الكتائب الاستراتيجية بين الواقع والخيال بقلم عامر الحاج

الكتائب الاستراتيجية بين الواقع والخيال بقلم عامر الحاج


01-11-2019, 10:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1547241329&rn=1


Post: #1
Title: الكتائب الاستراتيجية بين الواقع والخيال بقلم عامر الحاج
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 01-11-2019, 10:15 PM
Parent: #0

09:15 PM January, 11 2019

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر


في زمان مضي كنت أعد نفسي من جنود الكتائب الاستراتيجية التي تحمي الدولة الإسلامية في السودان التي كنت حينها أؤمن بوجودها ، في أيام الدراسة الجامعية لم أكن انتظر غير النداء الي الخروج للقتال في ساحات العمليات جنوبا ، وغير هذا كانت جميع النداءات الأخري ذات طبيعة خاصة بالتنظيم وليس بالدولة إسلامية كانت أو غير هذا ، واذا قست جاهزيتي للقتال يومها الي معايير مؤسسة عصرية في بلاد حديثة مثل إسرائيل وجيشها الاحتياط 👈 فإني اشهد اني ومن خرجت معهم لم نكن جاهزين ابدا بغير النية الصادقة للبذل والعطاء 😔
2
اعمل للسنة الثامنة عشرة علي التوالي في وزارة التخطيط العمراني ولاية الخرطوم، والسؤال الاول هو هل اعرف بها منتمين الي حزب المؤتمر الوطني والي تنظيمه الخاص ؟
الإجابة هي نعم طبعا .
السؤال الثاني هو هل اعرف لهم جاهزية ك كتائب استراتيجية عند الحاجة لهم في حالات طارئة؟
بالنسبة للأعمال المدنية فالاجابة هي لا قاطعة ، بالنسبة للأعمال الأمنية الإجابة هي لا قاطعة أيضا .
ولكن..
ولكن عدد منهم يحمل السلاح دون شك ويوجهه الي صدر أقرب زميل له أو مواطن هناك إذا صدرت إليه التعليمات بذلك ، دون أى تفكير في لماذا وكيف ومتي !
3
كيف أنفي عنهم الجاهزية لأعمال مدنية أو أمنية ثم أعلن أن بعضهم يمكنه أن يصوب السلاح الي كائن من كان إذا صدرت إليه التعليمات ؟
الأمر واضح جدا ، إن هولاء لا جاهزية لهم بلغة العصر ، بعضهم لم يضرب النار إلا بضع طلقات علي أصابع اليدين في معسكر قبل شهور طويلة ، اللياقة البدنية والذهنية تساوي صفر ، المعرفة بالسلاح صفر ، العناية بالسلاح صفر ، التدريب علي أمن المنشآت أو القتال داخل المدن مهارة صفر ، وضوح الدافع نحو حمل السلاح صفر ( الا ان كان أهواء شخصية أو مرض نفسي .. حينها يمكن ان يكون عشرة علي عشرة 😔) ، وهكذا يتضح أن الجاهزية تساوي صفر وان كان احتمال الاستجابة لأوامر حمل السلاح وتصويبها نحو صدور كائن من كان عالية .
4
ايضا حرصت علي كتابة ( الاستجابة الي أوامر حمل السلاح وتصويبه) وليس الي حمل السلاح واستخدامه بغرض القتل أو دون ذلك ، لأن هولاء كما أوضحت عاليا جاهزيتهم لهذا صفر كبير ، وهم حينها خطر علي من أعطاهم السلاح وامرهم اكثر من اي جهة أخرى ، إذ أن سلاحهم غنيمة وافعالهم جريمة وانتصارهم هزيمة ، وما سبتمبر 2013 و مايو 2008 و أغسطس 2005 وامري و بورتسودان... الخ بعيدة عن الأذهان .
5
في هذه اللحظة توجد تشكيلات شبه عسكرية من المدنيين تدار عبر منسقة الدفاع الشعبي وشرطة التأمين الذاتي وما يسمي بالأمن الشعبي ، ومن الممكن أن بعض أفرادها يحملون السلاح بصورة دائمة وبعضهم يمكن تسليحه حين الحاجة إليه فورا ، ولكن من العسير أن يتم إطلاق اسم علي هولاء غير مليشيات ، ذلك أن قانون قوات الدفاع الشعبي يجعل منها وحدة تتبع للقوات المسلحة، ومثل ذلك بالنسبة الي قوة شرطة التأمين الذاتي تبعية لقوات الشرطة ، ولكن واقع الحال قد يختلف جدا عن القانون وقد لا يعبأ بالقانون ابتداءا ، وهذه واحدة من سمات الفساد الكبري في الإنقاذ ، هذه الازدواجية التي صدر بها البشير خطاب انقلابه الثاني في 1999 وجهر الشيخ الترابي بالتوبة عنها في مايو 2000 بين التنظيم السري وأجهزة الدولة العلنية ، وهو اليوم مأساة حكومة الوطني والشعبي التي تواجه احتمال الإطاحة بها من السلطة الراجح جدا خلال أسابيع قليلة علي ابعد تقدير ، واي سوء خاتمة هو لادعاءات الفريقين بالإصلاح تبريرا لحربهما التي لم تبقي علي أخضر 😔
6
ان الدفاع عن الدولة يقتضي من المدافعين المعرفة الجديدة بمعني دولة ومعاني القانون والدستور واحترام ذلك كله ، حينها فقط يمكن أن يكون كل سوداني جندي احتياط في كتائب استراتيجية تحمي البلد عند الطوارئ، وغير هذا فإن كل قتال دون معرفة ودون احترام القانون والدستور والقيم هو محض تشكيل عصابات إجرامية ، وان حمل أفرادها وثائق صادرة عن أجهزة الدولة المختطفة من قبل زعماء العصابة .
إذا كانت هناك اليوم كتائب إستراتيجية تحمي البلد فإن أفرادها هم هولاء المحتشدين في كل شارع وميدان يهتفون ضد الفساد و الاستبداد ، يطلبون دولة القانون والعدل ، وشعارهم وافعالهم سلمية سلمية سلمية .
#وبس
#تسقط_بس
#مدنالسودانتنتفض