إلى أيْنَ يَسِيرُ البَشِيرُ.. وَقَد تَهَشَّمَتْ أبْوَاقـُهُ

إلى أيْنَ يَسِيرُ البَشِيرُ.. وَقَد تَهَشَّمَتْ أبْوَاقـُهُ


01-09-2019, 00:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1546990294&rn=0


Post: #1
Title: إلى أيْنَ يَسِيرُ البَشِيرُ.. وَقَد تَهَشَّمَتْ أبْوَاقـُهُ
Author: علي تولي
Date: 01-09-2019, 00:31 AM

11:31 PM January, 08 2019

سودانيز اون لاين
علي تولي-USA
مكتبتى
رابط مختصر


إلى أيْنَ يَسِيرُ البَشِيرُ.. وَقَد تَهَشَّمَتْ أبْوَاقـُهُ

بقلم: علي تولي

Phoenix
7 يناير 2019

بعد ثلاثينَ عاماً من المراوغةِ في استْدرَار عاطفةِ المواطن لاكتساب الولاء وتمكين السلطة من البقاء، وتكرارِ استدعاءِ فئاتٍ مستضعفة مغلوب على أمرها وحشدها في الميادين العامَّة مع صرفٍ بذخيٍّ تضيعُ إثره أموالٌ بلا ضبطٍ ولا قيدٍ إداريٍّ لها، وما زال البشير يبحث عن هذه الحبكة في إطالةِ صفحاتِ يوتوبيا عُمْرِ سلطتهِ الخبيثة، ولم يدرِ أنَّ هذا الشعبَ يعلمُ كلَّ ما يجري له تحت وطأةِ دكتاتوريته الغاشمة، لقد صبَرَ الشعبُ وصبر، والبشيرُ في غيِّهِ سَادرٌ، مُصَعِّرٌ خدَّهُ، سَاهِمٌ في أمْرِهِ الخاص لا يعنيهِ من أمورِ النَّاس شيءٌ، أيّْ؛ (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) صدق الله العظيم فاطر8. هكذا حالُ البشيرِ الآنَ في مَنْ وصفَهُمُ القرآن الكريم، يقول ابنُ كثير: (يعني كالكفار والفجار، يَعملون أعمَالاً سيئةً وهم في ذلك يعتقدون ويحسِبونَ أنَّهم يُحسنون صنعاً، أي فمن كان هكذا قد أضله اللّه، ألك فيه حيلة؟) انتهى. إلى أين يسير البشير وبعض بطانته يزيِّنُونَ له سوءَ أعمالِهِ وأعمالَ نظامِهِم البغيض، وما دَرُوا أنَّهم ونظامهم كانوا آفات حاقت على البلاد والعباد، وهم يقضون على الأخضر واليابس، يقضون حتى على القيم والأخلاق بل وآفة بشعة على الدين الإسلامي، ولابد أن يتبرأ منهم الشعب السوداني وكل معاشر المسلمين، فهم ما زالوا يتوهَّمُون أنهم أصفيَاء اللهِ وغيرهم من باء بالكفر والخسران المبين، والعياذ بالله، إذ ينعت مطبلوهُم وأبواقُهُم مِمَّنْ خَفتت اصواتهم الآن صاغرين وهم يهوون إلى درك الأسفلين والصغار أمام أعين الناس، ومازالوا يستأثرون بالسلطة التي رفعوا شعار الموت دونها في زمن لا تقبل فيه الشعوب الغلوَّ والتعصُّبَ وكل ما ينتفي العقلَ والحكمَةَ، ويَجلب الويلاتِ والدَّمار، إذ لا سبيلَ غير التعايُشِ معَ الآخرين واحترامِهم وكفالة حقهم في العيش والحياة، في أجواء تسودها الديمقراطية، بل إنهم يذهبون إلى أبعد من ذلك في عدم الرُّكونِ والتهجس بعدم الأمن والأمان والسعي لإيجاد مناصبة للعداء بل صناعة الأعداء، وفرض وجود معترك بغير مبررات، وإطلاق الكلام على عواهنه جزافاً وتوهماً بأن هناك أعداء يتربصون، فلا وألف لا؛ بل هم المُتربِّصُونَ في حقيقةِ أمرِهِم، وصَبَرَ الشَّعبُ وَصَبَر، والبشيرُ لم يزل يُرَاوِحُ بَين العَسكر مِمَّن ضَمِنَ ولاءَهُم من القادة والأفراد، وَمِنَ المَدنيين الطامِعينَ في إطالة أمَدِ الحُكم، ولكن مُراوحَتَهُ لاستعادة صلاحيةِ مَفعولِ مُراوغَتِهِ في الشعب واستدرار العاطفة قد باءَ بالفشل والسقوطِ المدوِّي بين أبناء الشعب، فكان أول السقوط تحت تأثير المَدِّ الثوريِّ والحَرَاك الجماهيري الواعي الداعي إلى سقوطِهَ في رحلتِهِ إلى الجزيرة، بعد أن أراد أن يخرج من عزلته، فعاد منها مَذْمُوماً مَدحُوراً، وبالأمس يذهب إلى مهرجان الرماية بوادي الحمار، فكان حديثُهُ هتر الهائر المزعور الخائر القِوَى المرتعد الفرائص، يشكو لمنسوبي الجيش من الضباط والعساكر حاله ومآله، ويوحي لهم أنه لا يمانع أن يخرج من بينهم من يخلفه بعد ضياع هيبة سلطانه المزعومِ قسراً وتوهُّماً، بعد أن خَفَتَ صوت شيعته من الكيزان لعجزهم عن صناعة شخصيَّةٍ لها براعة التمثيل على الشعبِ بعد اضمحلال شعبية أيقونتهم التي عفا عليها الزمن. وإلى أين يسير البشيرُ، وهوَ يَنظرُ شَذَراً، بين المِلَّةِ الضَائِعَةِ والمَلأِ المَأخوذِ بالنفاقِ والمَلَقِ، فيرتدُّ إليه طرفُهُ لانحسارِ مَدَى المَلاذاتِ الآمنةِ له، فلا دُونهُ اللِّصَابُ ولا حرَّةُ النَّارِ كما قال النابغة، فإلى أين المفر، فربما إلى مصير كمصير فرعون مصر، وقد بات وشيكاً، إذ نجاه الله ببدنه فجعله لمن خلفه آية.