دولة الكيزان ما تزال تفرفر! بقلم عثمان محمد حسن

دولة الكيزان ما تزال تفرفر! بقلم عثمان محمد حسن


04-26-2019, 03:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1556288027&rn=0


Post: #1
Title: دولة الكيزان ما تزال تفرفر! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 04-26-2019, 03:13 PM

03:13 PM April, 26 2019

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






* بذل البشير كل ما تسنى له من مقدرات مالية و عينية و نفسية للإبقاء على نظام حكمه لعقود و عقود.. و نشر (كتائب ظل) رهيبة في المدارس و الجامعات لقمع أي حراك سياسي ضده.. و زرع الأمن السري في المؤسسات العامة، عدا عن الأمن القومي سيئ السمعة..

* و صنع نقابات و اتحادات مهنية تشتري العضوية بالأموال (المجنبة) في خزائن رؤساء تلك المؤسسات و الاتحادات..

* و انتشرت بيوت الأشباح في العاصمة و الولايات.. و معتقلات سرية تحت الأرض يدخلها المرء و لا يخرج منها، و إذا خرج ترك حياته السوية وراءه و عاش بعدها مشتت التاريخ و الجغرافيا..

* و كانت الدولة كلها في جيب النظام.. يبيع أراضيها و يغرس في الفتن و الحساسيات في بين المواطنين.. و أشهرها الفتنة بين (الزرقة) و (الحمرة) في دارفور.. و بين أهل الغرب و أهل النيل و غيرهم و غيرهم، فارتفعت القبلية و الجهوية و ارتفعت ألوية الإثنية ارتفاعا أحس الناس خلاله أن النسيج الإجتماعي قد تمزق إربا.. إربا و أن السودان يندفع بسرعة نحو الهاوية..

* تعدى فساد البشير و حاشيته و مواليه حدود السودان و تمددت أرصدتهم البنكية المليارديرية إلى الخارج يرافقها ازدياد نسبة فقراء السودان باضطراد.. فشحت السيولة و انعدم رغيف الخبز " و النيل و خيرات الأرض هنالك.. و مع ذلك مع ذلك..!"

* الشعب يعرف ما كان يحدث من تجاوزات و من هضم لحقوقه و تبديد لآماله و أحلام شبابه الذين إسوِّد المستقبل أمامهم.. و كبار السن يتحسرون على جيلهم في أكتوبر ٦٤ و أبريل ٨٥.. و يتساءلون عن السبب المانع لإقدام الجيل الحالي من الشباب على الثورة ضد الظلم و الطغيان كما فعلوا هم في الماضي؟

* الكبار ينسون أن الشباب قد فعلوها من قبل في سبتمبر عام ٢٠١٣.. لكن خذلهم الكبار ( الكبار جداً).. فاستشهد المئات من الشباب دون أن يجني السودان ثمار استشهادهم.. بل ازداد النظام بطشا و قهرا و إفقارا للفقراء و إغناءا للأغنياء.. فارتفعت الأسعار بعد أن ركع الجنيه و سيطر الدولار على السوق.. و صارت السلع، حتى المنتجة منها محليا، ترضخ لسلطان الدولار..

* و ردد بعض المتشائمين عن أن "الشعب جعان لكنو جبان".. بينما كانت الثورة تعتمل في نفوس الملايين، و يكتمونها خشية الدخول في التجربة التي عبر عنها الشاعر هاشم الرفاعي في قصيدة ( في ليلة التنفيذ) :
" نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو كَتموا وكانَ المَوْتُ في إِعْلاني"!

* و فجأة، خرج شباب الدمازين في ١٣ ديسمبر ٢٠١٩ و تبعهم شباب عطبرة في ١٩ ديسمبر..و خرج بعدهما شباب العاصمة المثلثة ثم تبعهم جميع السودانيين المسحوقين في تظاهرات عشوائية.. خرجوا يتحدون النظام بكل جبروته و يتحدون الموت وجها لوجه..

* كان دخول (تجمع المهنيين السودانيين) الثورة منذ بداياتها إلى جانب الشباب سببا كافيا لانتشارها وفق مخطط التجمع و تنظيمه لحراك الثوار في العاصمة و الأقاليم..

