وهل أنت احرص على الوطن أكثر من الذين خرجوا للشوارع يا غبي؟ بقلم عبد الغني بريش فيوف

وهل أنت احرص على الوطن أكثر من الذين خرجوا للشوارع يا غبي؟ بقلم عبد الغني بريش فيوف


01-05-2019, 10:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1546724304&rn=0


Post: #1
Title: وهل أنت احرص على الوطن أكثر من الذين خرجوا للشوارع يا غبي؟ بقلم عبد الغني بريش فيوف
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 01-05-2019, 10:38 PM

09:38 PM January, 05 2019

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر



لولا مجيء حركة "الخوّان" الإسلاماويين إلى السلطة في 1989م بقوة السلاح والعنف، لمّا سمع السّودانيين بعمر البشير والطيب مصطفى وآخرين من نكرات السُّودان الذين خرجوا اليوم بوقاحتهم المعهودة ليحاضروا المتظاهرين والمحتجين في معنى حب الوطن والحرص على حمايته من العبث والمخربين.
من هؤلاء الذين خرجوا ليحاضروا السُّودانيين في معنى حب الوطن والحرص عليه، هو رئيس منبر السلام العادل، المدعو الطيب مصطفى الذي قال إن الحوار الذي مكثنا خلاله سنوات بدأ يتحطم بسرعة دون تمهل، وأضاف في مؤتمر صحفي عقدته أحزاب الحوار الوطني يوم الأربعاء 2/1/2019، أن البعض رأى في المظاهرات أن مركب الحكومة أوشكت على الغرق، ويريدون أن يقفزوا منها.
وتابع لن نسمح للمركب بأن تغرق ليس من أجل الوطني، ولكن من أجل الوطن، لأننا نرى ما حدث في محيطنا الإقليمي، وأردف: (السعيد من أتعظ بغيره)، وقال ليست القضية قضية أكل وشراب، وزاد (نحن نخشى على الوطن أن نفقده وحينها نشيل بقجنا ونمشي وين؟).
وواصل يقول ينبغي أن يصبر الناس على هشاشة البلاد حتى لا تتمزق، وأضاف نحترم مخرجات الحوار وسننجز الانتخابات في وقتها.
إذن عزيزي القارئ كما تلاحظ فكلام الطيب مصطفى أعلاه، فالرجل يرى في التظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي خرجت على وقع ارتفاع أسعار السلع الأساسية والغاز والوقود وانعدام السيولة في البنوك وغيرها، عدم حرص على الوطن بقوله إن القضية ليست قضية أكل وشراب، وهو بهذا إنما يبرئ النظام السوداني من أي مسؤولية تجاه مواطنيه ويلقي اللوم كل اللوم على المتظاهرين والمحتجين وكأن ليس من مسؤولية النظام الحاكم إشعار المواطن وإحاطته بأنه جزء من اهتمامه، وليس هدفه توفير الحاجات الأساسية للمواطن..
حب الوطن ليس كلاما انشائيا تلوكه وتردده الألسن هنا وهناك، انما عبارة عن مجموعة من القيم التاريخية والاجتماعية والثقافية والحضارية لأي مجتمع من المجتمعات، فالذين خرجوا في التظاهرات والمسيرات الشعبية الجماهيرية لأكثر من أسبوعين، لم يخرجوا على تلك القيم المجتمعية المذكورة حتى يقال بعدم حرصهم على الوطن، بل خرجوا على نظام استبدادي ديكتاتوري قمعي رجعي مارس التجويع والترهيب والتخويف ضد مواطنيه.
إذن عزيزي القارئ -هؤلاء لم يرتكبوا جُرما أو ذنبا ضد الوطن حتى يقول عنهم المدعو الطيب مصطفى (نحن نخشى على الوطن أن نفقده وحينها نشيل بقجنا ونمشي وين؟)، ذلك أن المطالبة بالحقوق المشروعة للمواطن لم تكن يوما ما وعدم حرص على الوطن؟
