(روشتة) علاج أوجاع الوطن .. !! بقلم هيثم الفضل

(روشتة) علاج أوجاع الوطن .. !! بقلم هيثم الفضل


04-15-2019, 05:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1555302441&rn=0


Post: #1
Title: (روشتة) علاج أوجاع الوطن .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 04-15-2019, 05:27 AM

05:27 AM April, 14 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الجريدة

سفينة بَـــوْح –



هذه الثورة غير قابلة (للشخصنة) ومحاولات البعض إتباعها لوجهة آيدلوجية مُعيَّنة ، لأنها (مؤسسة) تدافع إليها الشعب بكل مكوِّناته ، وأهم تلك المكوِّنات هم فئة الشباب الذين أكاد أُجزم أن أغلبهم بلا إنتماءات سياسية أو آيدلوجية ، وخيرُ دليلٌ على ذلك أن معظم مُحلِّلي ومُنَّظري النظام البائد وقفوا مندهشين من وجود أبناءهم في لُجة النضال والإصرار على إستكمال مسيرة الثورة إلى أن تنال مبتغاها ومطالبها المشروعة ، ولنتذكَّر حسين خوجلي بوق النظام وصداهُ الذي لم يهدأ حين هبَّت العاصفة عندما قال لمن إعتقد أنهم يديرون الثورة من خلف المناهج الآيدليوجية ( لن نترك لكم أبناءنا كي تقودوهم عنوةً إلى علمنة الدولة) ، وما درى حين قال ذلك أن الآيدلوجية السائدة آنذاك في عقول الشباب وقلوبهم الواعدة بالعطاء المستفيض للوطن لم تكن سوى معاناتهم من الجور والظلم وكبت الأفواه وسرقة الحقوق وتناقض واقع الأخلاقيات والقيَّم السامية ما بين الشعارات المرفوعة وبين ما يحدث في الواقع من فساد وإنحلال و(تحلُّل) .

هذه الثورة مؤسسة لا تُجدي معها محاولات التأثير (الشخصي) على روادها عبر نشر الفتن والتشكيك بُغية الوصول إلى شق الصفوف وتفرَّق الإعتصام ، والواضح أن الشائعات ضدها كل يوم لا تزيدها إلا قوةً وجسارةً وإمتداداً راسخاً على الأرض وفي القلوب ، وأهم ما يميَّز صفة التعاضد والتماسك التي سادت بين شبابها وشاباتها ، وهو أيضاً ما سبغ عليها صفة التفرد والإختلاف هو بإختصار (عدم الإتفاق الآيدلوجي المُسبق) ، كل ما أراده هؤلاء الذين يُنجزون للوطن مستقبله المُشرق ليس سوى الحرية والعدالة وإقامة دولة المؤسسات والقانون ، ولكن بعد نفض الأرض عن آفاتها القديمة وحرثها من جديد لتكون مستعدة للغرس والعطاء والإثمار .

ونقول للذين يشكِّكون في الثورة وفي قادتها ومشاعلها من الصامدين حتى الآن في أرض الكرامة والتحدي والتضحية ، أن إطمئنوا فأوان الإختلاف حول التفاصيل والإتجاهات قادمٌ لا محالة ، فهذه الثورة قامت لأجل تمجيد المباديء السامية لفقه الإختلاف عبر التنادي إلى الحوار الديموقراطي الحقيقي والجدل المصحوب بفضيلة إحترام (الآخر) والإعتراف به كسند أساسي وإستراتيجي لإحقاق الحق وإبطال الباطل لتظل المصلحة العامة للوطن والمواطن هي المقياس والميزان الذي يُحكم به على كافة الأفكار والأفعال ، هؤلاء الشباب والشابات الذين بذلوا الأرواح وذاقوا أنواع التعذيب والترهيب والتشريد المعنوي والمادي والثقافي ، فيهم من الوعي ما ينأى بهم عن الإلتفات إلى الخلف مرةً أخرى ، أو التراجع دون صرف كامل (روشتة) علاج أوجاع الوطن .