* لقد وجد الشباب ضالتهم في قيادة التجمع للثورة و تنظيم مساراتها بذكاء يدل على وعي و معرفة بالمجتمع السوداني..

* كان المشهد يكشف صراع أدمغة بين تجمع المهنيين السودانيين، الخبراء في إدارة الأزمات، و بين (جماعة التمكين)، الخبراء في صناعة الأزمات..

* و في يوم ٦ أبريل، و أمام القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، قلب تجمع المهنيين الطاولة على جماعات الولاء (التمكين)..

* و لا تزال الطاولة مقلوبة إلى أن يتحقق مطلب الثوار المختصر في: حرية سلام و عدالة..
* إنتصر الثوار لكن لا زالت بقايا النظام تفرفر.. و الأحزاب الكرتونية لا تريد أن تعترف بما يحدث من واقع جديد على خارطة السودان السياسية..

* و ما يثير الشفقة حقا هو هرولة قيادات الأحزاب فاقدة الصلاحية لقطف ثمار الثورة قبل أن تنضج الثورة تماماً.. و هذا ما يفعله علي الحاج، رئيس حزب المؤتمر الشعبي، و الحسن محمد عثمان الميرغني، نائب رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، و على دربهما تسير باقي قيادات الأحزاب الأميبية..

* فدون أدنى حياء، يطالب الدكتور علي الحاج، أن تكون له كلمة في مستقبل السودان السياسي بدعوى أن شبابه شارك في الثورة..

* و بنفس قلة الحياء، يزعم الميرغني أن عضوية حزبه من الشباب كانوا حضورا في الثورة كما أن الرأسمالية الوطنية التابعة لحزبه كانت تقوم بتمويل الثورة..

* و لإعطاء كل ذي حق حقه، نؤكد أن العديد من شباب الحزبين، و أحزاب أخرى موالية للنظام، شاركوا في الثورة بفعالية مؤثرة.. و السودان كله يعلم أن المعلم الشهيد أحمد خير، أحد أيقونات الثورة، ينتمي لحزب المؤتمر الشعبي الذي تخاذل شيوخه بشكل يثير الاشمئزاز..

* لكن لا يحق لعلي الحاج و لا لحسن الميرغني و غيرهما من زعماء الأحزاب المشاركة في حكومة المؤتمر الوطني أن يتحدثوا، مجرد حديث، عن أي دور لهم في مستقبل الثورة.. فجميعهم سدنة للنظام البائد ليس إلا.. و عليهم أن يحترموا الواقع.. و يبقوا بعيدين عن الخوض في ما يلي الثورة من مخططات مستقبلية..

* و من ناحيتنا، يلزمنا التفريق بين شيوخ الأحزاب الملطخة أياديهم بدماء الشهداء و بين شباب تلك الأحزاب الذين طالبوا شيوخهم بالانسحاب من الشراكة مع المؤتمر الوطني، فقبل قيام الثورة بأشهر ظل شباب المؤتمر الشعبي يضغطون على شيوخهم لفض الشراكة لفض الشراكة.. و فعل شباب الاتحادي الديمقراطي الأصل نفس الشيئ مع شيوخهم.. و لم يستجب الشيوخ إلى أن دالت دولة الحرامية..

* لا يوجد ثائر واحد أو كنداكة واحدة تبرأ من شباب تلك الأحزاب داخل ميادين الإعتصام و يمثل كل ثائر أو كنداكة جزءًا لا يتجزأ من الثورة

* هل على شباب الأحزاب المتخاذلة ان يتبرأوا من شيوخهم؟

* إن الأمر متروك للشباب.. لكن على أولئك الشباب أن يعلموا أن الشعب السوداني متدين بالفطرة.. و أنه قد گره التجارة بالدين أيما كره.. و أن الفشل سوف يكون رفيق أي حزب يأتي، مستقبلا، لتأسيس دولة كيزانية..

* أقول هذا و أنا متيقن من أن دولة (حرامية) الإنقاذ ما تزال "ترقص مذبوحة من الألم"! و أن حلقات الثورة لم تكتمل حتى الآن..
* واصلوا اعتصامكم..!