أبهة المعابد - استدعاء الخشوع الهندسي بقلم د.أمل الكردفاني

10:53 PM April, 04 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

في استنبول .. كنيسة آية صوفيا بناها جوستنيان تخليدا لحبيبته ثيودورا..
ثيودورا اساسا كانت فتاة مغربية رائعة الجمال تنقلت بين كبار الشخصيات كمحظية حتى وصلت لجوستنيان.. فطلب من عمه الامبراطور تعديل قانون الامبراطورية الرومانية ليسمح له بالزواج بها.
غزا المسلمون كونستنتنبول (القسطنطينية سابقا واستانبول حاليا نسبة للامبراطور قسطنطين الذي حول روما الى امبراطورية مسيحية بدلا عن وثنيتها لاهداف سياسية محضة).. دخل المسلمون واحتلوا الكنيسة ودمروا التماثيل وحكوا الرسومات فوق سقوفها وشوهوها تشويها عظيما ... ثم حولوها مسجدا. وعندما دخلت اليه وجدت الكاسيات العاريات يتجولن داخل المسجد ولم يكن هناك احد يصلي لا مسيحي ولا مسلم....لكن كان هناك فقط تاريخ عظيم لصراع الخزعبلات المعشعشة في ادمغة البشرية. وهناك معبد اخر اعتقد للسيخ وهو معبد ذهبي عجيب جدا... قمة في الاناقة والابهة.
ربما المعبد الوحيد الاقل بهرجا هو الكعبة حيث ليست سوى بناء مكعب الشكل وليس في داخله اي شيء .. ولكن المسلمين يتبركون بها تبركا عظيما .. وهناك حائط المبكى اليهودي الذي بنوه كرمز للهيكل ثم قدسوه كحقيقة وهو حائط شديد القبح وبين ثقوبه يضعون رسائل الى يهوه (الرب او الله)... واعتقد ان الرسائل تتضمن مطالب بفك سحر او تزويج بحبيبة او شفاء من مرض او حتى دعاء بانتصار اسرائيل في معركة الهمرجدون الكبرى اخر الزمان.
وفي مصر كان الفاطميون على وجه التحديد يواجهون الازمات الاقتصادية وامتعاض الشعب عبر الاعلان عن قدوم جثة لاحد الصالحين ويتم بناء مسجد ضخم وتوضع به جثة قد تكون لمتسول مات من البرد والجوع ويتم عمل ضريح لها داخل المسجد وهكذا ينسى الشعب كرهه للفاطميين ويبكي بكاء مريرا على الاولياء الصالحين ويدعوهم لاصلاح معاشهم. ولذلك هناك حتى اليوم قرابة ستة رؤوس للحسين بن علي في سوريا والعراق ومصر .. دة راس دة ولا قنبلة انشطارية.

لطالما تساءلت و ظللت أتساءل، لماذا يصر المتأسلمون على دمغ الدين الإسلام بكل ما هو قبيح و مشين مثل القتل و الجلد و رفض الفنون و الإبداع و في المقابل فهم يهوون الأذى و الألم و الحرمان و الجفاف و الجلافة فيما أن فطرة بني البشر تمضي نحو الرقي و التحضر جيل وراء جيل و ينمو عقل الإنسان و يتطور و يصبح محبا للجمال و الفن و الإبداع و نبذ العنف و القبح حتى أن قانون الإنتخاب الطبيعي يميل إلى إختيار الأفضل و الأجمل و الأصلح و الأقوى، و تصدمك الدهشة عندما تعرف أن بعض شيوخ الضلال يحرمون الإبداع و يلعنون الفن و يعشقون العيش في ظلام دامس لا آخر له، فيا ترى أين الخطأ بالله عليكم؟؟!!.