عاد البشير وعادت كتائب علي عثمان ومسيرات التهريج! بقلم عثمان محمد حسن

01:58 PM April, 10 2019

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

* لماذا القيام بمسيرة سلطوية أصلاً؟

* عاد البشير إلى حضن المؤتمر الوطني بعد أن أحس بأن اعتماده على قيادات الجيش لن يوفر له الأمن المطلوب و لن يحميه من الثورة التي يشتد أوارها بزخم جماهيري تمدد و توسع و شمل كل السودان.. خاصة و أن بنعوف الذي عينه البشير نائباً أول له لم يقدر على كبح فورة شرفاء القوات المسلحة الذين وقفوا مع الثوار وفق ما تقتضيه واجباتهم الوطنية.. و لن يستطيع إيقاف المد الثوري الذي يعم المؤسسة العسكرية بجميع فروعها، تطلعا إلى عودة الجيش جيشا وطنيا كما كان..

* يئس البشير.. و عاد إلى (جحره).. و ترأس إجتماعا للمؤتمر الوطني.. و خرج الاجتماع بأول قرار تم بمقتضاه إطلاق يد كتائب علي عثمان لتفريق المعتصمين و إبعادهم من القيادة العامة، قبل بزوغ الفجر .. فتصدى لهم الجيش و دحرهم.. و نتج عن ذلك استشهاد بعض المعتصمين و بعض الجنود البواسل..

* و قد ألقى جنود القوات المسلحة الأشاوس القبض على مجموعة من الكتائب اعترفت بأنها تلقت تعليمات من علي عثمان لفض الاعتصام، حسب ما ذكرت صحيفة الراكوبة الالكترونية..

* هذا، و من ضمن (مخرجات) اجتماع حزب المؤتمر الوطني برئاسة البشير تسيير مسيرة (محشودة) بالترغيب و الترهيب يوم الخميس ١٠/٤/٢٠١٩..

* و سوف يبذلون الوعود و المغريات للبسطاء و يشحنونهم من المدن و القرى في الحافلات و اللواري كما حشروهم مرارا.. و يسوقونهم إلى مراكز التجمع و نقاط إنطلاق مسيرة التهريج..

* و سوف يحشدون العاملين بالمؤسسات العامة إجباريا كما ظلوا يفعلون منذ إنقلابهم المشئوم، مستغلين موارد الدولة في ترحيل العاملين إلى مراكز تجمع المسيرة.. و سوف يجبرون كل عامل و عاملة على التوقيع على دفتر الحضور الكائن عند باب ركوب السيارة..

* و من المفترض أن ينجح الترغيب و الترهيب كما خططوا له.. لكنهم وضعوا تمرد عدد كبير من العاملين الذين تقمصتهم روح الثورة في الحسبان.. فلم يسموا المسيرة ( مسيرة دعم البشير و رفع روحه المعنوية) مع أن قرائن الأشياء تقول أن ذلك هو الاسم اللائق بها..

* إنهم يخافون فشلها.. حتى لا يكشف فشلها عن مدى إنحطاط شعبية البشير التي يعلمون يقينا أنها في أسفل سافلين..

* و سوف تكون المسيرة شرعية حتى و إن تجاوزت الإجراءات (التعجيزية) التي يطلبون من المعارضة اتخاذها للقيام بالمسيرات..

* و سوف تحرسهم الشرطة و الأمن و يتم تسخير كل وسائل الإعلام الرسمية لأجلها.. و سوف يكون حمل الكاميرات التلفزيونية حصريا على الإعلام الرسمي، لا غير.. و من ثم يتم استخدام الفوتوشوب و توزيع صور المسيرة المليونية (الأكبر) على وسائل الإعلام العالمية المختلفة..

* لا نريد التحدث عن عودة البشير إلى المؤتمر الوطني بالطريقة التي عاد إليها.. فلسنا أغبياء لنصدق ما يقوله البشير حتى و إن صدق!!..

* بل نقول إن قيام مسيرة سلطوية بهذا الشكل تؤكد أن المؤتمر الوطني لا يعرف أنه أفقد صدقية أي حوار يدعو له بانحيازه الكامل للمؤتمر الوطني.. و تجييره قوانين النظام لمصلحة المؤتمر الوطني.. و كسره اللوائح حين يتطلب الأمر مصلحته هو شخصياً و مصلحة المؤتمر الوطني..

* ثم تأتي لتتحدث عن حوار و انتخابات حرة نزيهة وشفافة يا البشير؟!

* عليك أن تحترم عقلك، إن كنت لا يزال لديك عقل يميز!