حميدتي يتوعد الثوار! بقلم بدر موسى

حميدتي يتوعد الثوار! بقلم بدر موسى


04-23-2019, 00:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1555975754&rn=1


Post: #1
Title: حميدتي يتوعد الثوار! بقلم بدر موسى
Author: بدر موسى
Date: 04-23-2019, 00:29 AM
Parent: #0

00:29 AM April, 22 2019

سودانيز اون لاين
بدر موسى-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تناقلت الأسافير ملخصا لزيارة الفريق اول محمد حمدان دقلو، (حميدتي)، نائب رئيس المجلس العسكري، والسيد رئيس الاركان المشتركه، والسيد رئيس اركان القوات البريه، ورئيس هيئه الاستخبارت العسكريه بالانابه، لرئاسه سلاح المدرعات، والذي حمل في طيانته تهديدا مبطنا، ونية مبيتة، للفتك بالثوار المعتصمين، بحجة فتح الممرات لحركة المواطنين، ومنع الفوضى، وما إلى ذلك من دعاوي وتبريرات، تضمنتها، فيما هو واضح، خطة أعدت مسبقا، وتم الاتفاق عليها في المجلس العسكري.

فقد ظهرت معالم هذه المؤامرة بالأمس، في تصريحات البرهان، وزين العابدين، قبل أن يتم تأكيدها اليوم في خطاب حميدتي، والذي جاء فيه تهديدا واضحا للثوار المعتصمين بأن المجلس العسكري يعتزم إصدار الأوامر لقوات الجيش لتفتح الممرات، وإزالة التروس، لتسهيل حركة المواطنين ولمنع الفوضى التي لن يسمحوا بها!

ومن الواضح أن هذه الخطة قد تضمنت تقديم الرشاوي السخية، عيانا بيانا، لرجال الجيش المؤيدين للثورة، لضمان تحييدهم، وتنفيذهم للأوامر حين تصدر قريبا للفتك بالثوار. فقد جاء:

(... اما عن تحسين امور الجيش اول ما استلمنا جابو لينا مقترح زياده مرتباتكم إلى أربعة الف ولا شنو ديك والمقترح الجا من الماليه حقتكم تسعة الف، ولا اتلفتنا، طوالي قلنا تصدق! وتاني كان جانا مقترح بنصدق!...)!

ومن الواضح أن المجلس العسكري يسير على نهج السيسي في مصر، الذي تحايل والتف على الثورة المصرية، واستلم السلطة بوعود تنفيذ أجندة الثوار، وإرجاع السلطة للحكومة المدنية المنتخبة، ثم قام بمضاعفة أجور رجال الجيش وحوافزهم لعشرة أضعاف، (حسب لعض التقديرات)، لضمان سكوتهم وتأييدهم، على حساب بقية الشعب، الذي تردت أحواله المعيشية إلى درجة تنذر بالإنفجار، وانتهى به الأمر بإجراء الإستفتاء الصوري قبل بضعة أيام، لتنصيب نفسه حاكما لمصر حتى ٢٠٣٠، على أيسر تقدير.

فقد جاء:

(... نشر موقع نيويورك بوست الأمريكي تقريرًا، قال فيه إن العسكر يعودون بمصر إلى نموذج رئيس مدى الحياة، وذلك عبر التعديلات غير الدستورية التي يقوم بها الجنرال الفاشل عبد الفتاح السيسي ونظامه، والتي بدأت مسرحية الاستفتاء عليها أمس السبت.

ولفت الموقع إلى أن تلك التعديلات تسمح لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالبقاء في السلطة حتى عام 2030، وتوسيع دور الجيش لفرض المزيد من السيطرة على المقدرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية...)!

الواضح أن الثوار المعتصمين بالملايين قد وضعوا بهذا في موضع المواجهة الحاسمة، وليس أمامهم غير خيارين، إما الصمود لضمان بلوغ الهدف، بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحرة، أو التراجع خوفا من حجم التضحيات المتوقعة، من جراء تنفيذ المجلس العسكري لهذه الخطة الإجرامية الخبيثة، والتي أصبحت فيما يبدو آخر كروت عناصر النظام البائد، التي تحاول العودة به عبر هذه المؤامرة!

وأصدقكم القول بأني كنت قبل تفجير الشباب الثوار لهذه الانتفاضة، التي أذهلتني وأذهلت العالم، أدعو لأن تقبل المعارضة بتسوية سياسية لتقاسم السلطة مع النظام، لتجنب لجوء النظام الذي جهز ميلشياته وقوات أمنه الدموية، وتجنب العنف والغدر بالثوار. لأني لم أكن أتخيل، مجرد الخيال، بأن يقدم شبابنا هذا النموذج التاريخي، منعدم النظير في تاريخ الثورات والشعوب.

أما وقد بلغوا الإن بإنجازهم هذه الدرجة من تقديم أفضل نماذج الانتصار لإرادة الشعوب المقهورة، فإني والله أخجل من مجرد الحديث عن خيار تراجعهم لضمان سلامة أرواحهم، مع أنه يحق لهم، لكونهم العزل، ولأن عدوهم مدجج بالسلاح، ومتعطش للدماء، وصاحب تجربة طويلة في إراقة دماء الأبرياء، وخاصة قياداته بالمجلس العسكري، البرهان وحميدتي، وزين العابدين، وبقية المتآمرين والمجرمين.

بدر موسى