اللهم !! بقلم صلاح الدين عووضة

اللهم !! بقلم صلاح الدين عووضة


12-15-2018, 04:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1544886991&rn=0


Post: #1
Title: اللهم !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-15-2018, 04:16 PM

03:16 PM December, 15 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



*اليوم نصيغ فقط...ولا نكتب..

*ليس لنا من كلمتنا هذه سوى أجر الصياغة...إن لم يكن أجر آخرة فدنيا..

*أما بطل الفكرة فجار بالمسجد...في صلاة جمعة أمس..

*وكان الإمام ذا وجه كئيب...بل وكأنما تبدت كل هموم الدنيا - وعذاباتها - فيه..

*ولم نُفاجأ حين جاءت خطبته منسجمة مع تعابير وجهه..

*كانت كلها عن الموت...والسكرات...والسؤال...والعذاب...ونار جهنم..

*فنهض أحد المصلين خارجاً...وتبعه ثانٍ...فثالث..

*وكل منهم يشيح بيده...ونظرات الجالسين تشيعهم لحد الباب..

*وكل منهم كانت ملامح وجهه كئيبة أيضاً...وكأني بلسان حالهم يقول (مش ناقصين)..

*وراودتني نفسي على الخروج مثلهم كذلك....لولا..

*لولا إنني تذكرت أن أقرب مسجد مجاور كنت قد هربت من إمامه جراء التكرار..

*فكل جمعة ليس عنده ما يقوله سوى صفات ذات الله..

*ثم لعن المعتزلة الذين جعلوا من كل صفة من هذه الصفات ذاتاً لله..

*والمصلون المساكين يكادون يلعنون ذواتهم...ويغفون..

*ثم ختم ذو الوجه الكئيب خطبته - أخيراً - بالدعاء الذي يُستهل بمفردة (اللهم)..

*فإذا بجاري على اليسار يزمجر فجأة (اللهم زهجنا)..

*ولحقت به عقب الصلاة لأعرف سبب زهجه...بالضبط..

*وهذه عادة فضولية قد تبدو غير مستحبة...ولكني لا أقول (اللهم زهجت منها)..

*وعرفني بنفسه بدءاً...موظف أُحيل للتقاعد بأمر الصالح العام..

*ولكن ليست هذه هي المشكلة حسب قوله....ولا يحمل في نفسه ضغينة..

*وإنما زهجه - يقول - بسبب حال البلد (الواقف)..

*ثم يستطرد غاضباً (واقف؟.......ياخي يا ريت......ده راجع لورا)..

*ويذكر في فورة غضبه بعض دول استقلت بعدنا...وفاتتنا..

*ويصيح فجأة (ياخي خليك من ديل...رواندا دي مش كان فيها حرب أهلية؟)..

*فأومئ موافقاً ليواصل (أها...رواندا دي ذاتها فاتتنا الآن)..

*ويصمت ريثما يبصق بلغماً تجمع في حلقه...ويرمق وجوه آخرين التفوا حولنا..

*وكانت كلها كئيبة...فبدا مرتاحاً لهذا التوافق المزاجي..

*ثم يتابع (ونحنا نرقص ونغني...ونفرح ونمرح...ونسافر كل يوم من بلد لبلد)..

*ويضيف (والمصيبة أنهم ما يحسسونك أنهم حاسين بأي شيء)..

*ويمضي (مفيش مجرد إحساس ؛ لا بالناس...لا الأزمات...لا انهيار البلد)..

*وتركته ومضيت....وهو ما زال يتكلم بحرقة..

*وسمعته يقول من خلفي (والله عدم إحساسهم بالحاصل ده هو اللي مزهجنا أكتر)..

*ثم لم أعد أسمع من صوته سوى مفردة (اللهم)..

*وبدا واضحاً إنه يدعو ؛ ولكن بأي شيء...وعلى أي شيء...وفي أي شيء؟..

*لا أدري طبعاً لبعد المسافة...وما أكثر مسافاتنا التي بعدت..

*بعدت عن كل الذي جعل حتى دولاً مثل رواندا وإثيوبيا تفوتنا بمسافة..

*ونحن مشغولون بأزمات من شاكلة (الرغيف)..

*و.........اللهم !!.





assayha

Post: #2
Title: Re: اللهم !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: ?????
Date: 12-15-2018, 04:43 PM
Parent: #1

قد يكون الحل في تجربة الدولة العلمانية.يبدو لي أن الاسلام هو المشكلة و ليس الحل