محروسة يا بلد الشباب !! بقلم هيثم الفضل

محروسة يا بلد الشباب !! بقلم هيثم الفضل


01-01-2019, 05:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1546316883&rn=0


Post: #1
Title: محروسة يا بلد الشباب !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 01-01-2019, 05:28 AM

04:28 AM December, 31 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



بعيداً عن التحليل السياسي لحال الشارع السوداني اليوم ، الذي أصبح عبارة عن مشاهدات يومية ميدانية بالغة الوضوح وسافرة الدلالات ولا تحتاج إلى تحليل إلى شرح ، و في ذلك لم يبقى للجميع سوى الإنتظار والترقُب ، غير أن مجريات ما آل إليه أمر التاريخ ومجريات الطبيعة الكونية أن الحق طال الزمان أم قصر سيكونُ نافذاً ومنصورا ، ما يشُد إنتباهي ويدهشني أن هذه الثورة الشارعية المجيدة يقودها الشباب اليُفع من الذين وُلدوا ما بعد حقبة الإنقاذ ، والذين كنا نظن نحن جيل إنتفاضة أبريل المجيدة أنهم قد فاتهم قطار الوعي السياسي وأنهم قد غُيِّبوا عن الإحساس (بمتعة) النضال والتعبير عن الذات وهمومها وآمالها وطموحاتها ، ولكن يبدو أنهم كانوا خلسةً ومن خلف الكواليس يقاومون مد التضليل والتجهيل والتعتيم على تاريخ هذا الأمة المرصَّع بلآليء من قصص وحكايات النضال والتضحيات من أجل الوطن والعِزة والكرامة ، هؤلاء الشباب والشابات رأيت في أعينهم بريق الأمل ، وشارات التفاؤل والفرح بما يفعلون ، فضلاً عن بوادر الإرتياح التي تشوب كل من عانى مرارة الكبت وعدم القُدرة على التعبير عن الذات ، لذا فإن هذه الثورة بكل المقاييس ثورتهم ، وكاذب من يقول أن حزباً أو تنظيماً ما يقف وراء إشعالها وتحريكها ، فالشباب اليوم يسجلون وجودهم على بؤرة المعاناة ويسجلَّون صدق إحساسهم بما تعانيه سائر فئات الشعب السوداني من مرارات ، ويسجِّلون أيضاً أنهم على قمة الوعي السياسي والمعرفة والإدراك بأسباب التدهور العام الذي يعانيه الوطن ، هم على علم بفساد معظم منظومة نافذي الدولة ، ويعلمون كثيراً عن عجز القيادة لأسباب تتعلَّق بموازنات إستقرار ودوام الحكم عن ضرب الفساد والفاسدين بيد القانون الفعَّالة ، ويعلمون كذلك الكثير عن ثراء هذه البلاد وإمكانياتها التي لا تنضب وكيف يتم تسخيرها لصالح الإستقرارالأمني للنظام الحاكم على حساب التنمية وطموات بسطاء السودانيين وضعافهم في الحصول على العيش الكريم ، أحمد الله تعالى أن مد في أعمارنا ورأينا هؤلاء الشباب والشابات يتسابقون لإقتلاع حقوقهم وحقوق ذويهم بإسم العدالة والمساواة والنماء المستدام لهذا الوطن الذي يستحق ، الآن نطمئن أن هذه البلاد سيظل خلفها رجالٌ ونساء لن يُفرِّطوا في آمالهم ولا آمال أوطانهم بإسم الحق والقانون والدستور ، وتأكدنا والحمد لله أنهم خرجوا من دائرة ظلامية المستقبل و(شرك) التجهيل والإبعاد عن المشاركة في صناعة وصياغة تاريخ هذا الوطن إلى رحاب نور الحرية والعدالة والحق المنير ، لله درهم ما أشرقت شمس الحق في السودان ، وما رفرف علم الوطن في سماء الحرية ، وما ظلت تجود به هذه الأرض من خيرات ومرات وثروات لن تنضب .. (محروسة يا بلد الشباب).

jpg