أمريكا البشير والمحكمة الجنائية (عدالة مطرية) بقلم د.أمل الكردفاني

أمريكا البشير والمحكمة الجنائية (عدالة مطرية) بقلم د.أمل الكردفاني


02-22-2019, 05:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1550852900&rn=2


Post: #1
Title: أمريكا البشير والمحكمة الجنائية (عدالة مطرية) بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-22-2019, 05:28 PM
Parent: #0

04:28 PM February, 22 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




ما نقلته قناة ال BBC حول عرض أمريكي للبشير بتعليق المحاكمة لمدة سنة قابلة للتجديد أثار ضحك وسخرية الكثيرين ممن يشتغلون بمهنة القانون. فلأول مرة تمارس عدالة (موسمية) في العالم.
لم أسمع طيلة عقود وعيي بالقانون عن عدالة كالزراعة المطرية ؛ يتم تعليقها سنة وبحسب المناخ اللاحق تطبق أو لا تطبق...
لكن هذا ليس بجديد على التعامل الأمريكي العنجهي مع العدالة ؛ فأمريكا كيان نشأ لتقويض ما حوله وتدميره بأقذر سياسات لا يمكن أن يتخيلها المرء.
ودعونا نعود إلى عام 2005م حينما تم اعلان قيام المحكمة بالتحقيقات حول جرائم حرب بدارفور ؛ هنا سأورد نقطتين مركزيتين:
النقطة الأولى: أن الولايات المتحدة رفضت التوقيع على الاتفاقية المنشئة للمحكمة ؛ حماية لجنودها في أفغانستان والعراق وباقي دول العالم من جهة ، والأهم حماية لإسرائيل.
النقطة الأهم: رغم ذلك جرت مفاوضات مع المحكمة الجنائية الدولية لاستثناء المواطنين الأمريكيين من الملاحقة الجنائية فيما يتعلق بدارفور.
ما أثار انتباهي في ذلك الوقت ليس العدالة الانتقائية ؛ فحتى محاكم طوكيو ونورمبرج لم تخلو من الانتقائية ، ولكن ما أثار انتباهي هو أن هناك أمريكيون متورطون في جرائم الحرب في دارفور.
فمن هم؟
لا زال هذا السؤال يدق داخل جمجمتي فيصدعها ، ولا زالت الاجابة محتجبة خجلى من التعري والانكشاف.
هل هم المتأسلمون من حملة الجنسيات الأمريكية داخل النظام وتحت يد البشير؟
أم هم خبراء سريون تعاونوا مع البشير في شن تلك الحرب؟
فأمريكا لا تصرف وقتا وجهدا من أجل التفاوض على (لا شيء) ، أمريكا تتحرك بناء على معلومات وبناء على أهداف تتسم أولا بالواقعية وثانيا بالبراغماتية.
فمن هؤلاء الأمريكيون الذي تفاوضت أمريكا من أجلهم ، ولماذا لم تتم أي إشارة لهم من قبل النظام؟
هل هم أشباح؟
قلت دائما أن حياتنا كبشر هي سلسلة متتابعة ومتلاحمة من الوقائع الذرية والكبرى ؛ وأن أقل غموض يعني مباشرة وجود حلقة مفقودة من حلقات تلك السلسلة.
عودة للعرض الأمريكي:
العرض الأمريكي بالتأكيد لن يجد أي قبول من البشير ؛ ومع ذلك قدمته أمريكا ؛ فلماذا تطرح عرضا لن يقبل؟
"على صدام حسين أن يسلم نفسه خلال 48 ساعة وإلا فسنشن الحرب على العراق"
هكذا خرج جورج دبليو بوش الابن وصرح بذلك تصريحا مقتضبا.
وانتظر العالم الأحمق ما ستسفر عنه الساعات القادمة.
عندما تطرح أمريكا عروضا مستحيلة فهي إذن تمهد لعدة تغييرات قادمة في سياستها ؛ مع ذلك دعونا ننظر اولا للإطار الزمني الذي قد يبلغ به العرض نهايته.
- فمن ناحية ووفقا للقانون الدولي جاء العرض الأمريكي ليس كعرض فردي بل تحت مظلة مجلس الأمن كما توقع صاحب التصريح لقناة BBC ، وبالتالي فالعرض نفسه في طور التجهيز داخل أروقة مجلس الأمن ؛ مع إشارة هامة بأن الصين وروسيا لديهما موافقة على مشروع هذا العرض.
إذن فالبشير لا أمل له في إيجاد مناهضين للقرار داخل مجلس الأمن.
