للجميع بدون فرز .. !! بقلم هيثم الفضل

للجميع بدون فرز .. !! بقلم هيثم الفضل


02-20-2019, 05:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1550638222&rn=0


Post: #1
Title: للجميع بدون فرز .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 02-20-2019, 05:50 AM

04:50 AM February, 19 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر





سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة


أستطيع أن أتفَّهم السعي الحثيث لحكومة المؤتمر الوطني وكثيرٌ من أجهزة إعلامها الموالية نحو معرفة هويات قادة وتكوينات تجمع المهنيين ، وطبعاً الأسباب معروفة فعلى مستوى (حُسن النوايا) فإن معرفتهم بالنسبة للحكومة يمكن إستثمارها في نطاق إمكانية التفاوض والحوار والمساومة حسب ما عهدناه من (سخاء) تميزت به حكومة المؤتمر الوطني فيما يتعلَّق بفقه المحاصصة ، أما على مستوى (سوء النوايا) فإن الإطلاع على معلومات الشخوص الذين يقودون تجمع المهنيين يمكن أن تستثمره الحكومه في إتجاه إعتقالهم وقمعهمم ومنعهم من مواصلة إدارة الثورة الشارعية ، فضلاً عن الحصول على معلومات كثيفة حول هوية الداعمين الداخليين والخارجيين لمنظومة التجمع ، أما ما لا أفهمه البته هو إنجرافُ الكثيرين من المؤيدين لحركة التغيير وتنحي النظام عن المشهد السياسي وتطلعهم بنفس درجة تطلع الحكومة للتعرُف على هويات قيادة تجمع المهنيين ، ومن وجهة نظري إن هذا الإنجراف وعلى الأقل في المرحلة الحالية من عمر الحراك االشعبي لا يفيد ُشيئاً في مسيرة التغيير والتي يجب أن تكون الهدف الأول والأسمى في الوضع الراهن ، ما يهم في الأمر أن قيادة تجمع المهنيين قد أثبتت جدارتها وقدرتها على التأثير الشارعي والتخطيط المعقول لمجريات الحراك رغم العوائق والعقبات التي لا تُحصى ولا تُعد ، فقبل زمانٍ ليس بعيد لم نكن نحلم أن تتطوَّر حالة (الأنين) الخافت لهذا الشعب الصابر إلى مجاهرة تُسمع صوتها القريب والداني وما تركته هذه الصرخة من آثار مُبهرة ومُلفته على مستوى زعزعة أمن النظام وتغيير مسارات مخططاته الإستراتيجية وتحوُّل لغة خطابه تجاه الآخر هذا فضلاً عن ما تم إنتاجه من زخم إعلامي عن الثورة وقضايا الوطن والمواطن عبر وسائل التواصل الإجتماعي والمستويات العاليه لتأثيره على الرأي العام الإقليمي والعالمي ، إن مبدأ التمحيص في هوية من يقودون ثورةً تحمل في محتواها معانٍ عميقة يتفق حولها الجميع إلا من حاد عن موالاة المصلحة العامة وإنحرف نحو تحقيق مصالحه الشخصية ، هي وعلى الأقل في مراحلها الحالية لا يضير ما يناصرها إنتماء أيي من قوادها لأي تنظيم سياسي أو وجهة فكرية لا تتوافق مع توجهاته أو آرائه ، أيها الثوار الأبرار هذا ليس أوانُ التمحيص في هوياتنا السياسية والفكرية ، بل هو أوان التكاتف والتعاضد والتناصر من أجل إيصال هذه االبلاد إلى بر الأمان وتحقيق دولة المؤسسات والعدالة والحرية ، أما الفيصل في إختلافاتنا الفرعية فلا ترياق لهُ غير صناديق الإقتراع وقناعاتنا االفكرية وما تتبنَّاه من برامج تقدمها االمنافسة الديموقراطية ، بلا إقصاء ولا تزوير ولا محاصصة ، حينها سيكون لكل مقامٍ مقال ولكل حادثةٍ حديث ، الآن لا فلااح إلا بتكاتفنا حول ما إتفقنا عليه مبدئياً والمتمثل في ضرورة إستعادة دولة االمؤسسات والقانون والحرية والعدالة للجميع بدون فرز.