إن حديث المدعو الطيب مصطفى، انما يعبر عن انتهازية سياسية رخيصة بتقديم نفسه كالمصلح الحريص على الوطن والفاهم في كل شيء، في السياسة والثقافة والفن والرياضة والدين، وكل شيء يخطر على البال...!
الطيب مصطفى ذلك المخلوق العجيب الذي انتهز فرصة وجود خاله كرئيس للسودان ولثلاثين عاما مقرفا، يعرف جيدا الكتف التي تؤكل، والأخرى التي يشتم بها، والضعيفة التي يتسلقها ويصعد عليها، هو لا يهمه الوطن على الإطلاق.. علاقته بأي شيء علاقة مصلحة خاصة وخاصة جداً، لذا ليس غريبا ان يهاجم المتظاهرين لأنهم يهددون ويرددون شعارات تنادي بإسقاط النظام الذي يرضع من ثديه.
هذا الانتهازي الوقح الذي يطالب المتظاهرين والمحتجين الجوعى بالانتظار حتى قيام انتخابات عام 2020م، لا يعنيه الديمقراطية لا من قريب أو بعيد، فالديمقراطية الحقيقية المعنى التي من أهدافها تحقيق العدل والحقوق والمساواة، وتحصين الوحدة الوطنية، لا يمكن حدوثها في ظل نظام حزب المؤتمر الوطني ودولة عمر البشير.. كما ان الوطن الذي يتباكى عليه لا يهمه عافيته لا من قريب ولا من بعيد، فهذا الانتهازي إنما يمارس دوره الوظيفي الذي تفرضه أجندته ومصلحته الأنانية الخاصة، ضاربا بعرض الحائط كل الدعوات لإسقاط النظام القمعي الحالي.
الشعارات التي رفعها المتظاهرين كانت واضحة وواضحة جدا، إذ نادت بإسقاط (النظام الحالي) وليس إسقاط الوطن أو الدولة، غير أن المستفيدين من بقاء النظام يحاولون تشويش معاني تلك الشعارات عن طريق الضلال السياسي ببعده التآمري حيث تبوأوا مكانا للتطبيل والتزمير في نموذج فريد لتجسيد "الانتهازية السياسية" الرخيصة.
يقول أحدهم.. إن "سلوك الانتهازي إنما هو انعكاس طبيعي لما يختلج في نفسه من حب الذات والمصالح الشخصية ولكنها لا تشكل العامل الوحيد الذي تنشأ منه كل تلك الانحرافات وقد ترجع في بعضها إلى عدم تأصل المبادئ في عقيدته ذلك لأن العقائد فيما لو تأصلت في ضمير الإنسان فإنها تستطيع أن تهذب الكثير من سلوكيات الإنسان وترسم له طريقة تعامله مع كل ما يجري حوله وسيقيم وفقاً لمعطياتها علاقته مع المجتمع والأسرة والافراد". فهذا الكلام إنما ينطبق حرفيا على المدعو الطيب مصطفى الذي تحول إلى إمعة حزب المؤتمر الوطني، عقله معطل ولسانه ينعق مع كل ناعق لا يختلفون عن الدواب التي همها علفها واشباع غرائزها الآنية بلا رأي ولا فكر ولا سلوك قويم يدورون دائماً حول مصالحهم لا يرون عنها بديلا.
سيسقط الجنرال عمر البشير ونظامه حتما، وسيسقط معه كل الانتهازيين والمستفيدين السفلة، وستنعم الشعوب السودانية بالحرية والعدالة والمساواة تحت ضربات الإصرار الوطني الثوري تمسكا برحيل النظام وأزلامه دون أن تكسره كل بهلوانيات الترهيب والقمع والاعتقال، فلا نامت أعين الجبناء والمعترضين على إعطاء الناس حقوقها.
أما قول المدعو الطيب مصطفى.. (نشيل بقجنا ونمشي وين؟)، فهذا الكلام طبعا لا يصدر إلآ من شخص ظالم يخشى على مصيره إذا تغيرت الأوضاع السياسية.. فعليه نقول له إن العدالة الثورية ستلاحقك أينما ذهبت ببقجك وببُرمك وأنت لستُ بأحرص على السودان من هؤلاء المتظاهرين يا غبي.
وفي الختام نردد مع المترددين ..تسقط بس# -سلام حرية عدالة..