يتراقصون في وداع الإمام بقلم كمال الهِدي

يتراقصون في وداع الإمام بقلم كمال الهِدي


12-08-2018, 04:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1544284356&rn=0


Post: #1
Title: يتراقصون في وداع الإمام بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 12-08-2018, 04:52 PM

03:52 PM December, 08 2018

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

تأمُلات



mailto:[email protected]@homtail.com

وصلني في هاتفي صبيحة اليوم فيديو لعدد من الرجال والنساء وهم في حالة طرب وسعادة لا توصف.
وقد صاحب الفيديو كابشن يقرأ " شبابنا في وداع الإمام بمدينة لندن قبل عودته لأرض الوطن".
بعد رفع حاجب الدهشة - الذي صرنا نرفعه في اليوم عشرات المرات - قلت في قرارة نفسي " ما دام بعضنا يحتفون بهذا الشكل في ظروف بلدنا الحالية عند وداع زعيم معارضة كبير فلماذا نغضب حين يبايع بعض أراذلنا البشير رئيسا مدي الحياة؟".
المحزن أن فيديو الراقصين والراقصات الفرحات يأتي في ظرف بالغ الدقة ومآسي يعانيها شعبنا كل يوم، بل كل ساعة.
وتتضاعف حالة حزن المرء حين يعرج بعد مشاهدة مثل هذا الترف إلى مطالعة مقال حول حال أطفال دار المايقوما الذين أطلعتنا الكاتبة سهير في سلسلة مقالاتها على الأوضاع المزرية التي بلغت ببعض هؤلاء الأبرياء حد الموت اهمالاً.
ويزداد حزنك أيضا حين تقارن حالة الراقصين والراقصات في وداع الإمام بحالة تلك الفتاة الشجاعة التي ظلت تهتف وسط جمع من الناس في محاولة لإحصاء مساؤي حكومتنا الحالية.
بينما كانوا هناك يمارسون ترفهم في مدينة الضباب، شاهدنا هذه الفتاة الجسورة تعتلي طاولة مهترئة جلبها لها بعض الحضور حتى تُذكر الجمع ببعض ملامح ظلم الحكومة.
فهل يعقل بالله عليكم أن تنتظم الخرطوم الصفوف للحصول على كل شئ يرغب فيه المواطن البسيط، بينما يرقص هناك في لندن من ينصبون أنفسهم أوصياء على هذا الشعب أو يسمون أنفسهم برموز المعارضة!
وهل هذا وقت مناسب للحفلات المترفة، إن كانوا فعلاً يشعرون بآلام شعبهم ويرغبون في تغيير نحو الأفضل!
وماذا نتوقع من زعيم معارضة يسعد بمثل هذا البذخ في وقت يموت فيه أطفال السودان جوعاً ومرضاً واهمالاً، ويتعرض فيه مواطن البلد لشتى أصناف المعاناة بشكل يومي!
أليس للمواطن البسيط المكتوي بالجمرة ألف حق إن ردد عبارات من شاكلة " نطلع الشارع عشان نجيب منو"!
المؤسف حقيقة أن المعارضين لم يعودوا يمثلون قدوة، وليس لديهم القدرة على مناهضة الظلم والطغيان بشكل واضح وصريح.
هم يكتفون فقط بإطلاق العبارات الرنانة وإصدار البيانات الحاشدة بكلام لا يطبقون منه ولو 1% في سلوكهم العام.
لذلك تجد الحكومة في غاية الانبساط من مثل هذه المعارضة الهزيلة ( الكلامية) لأنهم يدركون أنها ( لا بتودي ولا بتجيب).
وإن أراد شعبنا أن يغير حياته فعليه أن يعتمد على نفسه فقط.
ولابد للشباب أن يهبوا هبة رجل واحد في وجه الحكومة والمعارضة معاً، حتى يغير الطرفان من سلوكهما.
أما أن ننتظر إماماً غادر وزعيماً معارضاً عاد لأرض الوطن ونتعشم فيهم خيراً، فذلك سوف يطيل معاناتنا، بل يعمل على ديمومتها.
ما طالعناه في سلسلة مقالات سهير عن أطفال المايقوما مريع ومؤسف ومبكِ للغاية.
وعلى ذكر الكاتبة سهير لابد من إشادة كبيرة بما قدمته في هذه المقالات.
فقد سبق أن اختلفت معها ككاتبة، لكنني أرى أن ما كتبته ووضحته للقاريء حول أوضاع أطفال هذه الدار أكد على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الصحافة الجادة والهادفة.
وهو دور يغيبه الكثيرون في هذا المجال، حين يكتفون فقط بالتطبيل للحكومة ومسئوليها.
لمديرة الدار حق في أن تقول لصاحبة سهير" صاحبتك دي صعبة فكلميها أن تكتب عنا كلاماً جيداً" لأن غالبية صحفيي هذا الزمن الأغبر يقومون بدور تجميل القبيح كل صباح.
ما قدمته سهير في هذه السلسلة من المقالات (عشرة على عشرة).
لم استغرب لموقف مديرة الدار التي بدلاً من مواجهة الحقائق راحت تسأل عن الطريقة التي دخلت بها الصحفية للدار لتلتقط تلك الصور المحزنة وتبين للناس ما يجري في دار يفترض أن تكون رحيمة بالصغار، لكنها تحولت إلى غابة موحشة.
ذكرت الكاتبة في مقال لها اليوم أن الكثيرين تفاعلوا مع مقالاتها ورغبوا في الدعم والمساعدة حتى يتغير حال هؤلاء الأطفال.
لكن المؤسف أن المشكلة ليست مشكلة ماديات.
وإن وفر الخيرون مليارات الجنيهات غداً، لن يغير ذلك من أوضاع ساكني الدار الصغار طالما أن من يديرونها بهذه العقلية.
رأيي الثابت هو أن هؤلاء القوم يتلذذون بتعذيب مواطني البلد.
هم يتعمدون تحويل حياتنا إلى جحيم لا يطاق، فبدلاً من توفير الأموال التي ستُتسرق لتستمر معاناة هؤلاء الصغار يجب البحث عن وسائل أخرى لتغيير حالنا جميعا، لا أطفال المايقوما وحدهم.

Post: #2
Title: Re: يتراقصون في وداع الإمام بقلم كمال الهِدي
Author: wadalf7al
Date: 12-08-2018, 06:46 PM
Parent: #1

مع احترامي للإمام و اتباعه..حزب الامة ده حزب خايب جداً جداً و ما منو رجاء