الاحتجاجات على قناة الجزيرة..والجيش على قناة العربية..والسيناريو المصري ينتج نفسه جنوبا..

الاحتجاجات على قناة الجزيرة..والجيش على قناة العربية..والسيناريو المصري ينتج نفسه جنوبا..


04-18-2019, 10:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1555622354&rn=0


Post: #1
Title: الاحتجاجات على قناة الجزيرة..والجيش على قناة العربية..والسيناريو المصري ينتج نفسه جنوبا..
Author: أمل الكردفاني
Date: 04-18-2019, 10:19 PM

10:19 PM April, 18 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




عندما تحدثت عن الرئيس القادم ، وظهر ابنعوف سخر البعض من مقالي وتساءلوا سؤال اليهود لمريم تهكما وتعريضا:(ما كان ابوك امرء سوء وما كانت أمك بغيا).
ولم تمض ساعات حتى ظهر الفريق برهان فبهت الذي كان قبلها من الساخرين.

لا أحد يصدق إلا ما يتفق مع مصالحه ، ومع عاطفته ، والحديث الذي يتحدى العاطفة العمياء مرفوض مسبقا تماما كما لو أخبرت هندوسي بأن بقرته لا قداسة لها...أو اخبرت مشجع كرة قدم عن ضعف فريقه ؛ وقد درسنا في علم الجريمة criminology تلك الخصائص التي تتشاركها الجماهير إبان الحروب والنزاعات والثورات. لقد لاحظ علماء الإجرام أن معدلات الجريمة تقل جدا بل تكاد تنعدم في أزمنة الحروب والثورات ، فالملاحظ مثلا أنه منذ اندلاع الثورة قبل أربعة أشهر اختفت عمليات خطف حقائب الفتيات ؛ وخفت جرائم السرقة بالتسور...بالرغم من عدم انتشار الشرطة. لأن هذه الظروف تحرك شراكة روح ثورية حتى لدى عتاة المجرمين...
في أزمنة الثورات أيضا تتأجج العاطفة الآيدولوجية والتي غالبا لا تكون خاضعة لتبرير منطقي. وهي نفس العاطفة التي تجعل من مواجهة كلاسيكو لكرة القدم سببا مثيرا حتى للصدمات العصبية والسكتات القلبية ومن ثم الموت. رغم أن الأمر في حقيقته لا يتجاوز ادخال كرة داخل قفص ثلاثي الأضلاع.
ولذلك في حالات الثورات يزداد الشعور بالانتماء عنفا مما يترتب عليه من عمليات انحياز وانحياز مضاد واتهام واتهام مضاد ومكارثية تصل حد رفع تقارير زائفة او بلاغات كاذبة أو اعلام كاذب كانتقام من العدو....
وفي مثل هذه الظروف تتوفر البيئة المثالية للشائعات وينحط الخطاب العام من خطاب عقلاني لخطاب ساذج يعمد إلى الاستفزاز والاقصاء والبحث عن دور البطولة ، والتأكيد على الانتماء لجبهة من الجبهات ، وهذا كله يحدث انقسامات اجتماعية حادة جدا قد تبلغ حد الحرب الأهلية.
إن الجماهير في تلك اللحظات تكون مشدودة الأعصاب ، شديدة التوتر ، كل كلمة يمكن أن ترفع معنوياتها وكل كلمة ولو صغرت يمكن أن تصيبها بالإحباط العنيف.
وفي عهد الثورات تشعر الجماهير بقيمتها حتى ولو لم تفعل شيئا ملموسا ويزداد الميل نحو العمل الخيري ، ذلك أن العقل الباطن يختلق أسبابا أخلاقية تعين على النصر. وهذا ليس بجديد ففي حرب طروادة كان كلا الخصمان يدعوان آلهة الحرب لنصرهما...والتلميذ يكثر من الصلاة عند الامتحانات ، والمريض كذلك...
إن فكرة الخير هنا ترتبط بمصلحة وتبدو استجداء لرضى القوى الغيبية ، مما يخلق شعوبا في حالة من النزاهة المقدسة ولكنها حالة مؤقتة جدا.
سافرت إلى مصر في زمن الثورة ورأيت الشعب المصري غارقا في تسامح وتصالح كبير مع الذات ، ثم عدت بعد سنتين أو ثلاثة أخرى ووجدته قد عاد لطرازه الثقافي النموذجي.
إن الإنسان يعتمد في الغالب على رد الفعل... ولذلك فهناك طائفتان من البشر تلعبان على هذا الحبل العاطفي.
السياسيون.
ورجال الدين.
إن كلا من رجل الدين ورجل السياسة لا يحبذان أن تستخدم الشعوب عقولها بفكر نقدي ، إن السياسي الحاذق هو من يعمل مع عاطفة الشعوب ولا يسبح عكسها وكذا رجل الدين.
الآن يمكننا رؤية كل ما سبق عيانا بيانا من خلال كافة وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والدردشات في وسائل النقل والمواصلات وبيوت العزاء وصالات الأفراح ...الخ... إن كل شخص يبني موقفه من خلال الموقف العام...فهو لا يتخذ قراراته هو بل هو في الواقع يتماهى مع الجماعة. يغزو إن غزت غزية وإن ترشد غزية يرشد.
ولذلك تعمل القوى السياسية إلى الضخ الاعلامي لاستقطاب الغالبية التي ستؤثر حتما على الأقلية فتسحبها إلى جانبها.
هذه الأيام علينا أن نتوقع عملا دؤوبا من قناتي الجزيرة والعربية ؛ ليتكرر السيناريو المصري.
إنني أنصح الناس ألا يتابعوهما معا. فإبان الثورة المصرية حيث كان الانسان المصري يفتح قناة الجزيرة فيجد جثث الاخوان المسلمين مضرجة في دمائها ثم ينقلب إلى قناة العربية فيجد جثث الشعب مضرجة في دمائها وكل قناة تتهم الطرف الآخر وتعزز إتهاماتها بالأدلة الزائفة.
لقد أدى ذلك إلى ارتفاع حالات الاكتآب لدى الشعب المصري ؛ ثم ارتفاع العنف والعنف المضاد بين أنصار الطرفين كما ارتفعت نسبة متوسط حالات الانتحار الحقيقي نتيجة لاحساس الفرد بالتوهان والضياع لجهله بالحقيقة...ونسبة لأن كل طرف يعزز موقفه بالبروباغاندا والشائعات فقد خسر الفرد الثقة في كل المعلومات الواردة إليه مما عزز شعوره بالجهل بما يحيط به من مخاطر ليضاعف ذلك حالات التوتر والاكتآب والانتحار.
أنصح الشعب السوداني في الأيام القادمة بالآتي:
- التقليل من متابعة القنوات الفضائية.
- تعويد النفس على فكرة ضياع الحقيقة.
- عدم متابعة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مستمر.
- التقليل من مشاهدة الفيديوهات والرسائل الصوتية.
- الاهتمام بالانتاج الفردي كل فيما يليه من عمل.
لأن الأيام القادمة ستشهد تطورات مهمة وتصعيدات مستمرة سواء من القوى السياسية الداخلية أو من الداعمين الخارجيين لكل طرف من الأطراف.
وشكرا