابد من استقراءها وتحليلها لتشكيل موقف ثوري ازاء الجيش ... كثيرا ما اردد ان موقفنا المسبق يخلص لنتيجة واحدة تعتبر ان الجيش وعلى الدوام عدو للثورة. هناك اسانيد تاريخية لهذا الموقف ولكنه ليس صحيحا بالمطلق

اعتقد من خلال قراءتي لما بعد ابنعوف بوجود تيار عسكري منحاز للثورة من اعلى هرم القوات المسلحة لادناه .. اضعاف هذا التيار قد يفضي لتغيير موازين القوة داخل الجيش لصلح قوى الثورة المضادة الامنية والعسكرية والاقتصادية, وبالضرورة تلك المهيمنة حتى اللحظة هلى النظام البيروقراطي والاداري للدولة.

ما اود ان اقول بان عمليات تحليل الوضع الداخلي للمؤسسة العسكرية هو مسألة عاية في الاهمية والتعقيد

سعيد بعودتك لصدارة المنبر
مودتي واحترامي