مناصحات ليس إلا .. !! - بقلم هيثم الفضل

مناصحات ليس إلا .. !! - بقلم هيثم الفضل


03-12-2019, 05:14 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1552364095&rn=0


Post: #1
Title: مناصحات ليس إلا .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 03-12-2019, 05:14 AM

05:14 AM March, 11 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



من كثرة ما أزجيتُ من نصائح فقد أصابني الحياء من الكِبر وأنا أكثر الناس نقائصاً وإحتياجاً لناصح ، ولكن يبدو أن حال (الإعوجاج) العام الذي أصاب البلاد والعباد جرّاء عقودٍ من الفساد المُقنَّن وترجُّل أهل الفضل والخبرة والحكمة عن زمام القيادة في كافة الإتجاهات كان له الأثر الكبير فيما ما نعانيه اليوم من (سقوط) أخلاقي وقيَّمي في شتى مناحي الحياة ، وللحقيقة يجب القول بلا تردُّد أن الفساد وغياب مؤسسية الدولة وإنخراط خُدام المصلحة العامة المُستأمنين في غياهب اللهث والمثابرة الهادرة تجاه تحقيق مصالحهم الذاتية ، لا يمكن في نهاية الأمر إلا وأن يضع في مقدمة وقيادة كل القطاعات إلا من رحمها ربي سوى أنصاف الكفاءات وأقل ابناء جيلهم عطاءاً وقُدرة ً ، يؤيّد ذلك ما أعمله قانون الصالح العام وفقه التمكين الكيزاني في طرد خيرة كفاءات هذه البلاد وكوادرها البشرية المُشرَّدة في أصقاع الأرض تبني وتُعمِّر في بلاد الآخرين ونحن وبلادنا ما زلنا نقف على مستنقع التخلُّف والإنكفاء على شرور الفقر والمرض والعجز وظلامية المستقبل .

أما نصيحة اليوم فهي موجهة للذين ما زالوا يستمسكون (بالعنت) المستدام الناتج عن الإصرار المستميت على حكم هذه البلاد من منظور آحادية الفكرة والمنهج والمصالح ، وبعيداً عن ما يمكن أن يُشكِّل بصيصاً من أمل في إتجاه الإنحياز إلى مبدأ الإعتراف بالآخر وبحقه في التعبير عن ذاته وآماله وما يتمنى لمستقبله ومستقبل بلاده ، ننصحهم وهم يفتحون آفاق دفاعاتهم الأمنية في وجه الثوار بأمر قوانين الطواريء والتي هي دائماً قابلة للتعديل والتطوير بما تستدعيه الأحوال المُتغيَّرة ، أن أمر إباحة الدخول على الناس في بيوتهم ومخادعهم تحت أيي مبرَّر هو غير مقبول بصفتيه الشرعية والأخلاقية معاً ، أما بالنسبة لخصوصية الشخصية السودانية وعاداتها وتقاليدها موروثاتها الراسخة في هذا المجال (مجال التعرُّض للتعدي على الحرمات وكشف عورات النساء في خدورهن) ، فإن الأمر يُنذر بإمكانية حدوث كارثة عاجلاً أم آجلاً ، أخشى أن يحدث ما لا يُحمد عُقباه وتطالعنا الأخبار أن هناك من سُفكت دماءه أو تعرَّض للأذى الجسيم من الطرفين (المأمورين والضحايا) ، إنهم حين يفعلون ذلك ربما لا يدور بخلدهم ما يمكن أن تفعله أفاعيل الغيرة والشعور بالدونية والإحتقار والعار الذي وحسب وجهة نظري إذا جاش بدواخل سوداني أصيل و(قلبو حار) ، حينها لا يمكن لكل قوانين الطبيعة ومبرِّرات التعقُّل أن تُثنيه عن الإنتقام ، يا أهل السلطان إدرءوا الفتنة بالتروي في قراءة مميزات وخصائص الشخصية السودانية ، لعلكم تهتدون .