حصاد الفشل.. هل يُنقذ نفسه من نفسِه ---- بقلم أحمد حمزة أحمد

حصاد الفشل.. هل يُنقذ نفسه من نفسِه ---- بقلم أحمد حمزة أحمد


12-24-2018, 05:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1545667594&rn=0


Post: #1
Title: حصاد الفشل.. هل يُنقذ نفسه من نفسِه ---- بقلم أحمد حمزة أحمد
Author: أحمد حمزة أحمد
Date: 12-24-2018, 05:06 PM

04:06 PM December, 24 2018

سودانيز اون لاين
أحمد حمزة أحمد-
مكتبتى
رابط مختصر


حصاد الفشل ...حق التعبير ثمنه ارواح ارداها رصاص السلطة في القضارف وبورسودان ومدن اخرى،تقبل الله القتلى.السلطة لا تكترث بالأسباب التي حملت الناس على التعبير الرافض لما مسّ كريم حياتهم،وقوتهم على كفافه وبؤسه، ليصبح دونه الطوابير واستفحال الغلاء.ويضاهي ذلك حقهم في الحرية.فالقضايا هي قضايا مجتمع ومفردات حياة،يحق لكل من أفراد المجتمع السوداني أن يعبر عن قبولها أورفضها،بكافة الوسائل المشروعة والسلمية. والتعبير الرافض للسياسات التي قادت إلى ما يعيشوه الناس من شقاء وبؤس وعوز،هو حق لا يمكن سلبه او انتقاصه..خرجوا تحركهم شدة وطأة ما يعيشونه من أوجاع يومية، تم ذلك بعفوية وشعور جمعي رافضين ليذلوا في عيشهم على فقره وشحه!،وهو رفض يتفق والفطرة المغروسة في كل انسان..ولكن واجهتهم السلطة بالعنف المتجاوز حد الرصاص المميت! ويسقط القتلى..
احتماء السلطة خلف القمع،هي عزة زائفة تبعدها عن الاقرار بفشل برنامجها الاقتصادي والسياسي..ويتجلى ذلك في عدم مصارحة الشعب بالاخفاق وما نتج عنه من سياسات طالت عيش المواطن في الحد الذي يقيه العوز الدائم!,واسوأ تجلي هذا الهروب،كان في مواجهة الاحتجاجات الشعبية بآلة القمع،،القوة المفرطة.وهي ليست المرة الأولى في 2013 سقط عدد كبير من القتلى..فلماذا هذا العنف حد ازهاق الأنفس.احتجاجات باريس الاسابيع المنصرمة،والمتواصلة، على الرغم من ما صاحبها من حرق وتحطيم لم تجرؤ السلطة على استخدام الرصاص،وجلست الحكومة،هناك،مع المحتجين وتراجعت عن ضريبة الوقود..الخ.النظام في السودان يفرض عليه الدستور كفالة حق التعبير والتجمع السلمي،فلماذ قتل المحتجين ؟ ليس من اجابة سوي العجز عن مواجهة الشعب بوسيلة خلاف القمع،وشهوة الحكم والتحكم. وهذا ما سوف يضع النظام في مواجهة دائمة مع المواطنين مما يزيده عزلة.
السودان يعيش نتاج سياسات فاشلة،لا يستطيع غلاة اهل النظام الدفاع عنها ولا حتى تبريرها.فالحزب الحاكم وفّر لنفسه كل ما يمكِنه من تطبيق رؤيته في السياسة وفي الاقتصاد والتغيير حسب رؤيته.تمثل ذلك في الانفراد بالسلطة،المستولى عليها في يوينو 1989، بقوة السلاح وما ترافق،وتلي ذلك من اقصاء وتنكيل،تعذيباً وتشريداً وتمكيناً!..الان ليس هنالك سوى ان ينقذ النظام نفسه من نفسه!وذلك بأن يتخلى الحزب الحاكم عن السيطرة على السلطة وان يستجيب للمطالبة باستعادة الديموقراطية،وان يمارس نقدا علنيا امام الشعب إن رغب في أن يستمر متصالحاً ومُحاسباً، وفق ما يتفق عليه برد المظالم وجبر الضرر ورد الاعتبار والاعتذار .هذا ان كان سعيهم چاد لاخراج الوطن من لجة عميقة من التخبط المتوالي،بما يحقن الدماء ويصون الارواح....رحم الله القتلى وتقبلهم شهداء الدفاع عن الحق في الحياة الكريمة،خبزا وتعليما وعلاجاً..الخ .. الحياة التي قاعدتها الحرية،فليس هنالك من هم أولى من المواطنين،هذه الجماهير،في أن تعبر عن ما يهمها ويمس حياتها اليومية.
24/12/2018م