يا جماعة.. فقط (365) يوماً!! بقلم عثمان ميرغني

يا جماعة.. فقط (365) يوماً!! بقلم عثمان ميرغني


02-13-2019, 06:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1550077207&rn=0


Post: #1
Title: يا جماعة.. فقط (365) يوماً!! بقلم عثمان ميرغني
Author: عثمان ميرغني
Date: 02-13-2019, 06:00 PM

05:00 PM February, 13 2019

سودانيز اون لاين
عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



حديث المدينة




أحد أصحاب الحافلات العاملة في المواصلات كتب عليها من الخلف (بكرة الركوب مجاناً)!!.. هدية موعودة لكن مشكلتها الوحيدة ليس في تحديد (بكرة) بل تحديد (الآن).. الذي يبدأ منه حساب الزمن لـ(بكرة)..
بكل ثقة.. نستطيع أن نصبح دولة مترفة في مقام دول الخليج مثلاً في سنة واحدة فقط.. بالتحديد (365) يوماً.. ولكن أترك لكم تحديد وقت بداية حساب الـ(365) يوماً الفاصلة بين واقعنا المتخلف المأزوم.. ومستقبلنا المترف المأمول.. لكن متى نبدأ الحساب؟
هذه النهضة السريعة تتحقق متى توفرت شروطها التالية:
أولاً: القدرة على استلهام طموحات العصر بكل مكوناته المستحدثة التي غيرت تماماً منهج التفكير والحلول التي كانت سائدة في الماضي.
ثانياً: بناء المؤسسات القادرة على النهوض بالدولة.
ثالثاً: استخدام أفضل (سوفت وير) Software لإدارة ماكينة الدولة الضخمة.. و"السوفت وير" لا أقصد به برمجيات الكمبيوتر بل برمجيات الدولة، القانون والتشريعات.
حسناً؛ طالما إن هذه الشروط حتمية فلماذا لا تتوفر من الآن.. فيبقى السؤال، كيف يمكن بناء وتحقيق المطلوبات في هذه الشروط الحتمية؟
الأمر لا يحتاج إلى أكثر من تبني أطروحات علمية وعملية تنجبها حلقات عصف ذهني خلّاق يبدأ باستنباط الرؤية المطلوبة لمستقبل باهر، ثم ترسيم الإطار العام لمطلوبات النهضة.. ومن ثم تصميم المنصة المفاهيمية والمنهجية التي يقوم عليها بنيان نهضة الدولة السودانية الحديثة.
ولتوسيع دائرة المشاركة والنقاش؛ الأفضل أن تستخدم الوسائط الحديثة في تصميم أكبر (قاعة تداول افتراضية) Virtual Discussion Room. تسمح لكل ذي بصيرة أن يكون عضواً فيها مع توفر سكرتارية حديثة رفيعة المستوى لاستخلاص الرأي وتوجيه المسار.
من المحفزات لصناعة نهضة الدولة السودانية الحديثة، أن ما يتوفر في عالم اليوم من تكنولوجيا يجعل العبور سهلاً إلى فضاء جديد، على سبيل المثال أتوقع أن يكون واحد من أهم مطلوبات النهضة بناء دولة السودان الإلكترونية E-Sudan.. وهي دولة تقوم على أن الضائع من عمر الإنسان السوداني هدراً في إجرائيات وشواغل أخرى قد يفوق الجزء المنتج في سنوات عمره.. فالمواطن الذي يتخطى عمر الشباب النابه ويصل سن الأربعين؛ غالباً لم يستفد عملياً إلا من خمس سنوات منها.. والحساب سهل..
إذا افترضنا أنه ينوم يومياً 6 ساعات فقط (وهو رقم متواضع) فمعنى ذلك إنه ظل رُبع عمره نائماً.. 10 سنوات من الأربعين فيتبقى له (30)..
وإذا افترضنا أن طفولته استغرقت (15) سنة أخرى.. فقد تبقى له (15) سنة.. ثم بخصم الزمن الذي يقضيه في صفوف الإجراءات الحكومية في كل مكان والمواصلات والمشي من مكان إلى آخر والاجتماعيات وغيرها.. فبالكاد يتبقى له خمس سنوات في أحسن الأحوال، في المتوسط..
سيتحقق أعلى معدل استثمار لعمر المواطن السوداني كلما ارتفعنا بهذا الرقم، مثلاً.. التوسع في استخدام الكمبيوتر في كل الإجراءات الرسمية أو الخاصة للدرجة التي تلغي تماماً أي وقت مهدر.. ثم استخدام التكنولوجيا لاختصار سنوات التعليم.. من المؤسف جداً إن عدد السنوات المطلوبة من بداية التعليم الأساسي حتى التخرج من الجامعة هي السنوات ذاتها التي تعلم بها جدودنا.. رغم أنف الطفرة الهائلة في وسائل التعليم..
ولا أقصد بتخفيض سنوات الدراسة ضغطها زمنياً ليتخرج الطالب الجامعي مثلاً في عمر 16 عاماً..لا.. بل أقصد قدرة الطالب في الدخول إلى دورة الإنتاج.. لماذا لا يكون العام الدراسي أربعة أشهر فقط، يتعلم الطالب شهراً ويعمل شهرين.. ليكون جزءاً من الإنتاج من عمر مبكر.. وعندما يتخرج مدججاً بخبرة عملية تجعله في وضع أفضل كثيراً ممن يبدأ حياته العملية من الصفر..
تذكروا ما قلته لكم قبل فترة.. أفضل وسيلة للتخطيط أن نبدأ بتحديد (الجائزة) أولاً ثم نرسم المسار المفضي إليها..
والجائزة هنا أن نصبح دولة متقدمة في (365) يوماً فقط..

التياو