صديقي بقلم ماهر جعوان

صديقي بقلم ماهر جعوان


04-15-2019, 10:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1555365267&rn=0


Post: #1
Title: صديقي بقلم ماهر جعوان
Author: ماهر إبراهيم جعوان
Date: 04-15-2019, 10:54 PM

10:54 PM April, 15 2019

سودانيز اون لاين
ماهر إبراهيم جعوان-فلسطين
مكتبتى
رابط مختصر





الصداقة لا تعني حديث طويل ولقاء دائم بل رباط وثيق وتعارف نظيف وفكر رائد لا يقطعه زمن ولا تبدده أوهام ولا تلغيه مشاغل ولا تنفيه عوائق.

هي ما كان على طاعة (أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا) وإلا ضاعت الإخوة والألفة وفقدت الثقة وكمال الأخلاق.

الصداقة أخلاق ذات عيون ذات ملونة ترى الدنيا مبهجة رغم الألم تجعل القلب رقيق جميل صادق قادر على التحمل والصبر والعطاء بنقاء وإخلاص ويقين بالله.

نتعارف نتواصل نتقارب نتآلف نتآخى نتحاب نتصافح نتسامح نتصافى نتسامى نتغافر نسعد نفرح نبكي من شدة الفرح.

نتعاهد إخوتنا ونور طريقنا وشد أزرنا وتقوية عزائمنا وعلو همتنا ونذكر ربنا.

فلا يضر بعد المسافات متى تقاربت القلوب وتعارفت الأرواح وتواصلت بالدعاء والقلوب البيضاء النقية الطاهرة لا تغيرها كثرة الشرور.

إنمّا الرفاق للرفاق أوطان، يقيلون العثرات، ويغفرون الزلات، يحلون محلك إذا تغيبت، ويُحسنون بك الظنون.
يقول ابن حزم الأندلسي (من أحبَّك في عسرِك ويُسرك دون أن ينتَظر منك معروفاً

واحتمَلك في غضبِك وسرُورك دُون أن يُضمِر لك سوءا، فذلِك هو الصَّديق)

ويقول الرافعي (وَاعلمْ أنَّ الحبَّ ليسَ بأنْ يكونَ المحبوبُ بلاْ عيوبْ

وإنَّماْ الحبُّ أنْ يظلَّ المحبوبَ برغمَ عيوبِهِ .. محبوبْ )

فما بال القلب يحب أناس، يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم

يستبشر بقدومهم ويتألم لغيابهم، يأنس بأرواحهم يطمئن بكلماتهم

أرواحنا في أرواحهم متآلفة، أفكارنا متجانسة، ملامحنا متشابة

حبهم في الله رسالة، نرجوا لهم خيري الدنيا والآخرة

في القلب لا تمحى محبتهم، وفي الدعاء ذكرهم لا ينقطع

وجودهم بجوارك راحة وأمان،

لا تحتاج منهم شيء، وهم كذلك لا يحتاجون منك شيء

ولكن لا يطيب الوقت إلا بالإحساس بوجودهم

ربما لا تحادثهم ولكن تطمئن عليهم

من أثر أنفاسهم وأرواحهم التي ترفرف من حولك

هم بالقلب وإن كانوا لا يشعرون

تُجمعنا المبادئ والغايات والأهداف العظام

على التحاب في الله على غير أرحام بيننا

نبني حبا ربانيا تعجب منه الدنيا

قالوا كيف التقيتم قلنا الله جمعنا بلا ميعاد

قالوا كيف تآلفتم قلنا الله ألف بيننا دون عناء

قالوا ما غاية حبكم قلنا ظل الرحمن يوم التناد

فالصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين واليد

إذا تألمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد.

الصديق نقطة من السعادة في بحر من الهموم

شعاع نور في وسط الظلام، واحة غناء وظل ظليل بصحراء قاحلة

أمن وأمان في بحر متلاطم الأمواج، سبب للرضى وسط الضجر والمعاناة

أمل وعمل بوطن يرجوا النجاة، حب متواصل أجيال وراء أجيال

فالأصدقاء بصدقهم وليس بكثرتهم.

صديقي حبيب روحي نبراسٌ يضئ طريقي

ينشلني من بحور الهم والوهم والخذلان

يأخذني للتفاؤل والحب والإيمان

صديقي ملاذ أفكاري أنيس وحدتي

بلسم الجروح وهروب ذاتي وقت الضياع

علمتني العز والشموخ وجمال العقل والإحسان

روح طيبة طاهرة نقية كماء زمزم غسلا للأدران

دمتم بخير وعافية

دمتم لدعوتكم فداء

ولإخوانكم بلسم ودواء

ولأمتكم نبراس يضيء الحياة

ولأوطانكم حراس وحماة

ولأحبابكم قمرا منيرا وضياء

وسماء صافية ونقاء

وشمس دافئة مشرقة

وابتسامة تنير الحياة

دمتم رفقاء الدنيا والآخرة

يا أجمل عطايا السماء