الأستراتيجية الحلقة (12) بقلم بروفسر/أحمد حسن الجاك

الأستراتيجية الحلقة (12) بقلم بروفسر/أحمد حسن الجاك


12-17-2018, 03:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1545058527&rn=0


Post: #1
Title: الأستراتيجية الحلقة (12) بقلم بروفسر/أحمد حسن الجاك
Author: بروفسر احمد حسن الجاك
Date: 12-17-2018, 03:55 PM

02:55 PM December, 17 2018

سودانيز اون لاين
بروفسر احمد حسن الجاك-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم



[email protected]

يمكن النظر لتأثيرات ظهور البترول إجتماعيا في السودان من عدة زوايا ومستويات : فإما أن يكون تأثيره مباشراً من خلال التأثيرات النقدية جرّاء عملية الاستكشاف والإنتاج علي المجتمعات المحلية في المناطق التي ظهر فيها ، أو أن يكون غير مباشر في مناطق غير التي تظهر فيها ، أو المجموعات الأخري المستفيدة منه دون الدخول في عملياته مباشرة. كذلك صاحب ظهور البترول ظروف وعوامل أخري مساعدة ، لا يمكن النظر لتأثير البترول دون أخذها في الإعتبار ، كاتفاقات السلام والتطور في نظم المواصلات والإتصلات . وقد كان تأثير البترول علي المستوي القومي في شكل مشروعات قومية كالسدود والكبري وشبكات الكهرباء والمياة القومية أو مشروعات الزراعة القومية أو الطرق ووسائل الإتصالات القومية. وكذلك طالت تأثيرات البترول تغيرات هيكلية علي المجتمعات المحلية من مستوي الفرد إلي الفرد الي مستوي المجتمع المحلي ككله. وبما أدخله البترول من نظم جديدة في التعامل ، والتركيز علي الإنتاج ، والإستثمار ، وقيمة الوقت ، والانضباط والجدية ، فقد وضع نموذجاً حديثاً مغايراً للاوضاع التقليدية القائمة علي العلاقات القرابية والصداقة وأهمية العمر وغير ذلك مما سيكون له عظيم الأثر علي الشباب . ومع دخول التكنولوجيا الجديدة مع البترول ، أو المقدرة علي شرائها من عائدات البترول ، أصبح المجال مفتوحاً للتواصل الخارجي والنمو الاقتصادي الداخلي (إذا عرفنا كيف نوظفه). أما التوسع في الإتصالات والمواصلات فقد قرب بين المجموعات المختلفة من شتي بقاع السودان وجعلها متداخلة المصالح في إطار إقتصاديات السوق . لأن المراكز الحضرية الجديدة والقري النموذجية التي جاءت نتيجة للبترول ستكون بؤراً للتطور والتنمية الإجتماعية إذا أحسنت سياسات وخطط التنمية المستدامة. وقد نالت المرأة نصيبا من التغير الناجم بسبب البترول : إما كمستفيدة من المشاركة كمستثمرة أو من التغيرات الهيكلية في نطاق المجتمع والأسرة (كحالة الهدندوة) نتيجة التعليم .
وقد أدي ظهور البترول الي حراك كبير للمجتمع بانتقال البشر والأيدي العاملة من مكان لآخر ، ومحاولة الإستفادة من الفرص المتاحة، وانفتاح السوق ، وارتفاع الدخول . والنظر من زاوية العامل الخارجي يرينا أن الأعداد الكبيرة من الخبرات والعاملين الأجانب قد جاءوا بخبراتهم وثقافاتهم الوطنية والمهنية في أساليب العمل ، مما يتيح للمجتمع السوداني التعلم منها، مع محاذير جوانبها السالبة. فزيادة دخول الناس مثلا قد أدت إلي جلب الكثير من العمالة الخارجية في إطار ما كان من الممكن أن يقوم به السودانيون أنفسهم كأعمال النضافة والأعمال المنزلية وغيرها وما يتبع ذلك من تأثيرات علي الأسرة والمجتمع.
ومن المؤشرات السابقة يتضح أنه عموماً سيكون للبترول تأثير إيجابي هام في إنهاء الصراعات وارساء قواعد السلام والاستقرار والتنمية المستدامة إذا عرفنا كيف نوظف عائداته بطريقة صحيحة ونقلل من تأثيراته المجتمعية السالبة لصالح الشعب السوداني وأجيال المستقبل.