إستقطاب متعمد يهدد الثورة السودانية بقلم نورالدين مدني

إستقطاب متعمد يهدد الثورة السودانية بقلم نورالدين مدني


04-16-2019, 00:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1555369413&rn=0


Post: #1
Title: إستقطاب متعمد يهدد الثورة السودانية بقلم نورالدين مدني
Author: نور الدين مدني
Date: 04-16-2019, 00:03 AM

00:03 AM April, 15 2019

سودانيز اون لاين
نور الدين مدني-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر



كلام الناس


*واضح لكل المراقبين مايجري في السودان من تداعيات عقب الإنفاضة الشعبية التي إستطاعت إحداث إنقلاب عسكري أطاح بالرئيس السابق عمر البشير وكون مجلساً عسكرياً إنتقالياً يتولى إدارة حكم البلاد وسط إستقطاب حاد بين قوى الحرية والتغيير وكل الجماهير الثائرة وبين مؤسسات النظام السابق التي مازالت قائمة.
*الكل يدرك مدى تغلغل السلطة السابقة في كل مفاصل الدولة السياسية والإقتصادية والأمنية رغم أن ضعف حزب المؤتمر الوطني الذي كان حاكماً حتى قبل تصاعد المد الثوري، وكذلك الحركة الإسلامية المسيسة التي فقدت بوصلتها منذ رحيل ربانها الشيخ الدكتور حسن الترابي .. لكن ظلت مؤسسات النظام السابق موجودة وتسعى بكل السبل والوسائل لعرقلة مسار عملية التغيير الديمقراطي.
*ظهر ذلك بصورة واضحة في أداء أجهزة الإعلام الرسمية التي ظلت مرتبكة طوال فترة الإنقلاب العسكري الحالي، وأصبحت واقفة في منزلة بين المنزلتين بين النظام السابق وبين الجاهير الثائرة الداعية لإنجاز عملية التغيير الديمقراطي السلمي عبر حكومة مدنية كاملة السلطات.
*من ناحية أخري ظهر بعض رموز حزب المؤتمر الوطني بصورة سافرة وهم يطالبون بالإفراج عن قياداتهم التي قيل إنها معتقلة، وسط حراك مضاد محموم بمشاركة بعض رموز المجلس العسكري الإنتقالي لتعويم مطالب الثوار بالحديث عن أهمية إتاحة الفرصة لكل الأحزاب السياسية في تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة.
*القنوات الفضائية بدأت تستضيف بعض الشخصيات الموالية للنظام السابق للتشكيك في وحدة قوى الحرية والتغيير وتعزيز سلطة المجلس العسكري الإنتقالي، إضافة للتحركات المريبة مثل التي قامت بها قوات الدعم السريع لفض إعتصام الثوار من أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة لكنها فشلت وظل الثوار متمسكون بصمودهم إلى أن تتحق مطالبهم المشروعة.
*ليس من مصلحة السودان إستمرار حالة الإستقطاب المتعمد بين مؤسسات النظام السابق وجاهير الشعب الثائرة، ولابد من تكاتف الجهود وسط قوى وفعاليات الثوار لإستكمال عملية التغيير الديمقراطي بصورة سلمية.
*هذا يتطلب من قوى الحرية والتغيير التي إجتمعت بدار حزب الأمة سرعة الإتفاق على تشكيل الحكومة المدنية الإنتقالي بعيداً عن المخاصصة الحزبية والمناطقية ذات مهام إسعافية تهئ السودان للإنتقال السلمي للسلطة ديمقراطياً.