ألا هل يتفكَّرون ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

ألا هل يتفكَّرون ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل


02-17-2019, 09:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1550391833&rn=0


Post: #1
Title: ألا هل يتفكَّرون ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 02-17-2019, 09:23 AM

08:23 AM February, 17 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



للذين يودون إستبصاراً للحد الذي فاتنا به تاريخ الحضارة و ثقافة الأمانه و النزاهة و غيرها من الأخلاقيات الإنسانية التي إتفق عليها البشر منذ أمد بعيد عبر التفكُر و الأديان و التلاقح الإجتماعي التجاربي أبثُ إليكم خبراً مقتضباً نشرته معظم الصحف البريطانية الصادرة منتصف الإسبوع الماضي و تناقلته نوافذ التواصل الإلكتروني عبر الأثير مترجماً ، مفاده أن شرطة سكك حديد لندن إلقت القبض على المواطن ستيف فولدر الذي يعمل موظفاً بديوانية مقاطعة لندن الإدارية بتهمة سرقة و تبديد المال العام تحت طائلة قيامه بشحن هاتفه الجوال في مقبس كهربائي داخل القطار ، و قد تم تحويل أوراقه القانونية للمحكمة التي وجهت له إنذاراً كتابياً و حكمت عليه بغرامة توبيخية و إعتبرت أن حيثيات المحاضر الشرطية التي عرضت الحالة مسوغة قانونياً و أن ما قام به ستيف يعتبر إحتيالاً و إختلاساً للمال العام .. إنتهى الخبر .. و عليه وجب علينا و نحن على ما فيه الآن من حالة إستباحة غير مسبوقه للمال العام لكل من هب و دب و كل من وجد فرصة أن نعي أن التخلف الحضاري و الثقافي يرتبط علواً و هبوطاً بمستوى الإنفراط الأخلاقي و الإنهيار القيِّمي ، فكلما زاد معدل الفقر و تدهور إقتصاد الدولة كلما إرتفعت نسبة الإعتداء على المال العام و ممتلكات الدولة ، سواء أن كان ذلك نقداً مباشراً أو تحايلاً بواسطة إستغلال الأدوات العامة للدولة و التي هي في واقع الأمر ملك جماعي للمجتمع بما في ذلك أمر تخطيط وتيسير الحصول على المصالح الشخصية و ذلك إما بإستغلال النفوذ و السلطة و التفويض الإداري أو بالتحايل عن طريق التزوير و تحوير اللوائح و القوانين بما يتناسب و تجارة الحصول على أموال و إمتيازات غير مدرجة في مواصفات الوظيفة المعنية ، و الغريب في الأمر ما زال قومٌ من رهطنا يوصمون الحضارة الغربية بأقسى أنواع الذم الأخلاقي رغم أنهم تفوقوا علينا نحن المسلمين في تحقيق تعاليم ديننا الحنيف خصوصاً فيما يتعلق بالصدق و الأمانه و النزاهة و إحترام الآخر و إيتاء كل ذي حق حقه ، ليتبدى لنا ( أخيراً ) و ليس آخراً ، أن النماء الإقتصادي بشقيه الإقتصادي و الصناعي و كذلك التطور على مستوى المعرفة و التجربة السياسية للمجتمعات فضلاً عن تنامي و حيوية حركة الثقافة و الفنون و الآداب لكافة الشعوب لا يمكن أن تبلغ حدودها المُثلى و غاياتها السامية و تؤتي أُكلها ( دون ) .. أن يكون هناك تواجداً واضحاً و بيِّناً لأبجديات القيِّم الأخلاقية التي إتفق حولها البشر و في مقدمتها الأمانة و نزاهة اليد و الشفافية و العدالة في توزيع الحقوق و الواجبات ، و هم في ذلك أي الغربيون وصلوا إلى ذلك المستوى الأخلاقي الرفيع عبر قرون من التجارب و الأحداث التاريخية و التحولات و التفعالات الإقتصادية و السياسية و العسكرية ، غير أنهم في نهاية الأمر لم تكن الأخلاقيات و القيِّم النبيلة بالنسبة إليهم مجرد شعارات ترددها المايكروفونات و المنابر الإعلامية و السياسية بقدر ما كانت مقدسات فاعلة في ضميرهم الحيّْ و قلبهم النابض بحب أوطانهم و من حولهم ، لكل ذلك وصلوا و نجحوا دون غرور و لا هتاف و لا كبرياء زائف ، لافتاً نظر القراء إلى أن معظم اولئك القوم لا يؤمنون بأن بعد الممات سيكون هناك حساب و لا عقاب ... ألا هل يتفكَّر المسلمون ..؟؟