لا زال البشير يحرّض قواته علي القتل بقلم جلال سعيد محمد درار

01:04 PM February, 13 2019

سودانيز اون لاين
جلال سعيد محمد درار-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

كما طالعتم عناوين صحف الخرطوم والعنوان المؤسف والمحزن الذي نقل عن الرئيس قوله ان (تصدينا للمظاهرات قانوني) ولا نعلم اي قانون هذا الذي يسمح بالقمع والعنف والوحشية والاعتقالات وتعذيب المعتقلين حتي الموت ودفنهم دون علم ذويهم وطلاق الذخيرة عليهم واي قانون هذا الذي يسمح بمطاردة المتظاهرين السلميين حتي منازلهم واقتحام البيوت وترويع الاطفال والنساء والشيوخ وارهابهم واي قانون يسمح باطلاق الغاز المسيل للدموع بالقرب من المستشفيات وداخلها واطلاق ذلك الغاز داخل المساجد وهل هؤلا المحتجين في بيوت الله هددوا الامن باصواتهم وهتافهم ؟ واي قانون يتحدث عنه الرئيس وهل سمع باحتجاجات ذوي السترات الصفراء بفرنسا وكيفية تعامل الشرطة معهم وهل سقط هناك شهيد بالرصاص وهل مات احدهم داخل زنازين الحكومة تحت التعذيب واي قانون يسمح لقواته بالخروج بسيارات بلا لوحات وبالزي المدني ووجوههم ملثمة ويحملون العصي والسلاح .
كان للسودان قانونا قبل مجيئك يا سيادة الرئيس لا يسمح للشرطة بالتصدي للمظاهرات الا بوجود قاضي وهو الذي يحدد القوة المعقولة للتعامل مع المتظاهرين وكان القضاء مستقلا و كذلك كانت الخدمة المدنية له معيار وكانت القوات المسلحة والشرطة وكان السكة حديد والخطوط الجوية والبحرية والنقل النهري ومشروع الجزيرة وكانت المظاهرات من اجل الحرية فقط وكانت الحياة رخية وشعار المتظاهرين كان حين ذلك ليس بالخبز وحده يحي الانسان .
ان تقنين العنف والقمع والقتل والوحشية هو سلوك الجبابرة والفراعنة وكما قال الفرعون من قبل لكليم الله موسي حينما جاءه اعزلا فقط صادحا بالحق لاقطعن اياديكم واراجلكم ولاصلبنكم في جذوع النخل ايضا قالها احد مسئولي حزبك ودولتك لان خرجتم علينا لنقطعّن رؤسكم و قال هامان زمانه ان له كتائب ظل ربما من الملائكة او من الجن او الانس سيحمون ظهر النظام وتوعّد الشعب بالقتل وقال قائد الامن قوش ان له قمر صناعي يصور كل المتظاهرين بوضوح من باب الوعيد بالاعتقال والارهاب .
سيادة الرئيس لقد فسرت من قبل لقواتك الشرطية ايات القصاص في القران الكريم علي انها هي قتل المتظاهرين ولعله ذلك هو القانون الذي تقصده واذا افتي لسيادتك علماء بلاطك بذلك فلا بأس ان تراجع تلك الايات قليلا فهي نزلت بلسان عربي مبين ولا لبس ولا غموض فيها و اوصيك ايضا بمراجعة ايات تحرم قتل النفس المؤمنة بشدة وتجعلها كقتل الناس اجمعين وايضا حديث الرسول (ص) الذي يقول معناه ان هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل النفس فاي قانون هذا الذي يبيح لك هدر الدماء وسفكها وسلب الحياة وكل هذا العنف والبطش ألم تسمع بقول الله (واذا بطشتم , بطشتم جبارين) ؟ .
هل لازال البشير وزمرته يعتقدون انهم هم اهل الله وخاصته وكل ما يفعلونه هي لله هي لله ولا للسلطة ولا للجاه وانهم يحكمون بشرع الله وانهم متبعون لسنة رسول الله واصحابه وان كل من خالفهم هو مارق ومندس وعميل وشيوعي وبعثي فيلحون سفك دمه في الاشهر الحرم ؟ وهل لازال القوم يعتقدون انهم حماة الاسلام والدين وان هم ذهبوا فسيرفع الله هذا الدين وسينقلب الناس علي اعقابهم ويرتدون ويمنعون الزكاة ؟
هل هي لله هي لله حقيقة ام هي للدنيا ومتاعها وزخارفها من اموال وذهب وفضة ومساكن طيبة وخيل مسوّمة وقناطير مقنطرة وتجارة رابحة ونساء حسان وسلطة مطلقة ؟
حقا من امتلك كل هذه النعم فليس بالسهل عليه ان يفارقها وله ان يستميت في الدفاع عن تلك الشهوات والنعيم ويقتل دون ذلك ويشرّع قوانين تبيح البطش والقتل ولكن الله غالب علي امره و لو كرَه المجرمون .