أسامة أب زرد: إسلامي من طراز فريد بقلم عبد الله علي إبراهيم

أسامة أب زرد: إسلامي من طراز فريد بقلم عبد الله علي إبراهيم


02-06-2019, 09:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1549486019&rn=3


Post: #1
Title: أسامة أب زرد: إسلامي من طراز فريد بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 02-06-2019, 09:46 PM
Parent: #0

08:46 PM February, 06 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




(لم يسعد بعض أصدقاء صفحتي بكلمتي عن فداء المرحوم الشهيد أحمد الخير للإسلاميين ممن هشوا للثورة أو نأووا بأنفسهم عن الإنقاذ بصور مختلفة عبر سنواتها الطويلة. وظنوا أنني أبحث لهم عن مخارج من غضبة الثورة. ولا أعرف ثورة لا تميز في بنائها جيشها الثوري بين نواة النظام التي تطعن الثورة فيها بلا رحمة وأطرافه التي تساقطت أو تتساقط عنها. فالثورة غير الثأر. ولها كيمياء تعمل في وعي الناس حتى بين الخصوم متى أشرقت وتنزلت في الواقع. فتجلي النظر لأعمى البصيرة بتلك الكيمياء فيرى ستة ستة. وقيل للثورة خاصية أن يقع فيها من جهة الوعي في يوم ما لا يقع في عقود. وأنشر هنا كلمة رثيت فيها إسلامياً هو أسامة محمد إبراهيم (اب زرد) قبل ست سنوات لما رأيت استقامته في إخوانيته لم يرض الدنية فيه. ودفع التكلفة. فإلى الكلمة القديمة الجديدة).