- العرض الزمني سيتم طرحه على مجلس الأمن الدولي وهذا قد يأخذ عدة جلسات متفرقة ، وإلى حين البت في أمره ستمر حوالى ستة أشهر على الأقل قبل وضعه موضع التنفيذ إن لم يجد أي مقاومة من قوة دولية ذات ثقل.
- أمريكا ترسل رسالة مهمة جدا إلى مواطنيها من حملة الجنسية الأمريكية بأن اللعبة ستنتهي عما قريب وأنها ستقدم البشير ككبش فداء يرضي ذبحه كل الأطراف سواء المعارضة أم القوى المسلحة.
- أن قصر التضحية على البشير وحده يعني أن الساحة السياسية المستقبلية -مابعد البشير- ستشهد مشاركة فاعلة للحركة الإسلاموية.
في ذات عام 2005 وإبان توقيع اتفاقية نيفاشا بين علي عثمان وجون قرنق...ورد خبر إخباري لم يتجاوز بضعة كلمات ؛ لكنه لفت انتباهي بشدة. فجورج بوش الابن اجرى -بعد توقيع الاتفاقية مباشرة- اتصالا بشخصيتين فقط.
الشخصية الأولى هي جون قرنق..
فمن كانت الشخصية الثانية؟
ليس علي عثمان وبالتأكيد ليس البشير.
بل كان الاتصال بشخصية تم اقصاؤها من السلطة قبل أعوام بحيث لم تعد -في ظاهر الأمر- ذات شوكة ؛ وهي الترابي.
أجرى بوش الصغير اتصالا (مباشرا) بالترابي هنأه فيه على توقيع الاتفاقية.
هل الحلقات تتسلسل بشكل منطقي؟
طبعا لا...
ولنعد إلى باقي الموضوع وهو عرض أمريكا بتعليق المحاكمة لمدة سنة فقط يمكن بعدها أن تمدد او لا تمدد مقابل تنحي البشير.
في الواقع عندما كتبت مبادرتي حول اتفاق بين القوى السياسية والبشير على تنحيه مقابل ضمان بعدم المحاكمة ؛ ثار الناس وهاجوا وماجوا... رغم أن هذا الخيار هو الأكثر قدرة على معاقبة المئات من القتلة والفاسدين مقابل افلات شخص واحد من العقاب.
تنبيه:
- ما سيحدث هو أن البشير ستتم محاكمته أو التضحية به وهكذا تظل منظومة الحركة الإسلامية كلها فاعلة ومشتغلة.
مبادرتي كانت ستؤدي للعكس تماما ؛ فسيفلت شخص واحد هو البشير (الرجل العجوز الذي يدلف الى الثمانين) مقابل انهاء منظومة كاملة.
دعنا نرى في المقابل ردود فعل قوى دارفور:
قوى دارفور رفضت العرض الامريكي من زاوية أنه سيؤدي لافلات البشير من العقاب. لكن نفس هذه القوى نسيت أنها بذلك ستمنح منظومة الاسلامويين مزيدا من البنزين لمحركات وجودها المستقبلي.
ذات الرؤية القاصرة:
في تظاهرة الخميس تم اعلان مشاركة قيادات من الحركات الاسلاموية في التظاهر. وأن تجمع المهنيين قبل بذلك.
وقبلها أخذ الاعلام يمجد خروج أبناء بعض الإسلاميين في ذات التظاهرات والهندي عز الدين منح الضوء والورق الأخضر ليسلط ضوءا كثيفا حول هذا الأمر في الصحف التي تتم مراقبة كل ما ينشر فيها من قبل جهاز الأمن.
هل فهمتم شيئا؟
أمريكا تعيد رسم مستقبل العمل السياسي في السودان بذات أحجار الشطرنج القديمة. تحمي حلفاءها في الداخل من المساءلة الجنائية ، وكما أجرت اتفاقا مع أوكامبو لتجنبيهم التعرض لخطر الملاحقة الجنائية.. سوف تمنح ذات الحماية لهم اليوم وغدا ... وستذر الرماد على العيون... وسيكون رماد جثة رجل واحد...
سيصلب كالمسيح..

Post: #2
Title: Re: أمريكا البشير والمحكمة الجنائية (عدالة مط
Author: Saeed Mohammed Adnan
Date: 02-23-2019, 04:07 PM
Parent: #1

أتمنى لو يتفضل الكاتب بالبعد عن الأخبار المضللة (Fake News)
بما أنك تقول أنك قانوني فأتمنى لو تتحرى الأخطاء التشريعية التي طالت مقالك، في لا شئ خلاف كيل التهم لأمريكا، ليس كدولة، ولكن كرمز من رموز النظام العالمي
هل تعتقد هذا ما تحتاجه الثورة في هذه المرحلة؟ ألا ترى أنك أوقعت نفسك في نفس الدرك الذي وقعت فيه الإنقاذ: بوقوفها في وجه الحرية والديمقراطية مما جعلهم rogue، وصار السودان دولة ساقطة بعد دولة الجنوب والصومال؟
رجاء التروي في الحكي، خاصة في هذه المرحلة
وشكراً