وداعا الماضي بقلم محمد صالح رزق الله

وداعا الماضي بقلم محمد صالح رزق الله


02-11-2019, 07:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1549910300&rn=0


Post: #1
Title: وداعا الماضي بقلم محمد صالح رزق الله
Author: محمد صالح رزق الله
Date: 02-11-2019, 07:38 PM

06:38 PM February, 11 2019

سودانيز اون لاين
محمد صالح رزق الله-بريطانيا
مكتبتى
رابط مختصر




لقد بداء القلق والرعب يدب في أوصال قوي السودان القديم ، ويبدو أن هذه القوي قد استشعرت الخطر القادم لا محال ، وايضا يبدو أن هذه القوي غير مصدقه لما تراه أمام أعينها من حشود الشباب الثائرة تملوء الأفق علي امتداد الوطن ، مزلزلا الأرض تحت أقدام الاسلامعروبين ، المشوهون فكريا واخلاقيا ، تجار كل شئ حتي فيما أنزله رب الارض و السماء . يجب علي كل ثائر يريد تغير حقيقي ان يرسل إشارات تحذير واضحة لكل من يحاول عرقلة و إعاقة مسيرة الثورة بغض النظر عن النوايا وحسن الظن والادعاء بانتمائه لفجر البسطاء ، فلا مكان اليوم لمن لا يؤمن بأن الشعوب قد حسمت امرها ولا ارتداد من بعد اليوم للوراء. وانه لا رجعة لما اورثنا الفرقة و الشتات والذل والمهانة و مرارة المعاناة من أجل المعيشة لنظل قيد الحياة .
هنا أدرك البعض أن زمانهم و حلمهم بإعادة الوضع لمراميه القديمة قد ولى و أصبح هدفا يصعب تحقيقه بالسهولة التي كانوا معتادين عليها فيلزمهم التحرك والاستعجال لمداركة الوقت المتسرب بين أيديهم ، لإيقاف عجلة التاريخ من الدوران ، ليتسنى لهم ترتيب أوضاعهم ،.ورسم خططهم من جديد ، لمعاودة ارجاع عجلة التاريخ للوراء ، ونسج خيوط المؤامرة من سدى التحول الديمقراطي والإصلاح المغدور بهم زورا وبهتانا و بما يسمي بمجموعات و طنية وأخري أكاديمية ، ومبادرات كيدية ، والتباكي علي أمن و سلامة البلد ،و التحذير من العواقب الوخيمة وعدم وجود قيادة للثورة و.و..و . مستخدمين ذات الأدوات والمعاول التي لم يفلح بها النظام في إيقاف المد الثوري المنحدر كسيل العرم ، كاسحا كل المتاريس و العوائق في طريقة راسخا متمهلا و اثقا من بلوغه مبتغاه . متحديا بلا وجل ، عاري الصدر حاسر اليدين يهتف بصوت جهور مطرب مجلجل لعنان السماء ، معلنا عن بذوغ فجر الحرية و العزة و الكرامة و الاخاء . ممزقا كل حقب الظلام قاذفا بها خارج دائرة التاريخ و الفعل . وبذلك أثار حفيظة القوي القديمة وجن جنونها ، تركض يمنة ويسرة ، تارة تبدل جلدها وتارة اخري تغير لونها ، وكل هذا لن يجديها نفعا ، فقطار الثورة قد ضبط ساعته و ارتحل ، و لن يتوقف إلا في محطته الرئيسة (الوطن الواحد الموحد الذي يسع الجميع) قولا وفعلا . لا مكان فيه لاعوان السلفية الدينية السياسية و أعوان الطائفية الارزقية ، بلد حر وشعوب حره . لا كما حريتهم التي تذوقنا طعمها الحنظل سبعين عاما من الحروب و الشتات و الظلم وضنك العيش ، والموت البلاش ،
حان الأوان ان يصدق اهل المعبد القديم ، أن الدنيا قد تغيرت والمفاهيم قد تبدلت ولم يصبح الحال بعد الحال في سودان ما بعد ثورة الشباب المنتصرة حتما ، و لا مساومة و لا تفاوض احملوا بضاعتكم المزورة المسمومة و ارحلوا بها غير مأسوف عليكم فاسواقنا مكتظة بانتاجنا المحلي ، و أن قنعتم بما قنعنا به (و ختيتم الكورة واطة) فمرحبا بكم في وطن يسع الجميع لا علي نهجكم بل علي نهجها وطن جديد فيه كلنا سواسية ، نضع أسسه وقواعده و بنيته سواء و نتداول في حكمه سواء (لا مريس ولا متيس) وطن بنحلم بيهو يوماتي وطن شامخ وطن عاتي .
نعلم جيدا بأنكم لا تختلفون كثيرا عن نظام المؤتمر الوطني/ نظام الجبهة القومية الاسلامية وحلفائها ، لذلك لا نتوقع منكم الاستسلام بسهولة و ندرك قدراتكم و امكانياكم ، ودسائسكم و الاعيبكم ، وتقول لكم يا دعاة الماضي البغيض في ثوب مزركش جديد ، فاض الكيل و رجح الميزان ، فوفروا جهودكم و طاقاتكم فلم تعد ذات نفع وفعالية ، مهما تذاكيتم و تفالحتم ، (فالمقدور وقع وما ينفع الجقليب) . ونعلن لكم من هنا وبصريح العبارة لن يرجع السودان بعد الآن لما تتمنونه وتعملون له ، وأن استمرت هذه الثورة عشرين عاما . السودان القديم أصبح حلم في مخيلتكم فقط ، و حل محله سودان جديد ،مولود شرعي لا متوارث من صنيعة الاستعمار و الاستبداد .





محمد صالح رزق الله

لندن
11/02/2019