الكبائر ...!! بقلم الطاهر ساتي

الكبائر ...!! بقلم الطاهر ساتي


04-16-2019, 01:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1555416706&rn=0


Post: #1
Title: الكبائر ...!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 04-16-2019, 01:11 PM

01:11 PM April, 16 2019

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






:: نوفمبر 2016، عندما أعلن الشباب عصياناُ، وصفته بتمرين لمباراة قادمة، وكتبت عن دروس التمرين، ومنها بالنص : ( الدرس الأكبر هو أن الجيل الصانع لهذا الحدث لم يعد ينتظر حزباً أو حركة أو صحافة ليكون (تابعاً وإمعة)، كما الأجيال السابقة، بل هو متمرد على طريقته الخاصة والفريدة.. وهذا التمرد المتفرد هو ما يطمئن مستقبل البلاد بأن التغيير القادم ليس محض تغيير شخوص بشخوص، ولا أحزاب بأحزاب، بل هو تغيير مفاهيم بالية ومعانٍ كاذبة بأخرى حديثة وصادقة، ومنها تغيير معنى (القيادة الجماعية)، بحيث لم يعد شعاراً يستخدمه حكم الفرد وسلطة حزب.. ).

:: تذكرت تلك الأسطر عندما اجتمع المجلس العسكري ببعض لصوص الثورات بقاعة الصداقة يوم الأحد الفائت.. وهم زعماء ما يسمونها بأحزاب البرنامج الوطني، أي الأحزاب الداعمة لشمولية المؤتمر الوطني طوال العقود الفائتة، والحاضنة لفساد حكومة المؤتمر الوطني .. تهافتوا نحو قاعة الاجتماع ليسرقوا ثورة الشباب، ثم تهافتوا نحو المنصة التي عليها الفريق عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري ليأكلوا ثمار غيرهم، وهناك هتفوا بلا حياء ( حرية سلام وعدالة / والثورة خيار الشعب)، ثم تنطعوا في الهتاف لحد الفوضى والعبث ..!!

:: أدهشوا زين العابدين، ليس بأفكارهم و آرائهم، ولكن بتهريجهم .. توافدوا نحو المنصة و تزاحموا لنزع فرص الحديث، أي عجزوا عن تنظيم أنفسهم، وكثيراُ ما قاطعوا حديث زين العابدين .. ( كنا نعتقد أنكم كقوى سياسية تتميزون بالنفس الطويل لكن تفاجأنا بما حدث الآن، أنتم القادة إذا هذا سلوككم ماذا عن الآخرين؟، السودان عانى كثيراً من طمع القيادات الأمر الذي يحتم أن يكون الجميع على قدر الثقة، نعم للحرية لكن يجب أن لا نتعدى على حرية الآخرين،)، هكذا كان توبيخ رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري للصوص الثورة.. وبخهم بما يستحقون ..!!

:: والمؤسف أيضاُ، على الطرف الآخر، هاجم الحزب الشيوعي بعض السادة بأحزاب المؤتمر السوداني الأمة القومي واتهمهم بما أسماها محاولة اختطاف منبر إعلان الحرية والتغيير، ثم التغريد خارج السرب، لانهم التقوا بالمجلس العسكري في غيابه .. وعن الجبهة الثورية المسلحة أيضاً، صدر ما يلي : (الوفد الذي تكون لمقابلة المجلس العسكري لم يتم الإتفاق عليه من جميع الأطراف المكونة لقوى الحرية والتغيير، وقد كان راينا انه من المبكر عقد لقاء مع المجلس العسكري، ومن الضرورة ان نحدد حزمة إجراءات لازمة في قضايا الحريات والسلام وتفكيك الدولة العميقة)..!!

:: هكذا حال من تنتظرهم البلاد ليحولوا تضحيات الشباب إلى (حرية وسلام وعدالة).. لم يكمل عمر البيان الأول أسبوعاً، وقد ظهرت ما في نفوسهم من صراع.. وعليه، لأنهم دفعوا الكثير من الأثمان، روحاُ وجرحاً وتنكيلاً وتعذيباُ، فعلى الشباب أن يعضوا على ثورتهم بالنواجذ، بحيث لا يتم الالتفاف عليها من قبل الفلول، أو كذلك لا تتم سرقتها من قبل لصوص الثورات، وما أكثرهم .. فالتغيير المرتجى يجب ألا يكون (سطحياُ).. ويجب أن تبقى ثورة الوعى في نفوس الشباب حتى تتخلص البلاد من كل كبائر السياسة السودانية، و ليس فقط من حكومة البشير التي ( لم تسقط بعد).. !!



fb