البحث عن السلام ..هل ثمة أمل؟! بقلم الطيب مصطفى

البحث عن السلام ..هل ثمة أمل؟! بقلم الطيب مصطفى


12-10-2018, 01:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1544446430&rn=0


Post: #1
Title: البحث عن السلام ..هل ثمة أمل؟! بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 12-10-2018, 01:53 PM

12:53 PM December, 10 2018

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


وبدأ التفاوض في أديس أبابا مع قطاع الشمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وأمينه العام عمار أمون وقبل ذلك انتهت في برلين بألمانيا جولة مفاوضات ما قبل الدوحة مع كل من حركتي جبريل إبراهيم ومني مناوي، ورجاؤنا في الجولة الثانية مع حركات دارفور أكبر بكثير من أملنا في نجاح الأولى مع حركة عبدالعزيز الحلو التي يؤسفني أن أقول إنها ولدت ميتة وستسمعون للأسف الشديد نعياً داوياً خلال يومين.

ساؤجل الحديث عن التفاوض مع حركتي دارفور والذي سيبدأ في الدوحة منتصف الشهر القادم إن شاء الله واكتفي بالتعليق في هذا المقال على جولة أديس أبابا التي بدأت أمس مع قطاع الشمال وأسأل في البداية : لماذا كل هذا التشاؤم؟

أجيب بالآتي : لأنه لا توجد أصلاً أرضية تفاهم تنطلق منها المفاوضات بعد المخاشنة والعبوس الذي أبداه الحلو وهو يرفض مصافحة مساعد رئيس جمهورية السودان ونائب رئيس المؤتمر الوطني د.فيصل حسن إبراهيم خلال لقائهما الأخير في جنوب أفريقيا.

قبل أن استرسل أقول إنني لو كنت مكان الوسيط الجنوب أفريقي ثابو امبيكي الذي يقود التفاوض بالنيابة عن الاتحاد الأفريقي ، لقدمت استقالتي من هذه المهمة وأكثر ما يحيرني أن يعهد الاتحاد الأفريقي بهذه المهمة إلى هذا الرجل بدون سقف زمني حتى لو استغرق الأمر مئة عام من الفشل الذريع .. صحيح أنه لا يملك الشجاعة أو الحياء للاعتذار والتخلي عن وظيفته ومصدر رزقه الوحيد في الحياة لكن ما بال الأفارقة يصبرون على عجزه عن إحراز أي تقدم على مدى ما يقرب من عقدين من الزمان وكأنه لا يوجد غيره في هذه الدنيا؟!

ذكرت مراراً أن ملف منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق تراجع بعد الانقلاب الذي قام به الحلو وأطاح به عرمان وعقار ذلك أن عرمان رغم سوئه أفضل مئة مرة من الحلو الذي لا يضمر غير الحقد العنصري الدفين، أما أمينه العام عمار أمون فليس أقل منه عنصرية وحقداً.

لذلك فإني أنصح الحكومة ووفدها المفاوض بدلاً من أن يضيعوا وقتهم وجهدهم ومصاريف الـPer diem (في الفاضي) ألا يستعجلوا (ويتكبكبوا) خلف الحلو الذي لن يرضخ ويجنح للسلام ما لم يتغير الوضع في الميدان ولا ينبغي أن نسرف في التفاؤل بإمكانية تحقيق اختراق من خلال رئيس جنوب السودان سلفاكير فالأمل معقود في قواتنا المسلحة ورجال الدعم السريع أن يضطروا الحلو إلى التفاهم والتوصل إلى سلام.

رغم الإعلان عن نجاح انقلاب الحلو في السيطرة على قطاع الشمال فإن الرجل - الشيوعي الماركسي العقيدة - لا ولن يحظى بالقبول من كل قيادات النوبة وشعبها لأنه يصدر عن نفس مفاهيم نظرية (السودان الجديد) القديمة والفاشلة التي ورثها من سيده قرنق وزعيمه يوسف كوة بهدف (تحرير السودان) بعيداً عن أشواق أبناء جبال النوبة الذين لطالما نزفوا الدماء الغالية في سبيل قضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل لذلك لا غرو أن يلجأ الحلو إلى تصفية المعارضين واعتقال الكثير من قيادات الحركة سيما أولئك الذين كانوا يوالون عقار وعرمان وما خلافاته الكبيرة مع جقود مكوار وشعور منطقة النيل الأزرق بأنها مهمشة بعد سيطرة جبال النوبة على مفاصل الحركة إلا غيض من فيض

يعاني منه قطاع الشمال الآن بعد أن تحول إلى حركة يسيطر عليها جزء من مجلس تحرير جبال النوبة الذي اعتمد عليه الحلو في الانقلاب على عقار وعرمان.

لذلك لا أمل في تحقيق أي اختراق نحو السلام في المنطقتين أو قل في جبال النوبة ما لم يتغير الواقع على الأرض.

أنا في حيرة من أمري كيف يسمح للحلو بالتفاوض عن كل ولاية جنوب كردفان ناهيك عن ولاية النيل الأزرق وهو لا يملك أن يتحدث حتى عن كل منطقة جبال النوبة أو عن ابناء جبال النوبة المنتشرين في كل أصقاع السودان بأكثر من وجودهم في الجبال سيما وهو لا ينتمي إلى إثنية النوبة ولذلك لا يهتم كثيراً للدماء والأشلاء التي لطالما فقدوها في حرب لا تعنيهم خدعهم بها قرنق وصعد بها على جماجمهم لتحقيق مآربه لمصلحة قضية جنوب السودان بمعاونة الشيوعي الآخر يوسف كوة؟!

assayha