لا تنسوهم ..!!! بقلم الطاهر ساتي

لا تنسوهم ..!!! بقلم الطاهر ساتي


04-27-2019, 03:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1556376443&rn=0


Post: #1
Title: لا تنسوهم ..!!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 04-27-2019, 03:47 PM

03:47 PM April, 27 2019

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




:: القاضي جوزيف كريتر، إختفي في ليلة السادس من أغسطس 1930، وعجزت كل أجهزة الدولة الأمريكية عن فك الطلاسم - إلى يومنا هذا - رغم أن هذا الإختفاء الغامض كاد أن يصبح هوساً وطنياً آنذاك.. ثم جيمي هوفا، وكان رئيساً للجمعية العالمية الأخوية لسائقي الشاحنات، إذ قصد مطعماً في مساء 30 يوليو1975، ولم يعد إلى منزله حتى الآن، ولم تعثر عليه السلطات.. وهناك وقائع أمريكية أخرى، وكلها حدثت قبل الألفية الثالثة وتطور علوم الإتصال والبحث والمراقبة والرصد..ولذلك، تم طي ملفاتها تحت مسمى (إختفاء غامض)..!!

:: أي مجهول السبب، إكراهاُ كان أو طوعاً، وغير معروف مصير المختفي، إن كان حياً أوميتاً.. وكل وقائع الإختفاء الغامض لاتزال هاجساً يؤرق بعض سادة السلطات الذين عاصروها وعجزوا عن حلها.. ورغم تقاعدهم عن العمل الشرطي لايزال يزعجهم عجزهم عن حل غموض إختفاء هؤلاء.. هم يرون بأن طي ملفات الوقائع تحت مسمى (الإختفاء الغامض) ليس حلاً، ولذلك يؤرقهم (تأنيب الضمير).. ولكن في عالمنا الثالث (والأخير طبعاُ)، لو إختفى نصف السكان - في ظروف غامضة - لماشعرت ضمائر السادة البكماء بأي تأنيب ..إذ هي ضمائر كالحجارة، وربما أشدّ قسوة..!!

:: ( لاتنسوهم).. فمع صور الشهداء التي تلهم الاعتصام قوة و عزيمة أمام القيادة العامة، يرفع البعض صور المفقودين .. وتعلمون أن هناك وقائع إختفاء غامضة وذات مصير مجهول، وأن هناك أسر مكلومة ، ونأمل أن تحظى قضيتهم باهتمام المجلس العسكري والحكومة القادمة ..على سبيل المثال، خرج الطالب محمد الخاتم، نجل أستاذنا موسى يعقوب، من منزل ذويه قبل عقدين ونيف، ولم يعد إليهم (حتى الآن) .. لم تفصح السلطات عن سبب الإختفاء و مصيره، أعاده الله إلى أهله سالماً إن كان حياً، ويشمله برحمته إن كان في ميتاً.. لقد إختفى الخاتم، ولاتزال أسرته تناشد السلطات لحل طلاسم هذا (الإختفاء الغامض) .. !!

:: ومع محمد الخاتم، لايزال إختفاء الشاعر أبا ذر الغفاري لغزاً يُحيًر العقول .. إختفاء الفرد - بأن يظل مجهول المصير مدى الحياة - يعكر صفو المجتمع بحيث لايكون مطمئناً.. وإن كانت الأنظمة غير مطالبة بحماية كل فرد في المجتمع بالرقابة اللصيقة على مدار الساعة، فانها مطالبة ببذل قصارى جهدها والعثور على أي فرد يختفي طوعاً أو إكراهاً، وهذا ما لم يحدث في عهد حكومة البطش والتنكيل..وكذلك مطالبة الأنظمة بحل طلاسم أي إختفاء بحيث يطمئن المجتمع ولايُسجل بلاغات إختفاء أفراده ضد المجهول، وهذا ما لم يحدث في عهد حكومة الإرهاب والتطرف..!!

:: وقد بلغ عٌمر إختفاء البروفيسور عمر هارون سبع سنوات.. ولا يزال هذا الإختفاء يُؤرق المجتمع .. أعاده الله سالماً، ورحمه إن كان ميتاً ..لقد خرج البروف هارون عصر جمعة - قبل سبع سنوات - ليمارس رياضة المشي، ولم يعد إلي منزله ( حتى الآن).. ويصبح مؤسفاً للغاية، لو تم طي طلاسم هذه القضايا بحيث يقيد بلاغاتها ضد (إختفاء غامض) .. بالدول التي أنظمتها تحترم إنسانها، حين يعجز سادة الأجهزة الشرطية والأمنية عن حل طلاسم مثل هذه القضايا، فانهم يتقاعدون من وطأة الإحساس بالعجز والفشل، ولكن هنا كانت تتم (ترقيتهم)، ويجب (محاسبتهم )..!!

fb