(دلع) البشير- بقلم- علي تَوْلِي

(دلع) البشير- بقلم- علي تَوْلِي


02-09-2019, 08:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1549740850&rn=0


Post: #1
Title: (دلع) البشير- بقلم- علي تَوْلِي
Author: علي تولي
Date: 02-09-2019, 08:34 PM

07:34 PM February, 09 2019

سودانيز اون لاين
علي تولي-USA
مكتبتى
رابط مختصر



(دلع) البشير- بقلم- علي تَوْلِي



قال أحدُ المَنسوبين إلى المُتأسْلِمِين مُخاطباً: (يا سيادة الرئيس أنا أريدك أن تغضب ولا أريدك أن تزعل)، جاء سياق القول في ملاحظة سيكلوجية الممارسة السياسية للرئيس والسلوك الهمجي الذي تمارسه قوات البشير وجاء قول هذا المتأسلم مشفقاً على مصير التيار الإسلامي الذي يوشك على الزوال في السودان، وإذا ما نظرنا إلى دلالات المفردتين تغضب/ وتزعل فإنه أرسلها لما رآه من سلوك لم يكن يستحسنه في الرئيس بوصفه أنه زعلانا وليس غضباناً بما تشي به دلالة الزعل كمفردة عامية يتصف بها الأطفال دائماً مقترنة لديهم (بالحرد والدلع) والعناد والبطر وهناك مدلول لمفردة زعل في المعاجم بين معانيها المتعددة وهو التَّضوُّر من الجوع، وهي أقرب إلى حالة الطفل عندما يكون جائعاً، وأما الغضب الذي عناه هو أن يكون الرئيس مترفِّعاً عن أن يتصِفَ بصفات الأطفال الصغار مِمَّنْ يُدللون أنفسهم أمام والديهم، وبالفعل هي حالة سلوكيَّة تستدعي علماء النفس في تحليل شخصية هذا الرئيس الضعيفة، وهو يمارس هذه التصرُّفات والسلوك الطفولي أمام شعبه، يتغافل عن الحقيقة الواضحة أمامه فيحرِّفها كسلوك طفولي منحرف لا يعترف بالذنب بل يظل يكذب كذباً مكشوفاً وإن كان الطفل يكذب خشية العقاب إلا أن البشير يحاول أن يغلف جرائمه ويسوِّرَهَا بهذه الأكاذيب ويسيِّجَها بكتائبه وجهاز أمنه واستخباراته، فيحيكون له من الخُبثِ في التنكيل بالمناهضين لنظامه ما يندى له جبين الإنسانية وما يستغله من موارد البلاد وما يتغول فيه من حق الشعب الذي يضطهده ويستذله دون وجه حق ردحاً من الزمان، ومازال طوال العقود الثلاثة هذه يَمْتَنُّ على الشعب بأنَّ للإنقاذ فضلٌ على الشعب وعلى البلاد، ويعوِّل على الأمن، ولم يجد الشعب مأمناً ولا أماناً من خطر هذا الرئيس وأتباعه أينما توجه هذا الشعب الذي ضاقت أمامه سبل العيش والأمن، في بلد استحكم فيها المتأسلمون مستخدمين هذا الرجل الطفولي الذي استغل نفوذه فكرَّس له ولبطانته وأقربائه وحاشيته، ومن يحرسون زعامته، يتم كل هذا بـ (زعله ودلعه) على من حوله من صقور النظام؛ فهو لم يحتمل أن يكون لمن حوله منهم أن تُصبح له شخصيةً يكون لها من النفوذ أن تنافسه أو أن تلامس صفة أن تكون بديلا له، ولعلها من محاسن مآلات النظام حتى لا تتجدد القداسة في كوادر تنظيمهم المجرم، والذي يتمنى الشعب السوداني زواله إلى الأبد وألا يعود إليهم مرة ثانية، تلك القداسة التي لا يراها إلا المُغرَّرُ بهم والذيليين من الذين يتم استقطابهم على حين غرة، مِمَّنْ يَظنون السراب ماءً فيركضونَ خلفه، ويزيِّنونَ لهم سوء أعمالهم فيفرحون بِدُنُوِّهِم من الجَنَّة والتلذذ بما فيها من النعيم والحور العين، ومازال الرئيس (يزعل ويتدلل) على كبيرهم وصغيرهم، ولا يجدون إلى إرضائه طريقاً إلا بما يريده هو، دون إفساحِ المجالَ لمن يرافع أو يستعطفه في تغيير موقفه، فصار أمرُ الشَّرَاكَةِ في الحكم حُلُماً عصيّاً على الكثيرين حتى ينالوا من الكيكة، أصبح (الزعل) أمراً واقعاً رغم انسداد منافذ النفوذ الكيزاني، وهم يَرَوْنَ أنَّ برامِجَهُم تَتساقَطُ؛ تلك التي تقوم على التَّغابِي وتسيير ما يقررونه بكل غباء على هذا الشعب الطيِّب، وجميعهم يلفُّ حولَ الإجرام في حق الشعب ونهب الموارد، وخلق العداءات الداخلية لخلق مزيد من القوة وبقاء السلطة، التي تعني لدى المتأسلمين بقاء التيار الإسلامي، بما تعنيه الآن دلالة أريدك أن تغضب، أمام واقع حال الرئيس (الشافع الزعلان) وهو الذي يرى في زوال ملكه هلاكاً ومصيراً سيئاً خاصة وهو المطلوب لمحكمة الجنائية الدولية. وهو بجانب هذا (الزعل) الطفولي له كثير من التصرفات الطفولية، كما رأيناه بالأمس وهو في أقصى حالاته الطفولية في إنكار الأخطاء ضِمناً بعد كل هذه العقود من الزمان، ليتساءل بكلِّ غباء أمام الإعلاميين في بيت الضيافة، كيف أنهم لا يكتبون عن ما يجري الآن!! بعد ثلاثة عقود من القيود الإعلامية الصارمة التي يمارسها جهاز أمنه، أو أن يلغي قانون النظام العام وأن يتظاهر بكل غباء مستهجناً وجود قانون النظام العام! وهو من يهدد ويَتَوَعَّد بالأمس لكلِّ من يخرج متظاهراً مطالباً برحيله، وجاء كلُّ هذا التمَلْمُلِ منه بعد أن رأى تنامي حشود المتظاهرين الهادرة، فحرَّكَ نزعتَهُ الطفوليَّة حتى كأنه أراد أن يخرج في المظاهرات القادمة ليهتف ضد نفسه ويقول #تسقط بس.