البشير..بيدق الشطرنج الهُمام بقلم البراق النذير الوراق

البشير..بيدق الشطرنج الهُمام بقلم البراق النذير الوراق


12-18-2018, 03:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1545144346&rn=1


Post: #1
Title: البشير..بيدق الشطرنج الهُمام بقلم البراق النذير الوراق
Author: البراق النذير الوراق
Date: 12-18-2018, 03:45 PM
Parent: #0

02:45 PM December, 18 2018

سودانيز اون لاين
البراق النذير الوراق-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





لا أدري لم يستغرب الناس من زيارة البشير لسوريا..البشير مثل الحبيس محدود الإقامة، وفي الحقيقة هو رئيس مسجون وحركته مربوطة بمناطق محددة حول العالم، المناطق التي لا يخاف من أن يوصل دربها إلى لاهاي..هي أنانية وذاتية مفرطة، فالرجل لم يكن يوماً منقذاً حقيقياً للبلد، بل على العكس مضلاً مضللاً، يحسب لمصالحه الذاتية ألف حساب ومصلحة البلد آخر اهتماماته وكذلك مصلحة حزبه وجماعته..هذه حقيقة حتى ولو حاول نظامه إيهامنا بغيرها..لا يستطيع البشير السفر إلى أوربا أو أمريكا أو كندا أو أستراليا ولكنه كلما وجد فرصة أو نصفها أو ربع فرصة لزيارة أي مكان آخر من العالم فسيستغلها، فهو من زمن بعيد يتذوق الرئاسة بطرف لسانه ولا يستطيع الاستمتاع بطعمها اللذيذ في حلقه..
بالعقل والمنطق، ما المفيد في سوريا لرئيس بلد يتشظى تحت ضربات الاقتصاد المنهار وفي خصم التذمر العارم المتمدد بين بني شعبه وهم يعانون من الحصول على لقمة العيش؟! سوريا ليست دولة ذات انتاجية كبيرة للقمح أو النفط، واليوم هي ليست قوى عظمى مؤثرة اقليمياً أو دولياً..
سوريا من بين البلدان العشر الأكثر فساداً في العالم ونسبة البطالة فيها تبلغ أكثر من 40% هذا خلاف حالة الحرب التي أفقدت عملتها أكثر من 200% خلال السنوات الماضية..
التحليل الوحيد الممكن استنباطه من مثل هذه الزيارة أن روسيا تستخدم البشير وكل بلده الإفريقي الفقير المسمى السودان، كبيدق وسط في رقعة شطرنج كبيرة. البيدق في لعبة الشطرنج يُضحى به من أجل حماية الملك، وهو أقل القطع الأخرى أهمية، فلو خُير اللاعب بالتضحية بالبيدق أو الحصان لاختار التضحية بالبيدق، ولو خُير بالتضحية بالبيدق أو الفيل، لاختار الفيل، وهكذا يكون البيدق هو أول قطعة تسقط في اللعبة وفي كل الأحوال..فإن خسر اللاعب سيكون البيدق أول الضحايا وإن انتصر سيكون انتصاره محكوماً بعدد القطع التي ضحى بها من أجل الوصول لملك الخصم، وبالطبع البيادق أول هذه القطع.. البشير بيدق وسط همام، يتحرك إلى الأمام ظاناً أن هذا سيسعد الملك فيحصل على ترقية!! ولكنه لا يعلم أن نسبة نجاحه في الوصول لمربعات الخصم محكومة بقوته في المواجهة وقدرته على التضحية، وكلما كان أول المتقدمين انعدمت فرصة نجاته أو حصوله على الترقية، فالترقية في الغالب للبيادق الطرفية التي تنتظر قرب نهاية اللعبة فتتقدم لتتحول لقطعة أكثر أهمية.
السياسة الدولية لعبة شطرنج كبيرة وإن ظن البشير أنه قلعة أو حصان أو فيل في هذه اللعبة فقد خاب ظنه..الخطورة في هذا الوضع أن البلد كلها تكون في وضع بيدق الوسط، وموت هذا البيدق يعني هلاك البلد..