خطر التعايش مع الثورة .. !! بقلم هيثم الفضل

خطر التعايش مع الثورة .. !! بقلم هيثم الفضل


02-13-2019, 05:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1550030862&rn=0


Post: #1
Title: خطر التعايش مع الثورة .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 02-13-2019, 05:07 AM

04:07 AM February, 12 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الجريدة

سفينة بَـــوْح –



حالة الفشل المستشري في جسد حكومة المؤتمر الوطني على كافة المستويات بلا إستثناء ، جعلتها تكتسب قدرات مهولة في تحمُّل الصعاب والمشكلات والأزمات ، يساعدها في ذلك ضعف الإحساس بالآخر وحالة الإنكفاء على المنافع الذاتية والبُعد عن مواجع العامة ، فضلاً عن إنفراط حالة عدم الحياء في أدبياتهم ، لكل ذلك أخاف أن تصبح مجريات الثورة الشارعية المتواترة واحدة من أزمات النظام الحاكم الروتينية التي يمكن أن يعتاد عليها في سجل إصراره المستميت على الإستمرار في حكم البلاد ، هؤلاء مدرَّبون بقصدٍ أو دون قصد في (مهارات) التعايش مع الأزمة وتقبُلها دون وازِع وهم موهوبون في إختراع كافة أشكال المراوغات التي تساهم في حصولهم على (البقاء) في ظل الأزمات ووجودها وإستمرار مثولها في واقعهم المُعاش ، من قبل كنا نعتقد أن تداعيات هجرة الكوادر السودانية المؤهَّلة والحائزة على مهارات معترفٌ بها عالمياً في شتى المجالات إثر مهزلة التمكين السياسي ومجذرة قانون الصالح العام ، ستشكِّل أزمة إستراتيجية تضعهم في مواجهة مع شبح إنهيار الخدمة المدنية ودمار المشاريع القومية الوطنية ، لكنهم ما لبثوا أن تعايشوا مع هذه الأزمة والتي هي بالأحرى مصيبة فإستبدلوا الإنتاج والتنمية المستدامة ، بحلحلة الأمور عبر بيع الأراضي والحواكير والممتلكات والمؤسسات الحكومية الميري داخل البلاد وخارجها بما في ذلك الميادين داخل الأحياء الشعبية والتي كانت مخصصة للنشاطات الإجتماعية وإستيعاب طاقات الشباب ، ثم حلَّت أزمة أنفصال الجنوب فظننا أنها الطامة الكبرى التي ستقصم ظهر البعير بعد أنن لاحت في الأفق تداعيات حرمان خزينة الدولة من عائدات النفط وإنسداد أبواب حركة التجارة بين الجنوب والشمال ، ولكنهم أيضاً تعايشوا مع الأزمة عبر المزيد من رفع الدعم عن السلع الضرورية وفي مقدمتها الوقود والدواء ، هذا فضلاً عن خصخصة معظم الخدمات الإستراتيجية التي تُبنى بها مقامات الدول وفي مقدمتها التعليم والصحة ، ثم جاءت من بعد ذلك أممة غاز الطعام وأزمة الخبز فكانت الحلول أيضاً على ظهر هذا الشعب المغلوب على أمره عبر زيادة سعرها بنسبة 100 % وأحياناً بنسب أعلى كما في حالة غاز الطعام ، ثم إستطاعت حكومة المؤتمر الوطني أن تعايش أيضاً مع أزمة عدم قدرة البنك المركزي فرض السيطرة على سعر الصرف وإنعدام السيولة النقدية في البنوك ، وفي هذا الإطار و(تعايشاً) مع الأزمة (إستلهمت) إجتهاداتها الملتوية حلولاً ما أنزل الله بها من سلطان مثل مجذرة (سيادة الإقتصاد الحُر) في بلدٍ أصلاً لا يُنتج ويعيش 90 % من سكانه تحت خط الفقر ، إضافةً إلى ما أسماه معتز موسى (لجنة صُناع السوق) والتي كُونت جُل عضويتها من أساطين لعبة الدولار وتماسيحه في السوق الأسود للعملات الأجنبية ، يُضاف إلى كل ذلك إثقال كاهل السودان بالمزيد من الديون الخارجية بفوائدها الربوية التي لا تُبقي ولا تذر ، أخاف أن (تتعايش) حكومة المؤتمر الوطني مع برنامج الثورة اليومية ليصبح روتيناً يومياً وإسبوعياً وشهرياً وسنوياً ، تُدبجُ له المُخطَّطات والإستراتيجيات و(الميزانيات) من ظهر الشعب المنهك وربما أُعلنت له هيئة متخصِّصة تحت مسمى (صندوق إدارة وتمويل مجابهة الثورة) .