كونوا مثل ما نتوَّقعهُ منكم .. !! بقلم هيثم الفضل

كونوا مثل ما نتوَّقعهُ منكم .. !! بقلم هيثم الفضل


04-18-2019, 04:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1555559599&rn=0


Post: #1
Title: كونوا مثل ما نتوَّقعهُ منكم .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 04-18-2019, 04:53 AM

04:53 AM April, 17 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الجريدة

سفينة بَـــوْح –


بعد أن تأكد لي بأن هناك تنظيم وتخطيط مُقدَّر وناجح في أرض الإعتصام ، أستطيع الآن أن أُلفت نظر الجهات القائمة بالأمر وإنتباهم إلى أنهم يحتاجون بشدة إلى لجنة للتوعية المتعلَّقة بالممارسة (القويمة) لحق الإعتصام والإحتجاج السلمي وتبني أدبياته وأعرافه الرشيدة ، ففي الأيام الأخيرة وربما بسبب طول الأمد الزمني للإعتصام تم رصد إنحراف في شكل ومضمون الهتافات والممارسات والفعاليات الميدانية بالقيادة العامة من جوهرها الثوري الرصين إلى حالة من (الترف الترفيهي) والإنحسار الملحوظ في مؤشرات االغضب الثوري الذي هو في الحقيقة عماد ما يمكن إستنباطه من شرف الإحتجاج و الإصرار على الحصول على المطالب المُستحقة .

وحتى لا نظلم أبناءنا الشباب من الفئة العمرية التي ما زالت حركتها تنضح بالنشاط والحيوية والحماس والإنفعال ، فإنني اقول في هذا المقام أن من كان في مثل أعمارهم وهم الأغلبية يحتاجون بالفعل إلى نوع من التعبير المغايِّر عن ما هو متعارف عليه في مثل هذه الفعاليات ، وأقول أيضاً أن من حقهم التعبير عن أنفسهم وعن ما يدور بخاطرهم بشتى الأساليب ، ولكن في نهاية الأمر لا بد من (قالب) متفقٌ عليه يضع الحد الفاصل ما بين الإسفاف والمبالغة في تقزيم شكل التعبير عن الثورة المستمرة ، وبين ما تم حشد الناس عليه من أهداف وطنية في ميدان الإعتصام والتي لا يختلف إثنان في أن مركزها الأساسي هو (الغضب وإظهار الإحتجاج الثوري) من أجل الوطن والشهداء ومستقبل المواطن .

لا بد من الإسراع إلى (تقويم) أشكال ومضامين الفعاليات المصاحبة لإعتصام القيادة ، والتي تحولت على ما يبدو في الآونة الأخيرة وخصوصا في الفترة المسائية إلى ما يشبه ساحات التنزُه وأسفرت عن شواهد للإنفراطات العاطفية وترديد الأغنيات الهابطة التي لا تمُت إلى المناسبة بصلة وأحياناً تخدش الحياء العام ، نعم نحن نؤمن بأن ساحة الإعتصام أصبحت مصباً إجتماعياً كبيراً ، وهو بالتأكيد سُيعبِّر من خلال رواده الذين يتزايدون يوماً بعد يوم عن كافة طبقات وثقافات وأخلاقيات المجتمع وهي بالطبع لن تخلو من المؤشرات السلبية ، ولكن في إمكاننا توجيهها وإرشادها بالتوعية الميدانية وبالتي هي أحسن ، فأرض الإعتصام هي اليوم مزار لكثير من المنظمات والمؤسسات الإعلامية الأجنبية التي يجب أن تلتقط من هذا الحدث المقدس أسمى وأرقى ما عند السودانين الشرفاء من قيَّم وأخلاقيات ووعي متقدِّم ، خصوصاً إذا كان موضوع الإحتشاد هو إنعتاق الوطن ومستقبل إنسانه .

نحن لا نريد أن نحجر على حريات الآخرين لأن إفساح حرية التعبير للفرد هو أحد مقدسات هذه الثورة المباركة ، لكن ستظل الفضائل الخاصة التي ميَّزت هذا الشعب في كثيرٍ من أنحاء الإقليم والعالم ، هي الجاذب الأول لتعاطف الآخرين مع مطالبنا الثورية ، لا تدعوا يا من إنبروا لتنظيم الإعتصام فرصة لإنفلات مضمون وشكل الإحتجاج السلمي حول القيادة ، وذلك بالتوعية الميدانية المستمرة وبالرفق والحكمة وإستصحاب حاجيات شبابنا وشاباتنا الذين دائماً هم في قلوبنا بما قدموا من تضحيات ، كونوا مثل نتوقعه منكم .