العدالة في (توزيع) المرارات .. !! - بقلم هيثم الفضل

العدالة في (توزيع) المرارات .. !! - بقلم هيثم الفضل


04-07-2019, 06:16 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1554614174&rn=0


Post: #1
Title: العدالة في (توزيع) المرارات .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 04-07-2019, 06:16 AM

06:16 AM April, 07 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



أولى المبررات التي دعت (المُرجفون) من أبناء دائرة المعاناة اليومية ، للإحتجاج وإعلان الغضب الشارعي أنهم لا يجدون سبباً مُقنعاً لأن تكون هذه البلاد الرحيبة بخيراتها ومواردها وإمكانياتها الطبيعية والحيوية في مصاف الدول الأغنى والأعلى والأكثر إستقراراً من حيث الإمكانيات والمقدرات الإقتصادية ، سوى ما يشير إلى تكالب (جراد الفساد) الحكومي وما آزره من كتائب النفعيين على نهب وتبديد ثرواتها وإمكانياتها ، ثم يُضاف إلى ذلك سوء الإدارة الناتج عن عدم المقدرة والكفاءة والخبره بفعل ما أورثه التمكين السياسي في هياكل الخدمة المدنية من شلل ، عبر التعيين بالولاء السياسي وطرد وتشريد الكفاءات والخبرات ، التي باتوا اليوم يبحثون عنها في عصر (الأزمات) ، حيث تنضم إلى قائمتها (أزمة الكفاءات) مؤازرةً لأزمة السيولة النقدية وأزمة الوقود وغاز الطعام فضلاً عن أزمة الضمير الحيّْ.

وثاني مبررات الغضب والإحتجاج والرفض الذي إنتظم الشارع السوداني ، هي أن هذا الفقر وهذه المعاناة وما يصاحبهما من ظلامية في مستقبل الفرد والأسرة والجماعة ليست حالةً (عامة) حتى يتقبَّلها البُسطاء والشرفاء من أبناء الشعب السوداني من باب (موت الجماعة عِرِس) ، عبر ما يمكن أن يُطِلُ في ذلك من فضيلة المساواة والعدالة في المثول أمام الأزمات والشرور التي لا (تُفرِّق) بين هذا وذاك من البشر ، غير أن الواقع أثبت للناس أن هناك فئةً معزولة بسياجٍ واقٍ من هذا الواقع المرير وتقبع في (كبسولةٍ) مُغلقة تقيها التعامل مع مرارات الحياة في السودان وتجعلها خارج دائرة (الإحساس) بالضيم والعجز ، فأرباب النظام الحاكم ومن يلتفون حوله من أهل المنفعة الشخصية ، ما زالوا يغوصون في الملذات والمُتع الدنيوية حتى آذانهم ويبنون الشواهق ويمتطون الفارهات ويستثمرون في أقاصي البحار بالعملات الصعبة ويتزوجون مثنىً وثلاث ورُباع ويُمهرون النساء ذهباً وزمُرداً ولآلئاً تُكال بأوزان البشر ولا عزاء للمواطن والوطن .

أما ثالث مبررات إنزعاج الناس وضجرهم وشعورهم بأن أوان التغيير قد حان ، هو أن لا حلول تبدو في الأفق ، خصوصاً بعد الإحباط الكبير الذي سبَّبه إعلان حكومة إيلا الأخيرة ، والتي في نهاية الأمر لم تترك تقريباً أحداً من السابقين الذين حكم عليهم الشعب بالفشل إلا وإستوزرته تحت شعار (إستقطاب الكفاءات) ، ثم أمعن النظام في إثبات وإعلان خلو وفاضه في رفد المناصب الخالية بعد حل حكومة معتز موسى إلا من (جُراب) منسوبي حزب المؤتمر الوطني الذي وعلى ما يبدو يُصعُب في وجوده (الوقوف على مسافةٍ واحدة من الجميع) ، إعلان الحكومة الأخيرة كان سبباً ومبرِّراً منطقياً جعل أغلب (الحالمين) من الذين كانوا يؤملِّون في تغيير يأتي من داخل النظام يكفيهم مشقة الخروج والرفض العلني ، يحسمون موقفهم ويتأكَّدون بأن لا أمل في (رؤيةٍ) واضحة إذا ما جُنَّ الظلام بغير إشراق شمس الصباح الفاضحة.