Post: #1
Title: جحيم السراب !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-13-2019, 12:37 PM
Parent: #0
12:37 PM March, 13 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
> كان حدثاً غير عادي بمحيطنا المدرسي.. > وربما غير المدرسي أيضاً... ولكني أحكي عن الذي عايشته.. > أو ربما كانت لحظة تستحق تحليلاً نفسياً بما فضحت من مكبوتات دفينة.. > فضحتها غصباً... أو عمداً... أو صدفةً... أو لا شعورياً.. > وكان من بين المفضوحين ثلاثة من الذين كلفوا بمهمة ضمي إلى تيارهم السياسي.. > فقد كانوا الأكثر حرصاً على تكرار مشاهدة (السراب).. > والأشد إعجاباً ببطلة الفيلم ماجدة الصباحي لدرجة التعبير عن (خوفهم عليها).. > وهو خوف لو سمعت به لضحكت بقدر بكائها من (الحرمان).. > ولقي الفيلم رواجاً في المدينة... وقراها... وضواحيها، وفي مدرستنا.. > وفي مدرسة أخرى تزامن مع عرض الفيلم شيء عجيب.. > شيء لو وقف عليه نجيب محفوظ لاستلهم منه مادة نفسية لفيلم مشابه آخر.. > لا نجيب دارس الفلسفة وحده... وإنما دارسو علم النفس كذلك.. > لاستلهموا منه ما يعضد نظريات لديهم... أو يرفدهم بنظرية جديدة.. > وكان لهذه المدرسة مسرح كالذي بمدرستنا... ولكنه (حي).. > فرغم أن مدرستنا هي الأفضل - أثاثاً ورئيا - إلا أن مسرحها (ميت).. > وعلى مسرح تلكم المدرسة تمخطرت حسناء ذات ليلة.. > كانت بطلة المسرحية، فسلبت العقول... والقلوب... والنفوس.. > تماماً كحال الدلوعة ماجدة الصباحي.. > أو ما هو مخبوء داخل هذه النفوس... وكامن في ما وراء العقول.. > في العقل الباطن الذي هو مستودع (المخلفات).. > مخلفات التجارب الإنسانية غير المرغوب فيها... كما في حالة بطل السراب.. > وكما في حالة الذين تعاطوا مع بطلة المسرحية (حالة كونها ذكراً).. > وكما في حالة الكثيرين من (مرتادي) السراب منا.. > فبطل السراب - نور الشريف - كان أسير حياة (سرية)... تحفها الخطيئة.. > فلما جاء أوان الحياة (العلنية) أصابه العجز.. > ولم تجن منه عروسه سوى السراب، بعد طول ترقب... ولهفة... وانتظار.. > وبطل مسرحيتنا دفع ثمن وضعيته الأسرية (وسط البنات).. > ثمن (تدليله) كفتاة بين شقيقاته الخمس... وثمن مبالغته هو نفسه في الدلال.. > ولا أقول ثمن ملاحته التي هي نعمة من الله.. > وعانى بعد ذلك مع مجتمعه المدرسي مثل معاناة بطل السراب مع عروسه.. > بل لعله عاش تجربة معاناته ذاتها عند زواجه.. > وكثير من أبناء دفعتنا كان السراب سبباً في اكتشافهم المخبوء في دواخلهم.. > اكتشافه في الوقت المناسب... قبل حلول أوان (المحك).. > وتفاوت المخبوء ما بين لهو مع (مساكنة)... واطمئنان لخادمة... واستئناس بوافدة.. > وكل ذلك تحت سمع - وبصر - أسر لا ترى في الأمر بأساً.. > لا تراه بعين نجيب محفوظ الفلسفية... ولا عين سيغموند فرويد التحليلية.. > فمعظم نار نفسيات الكبر من مستصغر شرر الصغر.. > ومنها (جحيم السراب !!).
alintibaha
|
|