رحل عن دنيانا في السابع من أكتوبر 2013 أسامة إبراهيم محمد إبراهيم قبل ربيعه الستين بعامين مخلفاً زوجته انتصار وذرية من أربعة، وأشقاءه وليد وحسام وشادية ونادية. وكان تخرج في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم في 1986. وتجري الهندسة في عروقه فهو ابن المهندس إبراهيم محمد إبراهيم من قادة وزارة الأشغال ونقابة المهندسين في العقود الأولى من الاستقلال.
غادرنا أسامة في منعطف عصيب، ولكنه خلاّق، للحركة الإسلامية. وكان أسامة فتاها زاد عن حياضها شاباً ثم كرمّها في مطلع كهولته بإعتزالها لفرط ما رآه من تنكبها الطريق. وهو مثل كثيرين في الحركة امتحنتهم أيلولة الدولة لهم في 1989 (أم توهموه) فما بدلوا تبديلا. وهو ليس إستثتاءً. نفر بعضهم منها باكراً، ومنهم من بقي مؤملاً إصلاح الحال، ومنهم من تأخر فصدق عليه القول إن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأت.
ورأيت عزوف المعارضين عنهم كما بدا من العنت الذي يلقاه السائحين وجماعة الإصلاح وصفوة المذكرة وآخرين. فحتى شيخهم الترابي لم يأذن لهم بالعودة إلى الرحاب بغير تجريعهم الآية:"فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين". ونسي ما خضع له هو، وما يزال، من تجرع نسخة علمانية من القبول المشروط جداً في حقل المعارضة من الليبرويساريين الذين يعدون الإسلامي مذنباَ أبدياَ لا ينسون له سوءة ولا يغفرونها. ليثوب حراس بوابة النضال هؤلاء إلى الرشد وليكفوا عن الحس الأجوف بأنفسهم. فهم ليسوا قضاة أحد. فكلنا أطراف تجاحدت في الوطن واستبنا النصح ضحى الغد أي في السعة الخامسة والعشرين كما يقولون. وسنترك أكثر الحكم على الإسلاميين وغيره لمهرجان الديمقراطية الموعود ويوم حسابها: صندوق الإنتخاب.
أسامة عنوان كبير على متانة قماشة الإسلاميين. لقد مخر في حياة شجاعة قصيرة طريقاً صعباً من شعواء الشباب إلى الإنتماء العنيف للاتجاه الإسلامي ثم إلى هدأة من ذلك وسماحة لم يترك له بعدها عدواً. فمن اقترح أن يرتب له الأصدقاء حفل تأبين كان من بين من اعتدى عليهم أسامة في سنوات شدته ثم تصافيا وتصادقا.
جاء أسامة إلى الولايات المتحدة في صفوة من أقرانه لدراسة الهندسة بجامعة هوارد الأمريكية في واشنطون العاصمة في نحو 1980. وسكن مع عصبته في مبن متعدد الطوابق على شارع رود أيلاند تكاثر عليه السودانيون وأضفوا عليه ملمحاً "ودنوباوياً" خالصاً. وغرّ العصبة شبابها الطرير وحياة وسط المدينة الأمريكي فشطت. تقمصوا حياة شباب الأمريكيين السود وولغوا فيها. وصار أسامة الفارع الأسود المفتول المنذر بالخطر هو "مترو".
ثم كان أسامه ودنوباوى على ضفاف نهر البوتوماك يؤدي يوماً نبطشية آخر الليل (المعروفة بنبطشية المقابر) بمحل سفن إلفن (مفتوح 24 ساعة 7 أيام) حين تعرض المحل لسرقة أخذت بحياة بعض من حوله. ولأنه رأى الموت مرأى العين انقدح الدين فيه طمأنينة واستمسك بالعروة الوثقى من إسلامه. كأنه رأى النور في آخر النفق. وتشدد. وكان يؤدي صلاة الظهر متى حل وقتها لا يؤخرها لانعقاد فصل أو لدخول بروفسير لبدء المحاضرة. وأغاظ ذلك أستاذه وتوخى سقوطه في مادته. واشتكى أسامة لرئيس الشعبة. وتصادف لقاؤه بالبروفسير المعني في دائرة مكتب رئيس الشعبة والتحم به. وأنتهي الأمر عند الشرطة. وتقرر عودة أسامة إلى السودان ليلتحق بجامعة الخرطوم.
وصار يغشى جامع الجامعة ليلقى الإخوان المسلمين فينضم إليهم ليخدم الإسلام في جماعة. وطرب الإخوان لإنضمام أسامة إليهم. فالشاب الأسود الفارع الذي يقدح خطراً كان في الحجم المناسب لقيادة فريقهم الصدامي. كان فيهم كادر عنف كما يسمونه. فصار "مترو" شارع رود إيلند بواشنطون "أبوزرد" مسارح عنف جامعة الخرطوم.
وتخرج أسامة من الجامعة والتحق بهيئة الكهرباء. وكان يأخذ إجازات بغير أجر ليمارض والدته ثم والده. والتحقا بالرفيق الأعلى وهو واقف على خدمتهما.
ولما قام انقلاب 1989 إنتخبته الحركة الإسلامية ليشرف على منظمة من منظماتها. وعملت المنظمة بالتجارة والأعمال لكي تضاعف ما تجريه عليها الحكومة. ووقع إغواء التجارة المعروف بالمال العام. فرأى من إخوان القضية ما أستنكره من إثرة ومفسدة. فأساء ذلك إلى العقيدة التضامنية بينهما. وخشيت عصبة المنظمة من أبي زرد الذي لا يخشى في الحق لومة لائم فاستبعدوه. فعاد أسامة أدراجه إلى هيئة الكهرباء. ولم يأمن. فرأى عصبته والغة ايضاً في عطاءات المولدات والترقيات والامتيازات فمجت ذلك نفسه. وخرج أبو زرد في حرب الفساد متخذاً من جامع الهيئة منبراً لحملته. فنقلوه إلى الأبيض.
ولم يهدأ لأبي زد روع. فحدث في الأبيض ما جدد خصومته لإخوانه في الدعوة. فتصادف أن زار السيد الصادق المهدي الأبيض. ووجه الأمن هيئة الكهرباء أن تمد موقع إقامته بالكهرباء طال ما أقام. وحدث أن انقطعت الكهرباء عن حي إقامة الإمام. فغضب الأمن لذلك وعدها محاولة لتبخيس الحكومة في عين معارضيها وإحراجها مع الصحافة. فجرى اعتقال نبطشية ذلك اليوم الذي انقطع فيه التيار. وخرج أبو زرد الذي لا يتصالح مع الظلم. وتحدث إلى الأمن عن أن النبطشية لم تتلق تعليمات من الهيئة، وأنه إذا كان من مسؤول فهو نفس الهيئة التي تستجلب قطع الغيار المستصلحة كأنها جديدة. ومرر الأمن الأمر كله للخرطوم. وعرف زملاؤه في قيادة عمل الكهرباء أن أبا زرد ما يزال المدفع الفالت يصلي بالنيران الصديقة. فأعادوه للخرطوم.
سقم أسامة الحرب القائمة للإسلام الذي به أهتدى ودافع عنه شاباً بعضله وبإيمانه الفذ في كهولته. وابتعد عن إخوته في الله بمسافة قابضاً على جمر إسلامه حافظاً الود خالياً من المرارة تجاه من عرف أنهم إغتنوا بغير وجه حق من مال المسلمين. وما تأخر مع ذلك عن تلبية من يلجأون إليه لقضاء الغرض الذي في وسعه القيام به. وأعطى كل وقته في بقية حياته للعناية ببنيه وبناته بالمعايير التي ورثها عن أبيه.
ربما كانت أسعدت أسامة بعض هذه الإرهاصات في تجديد الحركة الإسلامية. ومهما يكن فلا أتصور أن مثله، إذا أراد تجديد تعاقده في خدمة الإسلام والوطن، ممن يصده كائن من كان على أعقابه. فقد امتحنه الجاه فركله. وهو مما لايقوى عليه كل أحد.
رحمك الله يا أسامة وتحنن عليك بالشآبيب اللطيفة في عالي الجنان.

Post: #2
Title: Re: أسامة أب زرد: إسلامي من طراز فريد بقلم عبد
Author: mohmmed said ahmed
Date: 02-07-2019, 04:56 AM
Parent: #1

متانة قماشة الاسلاميين


امسك فيها قوى

Post: #3
Title: Re: أسامة أب زرد: إسلامي من طراز فريد بقلم عبد
Author: العوض
Date: 02-07-2019, 06:08 AM
Parent: #1

أراك كما وصفك عشاري محمود ولا فكاك لك من توصيفه إياك