بلا رتوش.. بقلم خليل محمد سليمان

07:34 AM April, 14 2019

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

لا يمكن لهذه الثورة ان تحقق اهدافها دون تعافي المؤسسة العسكرية..

تقدير الموقف بالنسبة للإخوة المدنيين للنواحي الامنية ينقصه الوقوف الحقيقي علي احوال الجيش..

الحقيقة المرة المجردة التي يجب ان يعلمها الجميع ان السودان كدولة لا يمتلك جيشاً..

الإنقاذ فرغت الجيش وجعلت منه مباني وعمارات وضباط يعملون كموظفين في المكاتب بلا قوة حقيقية تفرض إرادة الشعب..

هناك امرين لترقي الضباط للرتب الكبيرة في القيادة والاركان..

*ان يكون إسلامي موثوق في ولائه..

*ان يكون ضعيف ينفذ ما يملى عليه..

الحقيقة الثانية المرة التي يجب علي الجميع معرفتها أن الذي رجح كفة الثورة هو إنحياز قوات الدعم السريع.. لو لا هذا الإنحياز المحمود في الوقت المناسب لخضنا في بحور من الدماء لا يعلم مداها إلا الله..

نعم تفاعل ضباط وضباط صف وجنود من الجيش السوداني وإنضموا للثوار ولكن في الحقيقة هم كانوا عبارة عن خدمات في البوابات والمراكز العسكرية..

للعلم في خلال عشر سنوات تم تسريح 150 مائة وخمسين الف من ضباط الصف والجنود في اكبر مذبحة للقوات المسلحة..

قدر الله بعدم حدوث اي مواجهة.. فكانت الغلبة ستكون عكس إرادة الجيش الذي لا يمتلك ايّ قوة حقيقية علي الارض..

تعقيد الوضع الامني وسرعة التعامل مع كل متطلبات الثورة يتطلب تعافي الجيش وبشكل سريع حتي يستعيد التوازن بشكل يضمن سيادته علي كل اوجه الامن..

للأسف الشديد وبلا محسنات اصبحت القوة الصلبة المنوط بها عبور السودان هذه المرحلة الحرجة هي مليشيات الدعم السريع.. والحقيقة التي يجب الوقوف عليها إن هذه القوة هي قبلية التكوين والنشأة ومعلوم للجميع كيفية وجودها وتداعياته..

لذلك ارى ان من موجبات التغيير ان لا يستمر هذا الوضع كثيراً لتلافي الخلل الكبير الذي اسس له النظام البائد..

عليه يجب علي الجميع السير في عملية هيكلة القوات المسلحة بالتوازي مع اي عمل سياسي تتطلبه المرحلة وذلك بتوفيق اوضاع كل المليشيات بما فيها الحركات المسلحة ضمن قوات مسلحة قومية ضمن برنامج الدمج والتسريح حسب المعايير التي يتوافق عليها الجميع..

بناء مؤسسة عسكرية بشكل مهني وقومي هو الضامن الوحيد لتصفية كل مؤسسات الدولة العميقة وتأسيس ارضية صلبة يقف عليها السودان كدولة حتي تستقر العملية السياسية وتفضي للحرية والديمقراطية المنشودة..

اخيراً من مصلحة التغيير يجب التنسيق والعمل مع كل كيانات الضباط المفصولين تعسفياً لإختيار قادة منهم وضمهم للمجلس العسكري الحالي حتي يحدث توازن يضمن السير الجاد في تعافي المؤسسة العسكرية..

خليل محمد سليمان..