إعادة قراءة التأريخ لماذا ؟ بقلم نورالدين مدني

إعادة قراءة التأريخ لماذا ؟ بقلم نورالدين مدني


03-03-2019, 11:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1551653024&rn=0


Post: #1
Title: إعادة قراءة التأريخ لماذا ؟ بقلم نورالدين مدني
Author: نور الدين مدني
Date: 03-03-2019, 11:43 PM

10:43 PM March, 03 2019

سودانيز اون لاين
نور الدين مدني-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر




كلام الناس


*بعث لي الأستاذ أحمد الأمين أبو سهم نسخة من كتابه"المشير جعفر إنميري .. تأريخ له معاني ودلالات" الصادر عن الدار البيضاء عام 2018م على عنواني في ميريلاندز بأستراليا.
*حشد المؤلف الكثير من الجوانب الإيجابية لحكم الرئيس الأسبق نميري وتجاهل السلبيات ونقاط الضعف، إلا أنه قدم قراءة مختلفة حول حقبة تأريخية مختلف عليها في تأريخ السودان.
*إعتمد المؤلف على إفادات وشهادات عدد من الصحافيين والكتاب وبعض الشخصيات المجايلة لهذه الفترة، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر محمد سعيد محمد الحسن وعبداللطيف البوني وجمال عنقرة واللواء"م"محي الدين محمد علي وربيع حامد ومالك محمد طه.
الكتاب حافل بالشهادات التي تتحدث عن الإنجازات التنموية والمشروعات الثقافية والفنية والسياسية مثل إنجاز إتفاقية أديس أببا1972م التي حققت السلام في جنوب السودان لفترة عشر سنوات.
*كذلك ذكر المؤلف مظاهر تحسن علاقات السودان الخارجية في الحقبة المايوية و كيف كان الرئيس الراحل جعفر نميري بطل ملحمة إخراج ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينة التي إشتهرت ب"أيلول الأسود".
*أورد المؤلف ما كتبته في"كلام الناس" بصحيفة "السوداني" عن كتابه "إتفاقية أديس أببا عام 1972م بين براءة نميري وإدانته" بعنوان" إتفاقية أديس من أجهضها" ذكرت فيه أنه سبق واهداني ثلاثة من كتبه من بينها هذا الكتاب، وضحت فيه أنني فضلت الكتابة عن إتفاقية أديس لأنني مازلت مهموماً بوحدة السودان، ولأن إتفاقيات السلام كلها تحتاج لمراجعات مهمة للأخذ بالإيجابي وتجنب السلبي فيها.
*ذكرت أيضاً في "كلام الناس"ان مؤلف الكتاب أحمد الامين أبان بأن من خرج على إتفاقية السلام في الجنوب هم قادة الجنوب في مجلس الشعب الإقليمي الذين تبنوا قرار تقسيم الجنوب بعد تفاقم الخلافات القبلية بينهم، وليس جعفر نميري.
*أعود لكتاب المشير جعفر نميري .. تأريخ له معاني ودلالات لأورد جوانب أخرى من المواقف والسياسات التي ميزت الحقبة المايوية مثل الحفاظ عى قومية قوات الشعب المسلحة وتأسيس الأكاديمة العسكرية العليا وإختيار الكفاءات من التكنوقراط في الوزارات والمناصب الدستورية ووضع الرجل الناسب في المكان المناسب
*قد تكون شهادتي وكتابتي عن هذا الكتاب مجروحة لأنني عملت في العهد المايوي قرابة العشر سنوات منذ ان تفرغت للعمل الصحفي محترفاً، لكنني أترك الحكم على ذلك للتأريخ المسجل وللقراء الذين ظلوا يتابعون كتاباتي منذ أن بدأت أكتب عمود"كلام الناس" وحتى الان.

الأهم في رأيي تأكيد أننا في حاجة ماسة إلى إعادة قراءة المراحل المختلفة في تأريخ السودان بموضوعية وتجرد بعيداً عن تعميم الأحكام أو الإنحياز السلبي، خاصة في هذه المرحلة المفصلية من مسيرة السودان السياسية التي نحتاج فيها لإستلهام تجارب الماضي والإستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها في مستقبل حكم السودان.